ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[01 Jun 2003, 01:04 ص]ـ
الأخ مرهف حفظه الله .. أشكر لك هذه التعقيبات المفيدة وأسأل الله تعالى للجميع السداد:
و بالنسبة للإمام ابن كثير رحمه الله وكتابه البداية والنهاية:
ذكر رحمه الله منهجه في ذلك في بداية كتابه فقال:
(ولسنا نذكر من الإسرائيليات إلا ما أذن الشارع في نقله مما لا يخالف كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وهو القسم الذي لا يصدق ولا يكذب مما فيه بسط لمختصر عندنا، أو تسمية مبهم ورد به شرعنا مما لا فائدة في تعيينه لنا فنذكره على سبيل التحلي به لا على سبيل الاحتياج إليه والاعتماد عليه، وإنما الاعتماد والاستناد على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ما صح نقله أو حسن وما كان فيه ضعف نبينه وبالله المستعان وعليه التكلان ... ولا نذكر منها إلا القليل على سبيل الاختصار. ونبين ما فيه حق مما وافق ما عندنا وما خالفه فوقع فيه الانكار ... ) ثم ذكر حديث " وحدثوا عن بني إسرائيل ... " وقال: (فهو محمول على الاسرائيليات المسكوت عنها عندنا فليس عندنا ما يصدقها ولا ما يكذبها فيجوز روايتها للاعتبار وهذا هو الذي نستعمله في كتابنا هذا فأما ما شهد له شرعنا بالصدق فلا حاجة بنا إليه استغناء بما عندنا وما شهد له شرعنا منها بالبطلان فذاك مردود لا يجوز حكايته إلا على سبيل الانكار والابطال) البداية والنهاية: 1/ 5.
وقال في موضع آخر: (ونحن نورد ما نورده من الذي يسوقه كثير من كبار الأئمة المتقدمين عنهم ثم نتبع ذلك من الأحاديث بما يشهد له بالصحة أو يكذبه ويبقى الباقي مما لا يصدق ولا يكذب وبه المستعان وعليه التكلان) (1/ 15).
ومن كلامه يتضح منهجه في هذا الكتاب مع أنه ينبغي ملاحظة ما يلي:
1 - أن كتابه هذا ليس كتاب تفسير بل هو كتاب تاريخ ولذلك فقد تروى على سبيل الأخبار على أنها تفسير لكتاب الله تعالى.
2 - أنه حتى في التاريخ فإنه ملتزم رحمه الله بنقل المسكوت عنه وما خالف فإنه ينبه عليه.
3 - أنه يذكرها لا على سبيل الاحتياج بل على سبيل التحلي.
ـ[مرهف]ــــــــ[01 Jun 2003, 02:31 م]ـ
جوزيت خيراً وزادك الله فقها ولي سؤال آخر فيما يخص التفسير بالإسرائيليات:
ما رأيك بمنهج ابن جرير في تاريخه بورود الإسرائيليات
هل نستطيع أن نعتبر الرواية الإسرائيلة ـ بأنواعها المقبولة ـ مرجحاً لقول من الأقوال في التفسير وهل قام بذلك أحد المفسرين مننهجهم العملي من الذين مررت عليهم في دراستك.
ـ[الراغب في مدارج السالكين]ــــــــ[02 Jun 2003, 05:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل فهد الوهبي،على ما عرضت وأفدت في هذا الموضوع.
والشكر موصول للجميع.
سؤالي هو عطف على ما ذكره الأخ مرهف في سؤاله الأخير حول ورود الروايات الاسرائيلية في تاريخه وحتى في تفسيره: إذا علمنا انكار كثير من المفسرين للروايات الاسرائيلية ورفضهم الشديد لها كالألوسي والشوكاني والسعدي وغيرهم رحمهم الله وهم في الغالب عيال على ابن جرير فهل يظن بابن جرير أنه يوردها مع رسوخ قدمه في العلم، ويقال ذلك أيضا عن الحافظ ابن كثير، ألا يمكن ان تكون تلك الروايات من زيادات النساخ ـ بقصد أو بغير قصد ـ وخصوصا أن بعضهم من طلبة العلم، فلربما حدث عند بعضهم تأثر بمناهج أخرى في التفسير ترى جواز روايتها والتساهل فيها.
وإن مما يرشح ذلك الإحتمال ـ كما أراه ـ كثرة النسخ الخطية وخصوصا تفسير ابن كثير يظهر من خلالها زيادة في بعضها ونقص في بعضها الآخر، فهل يمكن ان يكون ما ذكرته صوابا؟ وكيف يمكن التدليل على صحته؟
والفائدة من ذلك ـ والله أعلم ـ أن نبرئ ساحة الامام ابن جرير وأمثاله من مسؤلية ايراد الاسرائيليات، ولربما ان ثبت ذلك بيقين جاز لنا أن ننقح كتبهم منها، فنريح الأمة من مطالعة شيء منها، والتشويش على التفسير المطلوب. والله أعلم.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[24 Feb 2010, 04:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ونفع بكم
البحث طويل لم اطلع على كل عناصره