ـ[فهد الوهبي]ــــــــ[21 May 2003, 02:01 م]ـ
أخي الكريم مرهف وفقه الله ..
بالنسبة لموضوع التعريف فسيأتي إن شاء الله في نهاية البحث المختصر كلام قد يكون جواباً وكان المقصود من هذا البحث كما سبق في الأعلى هو معرفة موقف المعاصرين من هذه الإسرائيليات أما تعريفها ففي ظني أنه أحد رأيين بحسب ما مر معي في البحث:
الأول: من عرفها بأنه ما نقل من قصص بني إسرائيل من كتبهم.
الثاني: ما تحدثت عنهم.
ولذا نجد بعض العلماء كالسعدي قد يسمي الرواية إسرائيلية ولو كانت حديث نبوي في معرض كلامه عن الإسرائيليات قال: (فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله ? ذلك أن مرتبتها كما قال ?: (لا تصدقوا أهل الكتاب ولا تكذبوهم)) وكما سيأتي في كلام غيره من المعاصرين.
والذي يظهر لي أن مرجع التعريفين واحد فالعلماء متفقون على أن ما صح عن رسول الله مقبول.
والأدق تعريفها بما نقل من كتبهم إذ هو محل البحث والخذ والرد.
وأرجو أن يتسع البحث مستقبلا للحديث عن التفريق بين روايتها وبين ربطها بالقرآن وسيمر كلام بعض المعاصرين في ذلك.
وأما السؤال عن كلام الألوسي رحمه الله فيستدعي الكلام حول التفسير الإشاري وكلام الإمام ابن القيم فيه معلوم من حيث شروطه ولبعض مشائخنا نظرات جميلة في هذا التفسير لعلها ترى النور.
وأما الكلام حول الاستفادة من القصص ولو لم تصح فقد أثرت كامناً في هذا الموضوع، ولعلي أستأذنك في قول ما يلي:
1 - من أعظم الأمور التي ينبغي لطالب العلم العناية بها العناية بتربية نفسه وطلابه وهذه مهمة العلماء قال ابن القيم رحمه الله في كلامه على حديث: " العلماء ورثة الأنبياء ": (فيه أيضاً تنبيه لأهل العلم على تربية الأمة كما يربي الوالدُ ولده فيربونهم بالتدرج والترقي من صغار العلم إلى كباره وتحميلهم منه ما يطيقون كما يفعل الأبُ بولده الطفل في إبصاله الغذاء إليه فإن أرواح البشر بالنسبة إلى الأنبياء والرسل كالأطفال بالنسبة إلى آبائهم بل دون هذه النسبة بكثير ولهذا كل روح لم يربها الرسل لم تُفلح ولم تصلح لصالحةٍ كما قيل:
ومن لا يُربيه الرسول ويسقِهِ ... لُباناًَ له قد درَّ من ثدي قُدسه
فذاك لَقيطٌ ما له نسبة الولا ... ولا يتعدى طور أبناء جنسه) [مفتاح دار السعادة: 1/ 262 تحقيق الحلبي].
2 - أننا نلاحظ في توجه كثير ممن يُعنى بالتربية إلى قصص واقعية أو مسطورة في الكتب وهذا أمر جميل في الاستفادة من ذلك، إلا أنه ينبغي القول أن التوجيه للاستفادة من قصص القرآن والسنة الصحيحة أفضل وأعظم وقد قال تعالى: (نحن نقص عليك أحسن القصص) فقل لي بربك كيف تكون فائدة قصص مدحها ربك بأنه أحسن القصص. ولذا تجد بعض من يتكلم في مواضيع تربوية ينصرف لأدنى قصة وقد تكون غير صحيحة، ولو رجعنا إلى القرآن وصحيح السنة وقصص العلماء الثابتة لكان فيه الكفاية.
3 - الكلام حول القصص الخيالية المنسوجة والاستفادة منها يحتاج إلى كلام المتخصصين من أهل الأدب والشرع ولذا فأحيل الكلام إليهم.
4 - معرفة المتربي بعدم صحة القصة أو بكونها خيالية يفقد رغبته في استخراج الفوائد منها ويقلل من التركيز معك في الاستفادة منها. وكثيراً ما تجد من يسألك عن قصة أعجبته هل هي واقعية. فكون القصة واقعية لا شك أنه أقرب للاستفادة والاتعاظ من كونها منسوخة أو خيالية.
5 - للقصص الخيالية فوائد أخر كتوسيع الخيال والمتعة وثراء اللغة ولا أظن السؤال عن ذلك.
هذه بعض التأملات أخي مرهف رعاك الله ...
ولعلك تتحفنا بما لديك وأرجو أن لا نبيع التمر على أهل هجر ..
أخوك فهد
ـ[مرهف]ــــــــ[22 May 2003, 04:53 ص]ـ
بسم الله:
اخي الكريم فهد حفظكم الله تعالى:
أما بالنسبة للاستفادة من القصص فلا أحد على خلاف معك في أن أفضل ما يقوم به المربي هو الاستفادة من أحسن القصص التي ذكرها الله تعالى في كتابه ومن القصص التي قصها النبي صلى الله عليه وسلم وأضف أيضاً قصص الصحابة والتابعين فهي مناهج تربوية غزيرة.
وبالنسبة للفقرة الثالثة حول جواز ذكر هذه القصص الخيالية فأرى أن دليل جواز ذلك حديث خرافة الذي كان يقصه النبي صلى الله عليه وسلم أخرجه الترمذي في الشمائل وغيره فهناك جمع من العلماء قالوا بأن هذه القصة خرافة كان يتداولها العرب والله أعلم.
أما علم المتربي بعدم واقعية القصة يضعف من أثرها فهذا له وجه من الصحة ولكن لا على جميع المستويات فإنا نجد المربين إلى الآن يحرصون على تدريس أبنائهم وتلامذتهم قراءة قصص كليلة ودمنة ومعلوم أصل هذه القصة.
وأنا مع ن يقول إن مثل هذه القصص والاستفادة منها ليس محلها التفسير ولكني أناقش الموضوع هنا من ناحية تربوية سليمة كما طرحم ذلك في سياق كلامكم.
وأخيراً بقي عليكم أخي فهد نفع الله بكم أن تفيدني بالاجابة على السؤال الثاني حول منهج ابن كثير في البداية والنهاية في ذكر الاسرائيليات وجزاك الله خيراً.
أخوكم مرهف
¥