تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ومن أمثلة الاستشهاد بالآية على ما لم تنْزل فيه، ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً)] الكهف: 54 [، فقد روى البخاري (ت: 256) في صحيحه، عن علي بن أبي طالب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طرقه وفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة، فقال: ألا تُصليان؟

فقلت: يا رسول الله، إنما أنفسنا بيد الله، فإذا شاء أن يبعثنا بعثنا.

فأنصرف حين قلت ذلك ولم يرجع إلي شيئا، ثم سمعته وهو مُوَلٍّ يضرب فخذه، ويقول: {وكان الإنسان أكثر شيء جدلاً} «.

وهذه الآية نازلة في سياق الكفار، واستشهد بها الرسول صلى الله عليه وسلم على حالِ علي رضي الله عنه، لصدق هذا المقطع على حاله، والله أعلم.

ومن أمثلة تنْزيل الآية على واقعة حدثت بعد نزول القرآن، ما ورد عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في تفسير قوله تعالى: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}] الكهف: 103 ـ 104 [. فقد سأله عبد الله بن الكواء، فقال:» أنتم يا أهل حروراء «. وقال في رواية أخرى:» أنت وأصحابك منهم «. تفسير الطبري، ط: الحلبي (16: 34).

وتنْزيل السلف بعض الآيات على أهل البدع الذي حدثوا في عصرهم شهير ومتوافر، ويظهر التعميم في هذا الجملة في أنها تدلُّ على قوم يعملون، ويحسبون أنهم بهذا العمل من الصالحين المرضين لربهم، وهم في حقيقة الأمر من أهل الضلال الذين خسروا سعيهم، والخوارج مثال من أمثلة هؤلاء القوم، والله أعلم.

ملاحظة: قد سبق طرح موضوع الاستشهاد بالآيات التي نزلت في الكفار وتنْزيلها على المؤمنين في مقالة سابقة في هذا الملتقى. هنا ( http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?s=&threadid=46)

ـ[أبو حاتم]ــــــــ[19 May 2003, 10:54 م]ـ

فضيلة الشيخ شكر الله سعيك وجهدك فيما تبذله في تحرير وتنقية هذا العلم الشريف.

وبهذه المناسبة أجدها فرصة لطرح سؤال كان يدور في خلدي من زمن لذلك أستميحك عذرا في طرحه وهو:

هل هناك ما يمنع من اشتراك الموضوع الواحد بين علمين أو أكثر إذا تعددت فيه الحيثيات بتعدد العلوم؟

بمعنى أن العموم والخصوص مثلا في هذا العلم يبحث فيه كذا وفي علم آخر يكون موضوعه كذا.

لكن ألا تلاحظ أن هذا قد يعسر في بعض الموضوعات كالنسخ مثلا بين علمي الأصول وعلوم القران فلا بد عندئذ من النقل المحض لكثير من المسائل من علم إلى علم والفرق حينها يعود إلى العالم في تحريره لمسائل العلم لا إلى الموضوعات وكونها متداخلة في بعض العلوم.

شيخنا الفاضل هل مر بك ما يمكن أن يكون ضوابط في هذه المسألة؟

دمت بخير وعافية

والسؤال عام لجميع المشايخ والفضلاء في هذا الموقع العامر .......

تحياتي للجميع ..

ـ[الكشاف]ــــــــ[17 Feb 2006, 02:32 م]ـ

هذا الموضوع من أطرف الموضوعات في هذا الملتقى العلمي الدقيق. وقد انتفعت به أيما انتفاع، فجزى الله كاتبه الدكتور مساعد الطيار خيراً، ولقَّاه براً وفتحاً من لدنه. وقد أثار فيه الباحث الكريم عدداً من المسائل العلمية البحثية الدقيقة، التي تستوجب الوقوف من الباحثين والقراء. وفيه لمن رام البحث العلمي آفاق جديدة جادة. وأؤكد على تتبع مسائل علوم القرآن بهذه الطريقة العلمية التي أوصل الباحثَ إلى نتائجها كثرةُ اطلاعه على كتب التفسير وعلوم القرآن، وتقييدُ الأمثلة وأساليب التفسير عند السلف، من خلال تفسير الطبري على وجه الخصوص، وبقية كتب الدراسات القرآنية عموماً. وهذا الاستقراء الواسع للكتب شرطٌ لا بد منه للخروج بمثل هذه النتائج في هذه المسائل، فإنه لا يمكن لباحث لا يقرأ أن يعرف ثغرةً تحتاج إلى سِداد، ولا مسألة فيها قصور، ففاقد الشيء لا يعطيه. وإني لأعجب أشد العجب من طلاب الدراسات العليا الذين يتكففون موضوعات بحوثهم تكففاً، وتراهم في غمرة البحث عن موضوع للبحث، لا يفكرون في قراءة كتاب من كتب التفسير المطولة حتى يجدوا بعد قراءته موضوعاً أو موضوعات تكون مدخلاً للانطلاق إلى موضوع، أو فكرة بحثية جديرة بالبحث والنقاش. وإننا لنؤمل إن شاء الله في الباحثين في الدراسات القرآنية بفروعها الشريفة أن يكونوا

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير