تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك.

ثم أتاه الثانية، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين.

فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك.

ثم جاءه الثالثة، فقال: إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف.

فقال: أسأل الله معافاته ومغفرته، وإن أمتي لا تطيق ذلك.

ثم جاءه الرابعة، فقال إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف، فأيما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا «. رواه مسلم.

وقد أفاد هذا الحديث ما يأتي:

1 ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف المراد بالحرف الذي يراد القراءة به، لذا استزاد تخفيفًا على الأمة.

ولما كان عارفًا بهذه الأحرف، فإنه قد علَّمها الصحابة رضي الله عنهم، وقرؤوا بها، ويشهد لذلك ما وقع لعمر بن الخطاب مع حكيم بن حزام في قراءته لسورة الفرقان.

وهذا فيه ردٌّ على من يزعم أنَّ الأحرف السبعة من المتشابه. وذلك صحيح إن كان المراد به أنه متشابه على قائلة، أما أن يكون متشابهًا على كل أحد، فلا.

2 ـ أن الأمر بالقراءة بهذه الأحرف كان في المدينة بدلالة قوله:» أضاة بني غفار «، وهو موضع بالمدينة، ويشهد له ما روي من طريق آخر أن جبريل لقيه عند أحجار المِرَى أو أحجار المِراء، وهي قباء كما في النهاية في غريب الأثر لابن الأثير.

3 ـ أن العدد سبعة مقصودٌ، وليس المراد به التكثير، بدلالة التدرج الذي ذُكِر في الحديث، ولو كان العدد غير مقصود لما كان لهذا التدرج معنى، بل لجاء الأمر بالقراءة على سبعة أحرف من أول الأمر.

4 ـ أن القراءة كانت على حرف واحدٍ قبل نزول هذا التيسير، وهذا الحرف كان يوافق لغة قريش (ينظر: سنن القراء ومناهج المجودين: 32).

وهذا متوافق مع طبيعة الرسالة؛ لأنَّ الرسول يرسل بلسان قومه، وينْزل الكتاب عليه بلسانهم، ولسان قريش معروف مشهور بين العرب بسبب الحجِّ الذي يقومون به إلى مكة، فكان كثير منهم يمكنهم القراءة به، والله أعلم.

ولا تعجل عليَّ هنا باستنباط أنَّ الأحرف هي لغات، فليس الأمر كذلك على إطلاقه، بل هناك تفصيل سيأتي في حينه.

5 ـ إن نزول الأحرف السبعة قد كان متأخِّرًا، وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ أنه كان بعد فتح مكة، حيث بدأت قبائل العرب على اختلاف ألسنتها ولهجاتها تدخل في دين الله أفواجًا. (سنن القراء ومناهج المجودين: 32).

وهذا الوقت الذي نزلت فيه الأحرف السبعة هو أنسب الأوقات بالنسبة لتلك الوفود التي سترد المدينة وتتعلم القرآن، فكان من تيسير الله أن أنزل تلك الأحرف تيسيرًا لهم، كما ورد في الحديث، وهذا التيسير لا زال مستمرًا حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

ـ[الإداوة]ــــــــ[08 May 2003, 06:40 م]ـ

جزيتم خيرا.

وسعيا .. حثيثاً .. لنرى المزيد حول هذا الموضوع ..

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[09 Jul 2004, 06:23 م]ـ

يرفع ليكمله فضيلة الشيخ أبو عبد الملك وفقهما الله:)

ـ[خالدعبدالرحمن]ــــــــ[09 Jul 2004, 08:13 م]ـ

جزاك الله خيرا .... و نحن في انتظار المزيد ...

وفقك الله

ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:00 ص]ـ

نقل الشيخ مساعد حفظه الله ورعاه ما يلي:

=============

إن نزول الأحرف السبعة قد كان متأخِّرًا، وقد ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ أنه كان بعد فتح مكة، حيث بدأت قبائل العرب على اختلاف ألسنتها ولهجاتها تدخل في دين الله أفواجًا.

==============

أقول:

أما كون الأحرف السبعة نزلت في المدينة فهو واضح، لكن تحديد ذلك بأنه بعد فتح مكة، فالظاهر من الكلام أعلاه أنه استنباط.

أما التعليل الذي ذكره فليس بالضرورة ألا يكون نزول الأحرف قبل ذلك بمدة،

فهل هناك نص قاطع للنزاع يشهد لذلك الرأي؟

ـ[المنهوم]ــــــــ[10 Jul 2004, 06:20 م]ـ

جزى الله الشيخ / مساعد

على هذا التحقيق الجميل

وأما الأخ / أنمار

فأقول لك // ما يضيرك ان يكون كون الأحرف بعد الفتح او قبله

فألامر واحد مادام انه في المدينة وبعد الهجرة

ـ[د. أنمار]ــــــــ[10 Jul 2004, 07:00 م]ـ

نعم

فبعض العلماء ذهب إلى أن تكرر نزول كثير من الآيات كما هو معلوم في أسباب النزول محمول عندهم على تنزلها ببعض الأحرف السبعة، وهو عندي قول وجيه جدا، وكثير منها حصل في أول العهد المدني كما في آخره، فلا أعدل عن قناعتي هذه إلا بنص.

ـ[أمين الشنقيطي]ــــــــ[11 Jul 2004, 12:04 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ماابتدأه أخونا الأستاذ د. مساعد

يفتح الأمل فى نفوس إخوانه المقرئين فهذا الحديث هو أصلهم العلمي، ومادتهم التى يحتكمون إليها عند الاستدلال،

لذا رأيت أن أنبه من قبيل التوضيح إلى أن طرق المسائل بطريقة أخرى عمل جيد لكنه قد لايحقق الهدف،

وأشكر أخونا الدكتور مساعد لشعوره بهذه الحيثية، وتطرقه لدراسات متنوعة فى هذا الموضوع،

واسأل الله العظيم أن تجد هذه المسائل الشائكة رجالا على شاكلته لتجد البحوث فى أمر الأحرف الضوء من جديد.

وفى الحقيقة بالنسبة لي أقول لقد تعلقت بهذا الحديث المبارك منذ الدراسات المنهجية الماجستير وخلال دروس العلامة عبد العزيز القارئ فى هذا الموضوع،

وما يقال عن تلك الدروس فهو قليل جدا. نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء،

وفى الحقيقة إن الأحرف مادة علمية دسمة واسعة الأطراف.

وهذا الذى تفطن له أستاذنا الدكتور القاري

يقول فى كتابه الأحرف السبعة: أما مايترتب على تعدد هذه الأوجه من اختلاف فى المعاني أو زيادة وماتدور حوله من مقاصد .... إلى أن يقول كل ذلك نعده بحوثا متفرعة من الأحرف خارجة عن حقيقة كنهها، منفصلة عن بحث تأويلها وتفسيرها وبيان المراد منها.

فى الحقيقة: تحمل هذه العبارات الدلالات المطلوبة للحل والباحث يطرق الجانب الذي يختاره منها أو مافهمه.

وأقول فى الحقيقة هناك جوانب لا أرى الشيخ تطرق إليها

كفضل القراءات على غيرها من علوم القرآن كما هو الحال فى فضائل القرآن. وغير ذلك من بحوث منطوية تحت هذا الحديث الكبير. والله أعلم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير