ـ[محمد رشيد]ــــــــ[11 May 2003, 03:02 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله …. كلامك أخي يدل على سعة اطلاعك بالمسألة، وأنها جاءت بعد دراسة مسبقة و مستفيضة، وأنا ما كنت أهمل الرد أو التعليق، و لكني في هذا الملتقى مستفيد فقط، فكنت أطالع ما يجري من النقاشات حتى أخلص الى أكبر فائدة ممكنة، فقد أخبرت من قبل أن دراستي في مناهل العرفان ـ للزرقاني ـ هي أول دراسة لي في هذا الفن ـ أول دراسة على الحقيقة ـ ولذلك فستجدني أطرح أسئلة ساذجة أحياناً.
الان نرتب الأقوال: الدكتور / مساعد، ذهب الى القول بأن ترتيب السور توقيفي، خلافا للأخ / مرهف الذي ذهب الى قول الجمهور بأن الترتيب اجتهادي، وهنا ملاحظتان:
الأولى / للأخ / مرهف، وهي أن الزرقاني قال في المناهل [[و ينسب هذا القول الى جمهور العلماء]]، و الشاهد قوله (ينسب) وأنا لا أدري هل الزرقاني ممن يعتني بمسائل الاصطلاح النقلية أم لا، و لكني أوردت ذلك للاحتياط، فلو كان ممن يعتني بالاصطلاح، فنسبة القول الى الجمهور تحتاج الى بحث، ويغلب على ظني صحة النسبة، لسكوت الدكتور / مساعد على نقلك، رغم مخالفته للقول.
الثانية / للدكتور / مساعد، من الحجج التي يحتج بها على كون الترتيب توقيفي، الاجماع على فعل عثمان و الذي يشمل الترتيب، و لكن ألا يصح أن يقال بأن الصحابة صحة كون الفعل صحيح لدرء الفتنة، دون أن يتركوا أقوالهم، فيكونون قد أجمعوا على صحة الفعل لا على القول؟
ـ[مرهف]ــــــــ[12 May 2003, 01:12 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
أشكرك أخي محمد على هذه الملاحظة ولكن قبل الإجابة عليها أود تصحيح أمر نسبته إلي فأنا لم أرجح بأن ترتيب السور اجتهادي وإنما رجحت كون ترتيب السور توقيفي عدا ترتيب الأنفال والتوبة كما رجح السيوطي ذلك أيضاً والنص الذي كتبته مازال.
أما بالنسبة لعبارة الزرقاني في المناهل (ينسب) فقد أحسنت صنعاً أخي محمد، لأن الزرقاني تبع في نقل مذهب الجمهور عن السيوطي، والسيوطي اعتمد في نقل مذهب الجمهور عن الزركشي في البرهان (انظر 1/ 354) وقد فصل الزركشي القول في ترتيب السور إلى ثلاثة مذاهب الثالث أن أكثر السور كان ترتيبها معلوم لدى الصحابة في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأشاروا إلى أن ما سوى ذلك يمكن أن يكون فوض الأمر فيه إلى الأمة بعده.
ثم وجدت فضيلة الأستاذ الدكتور نور الدين عتر حفظه الله في كتابه (علوم القرآن الكريم) يقول صـ 42:لكن جماهير العلماء على أن ترتيب سور القرآن توقيفي وليس باجتهاد من الصحابة وإن كانوا اختلفوا هل كل ذلك الترتيب بتوقيف قولي صريح من النبي صلى الله عليه وسلم ينص على كل سورة أنها بعد سورة كذا أو أن بعض هذا الترتيب قد استند فيه الصحابة إلى مستند فعلي من قراءة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً) ثم قال حفظه الله صـ 43: (والأدلة على أن ترتيب السور كلها توقيفي كثيرة جداً من السنة نجد فيها ترتيب السور على وفق مصحف عثمان بن عفان رضي الله عنه .. ) ثم ذكر بعض هذه الأدلة.
وكذلك الدكتور عدنان زرزور في كتابه (مدخل إلى تفسير القرآن) صـ 136 قال: (أما ترتيب السور في المصحف على ما هو عليه فقد ذهب جمهور العلماء إلى أ، ه توقيفي كترتيب الآيات سواء بسواء .. ) ثم ينقل الدكتور ما قاله السيوطي من أن مذهب الجمهور أن ترتيب السور اجتهادي وينتقده قائلاً صـ 139: (ولكن هذا الإطلاق فيما يورده السيوطي ـ جمهور العلماء ـ يتعارض بشكل حاد مع الروايات الصحيحة الدالة على أن سوراً قرآنية كانت مرتبة على هذا النحو زمن النبي صلى الله عليه وسلم، وأما ترتيب الصحابة لمصاحفهم فلم يكن أكثر من اختيار وقتي، أو مطلق جمع القرآن ولهذا فإنهم لم يلتزموا الدفاع عنه .... ).وأشير عليك أخي الكريم أن تبدأ بكتاب مختصر قبل مناهل العرفان، لأن الزرقاني يسرد في الكلام ويطنب ويكثر في سرد الأقوال والشبه وهذا لا يفيد كثيراً من كانت أول قراءته في علوم القرآن والله أعلم. وأترك الملاحظة الثانية يجيب عنها الدكتور مساعد نفع الله به