1 - ما رواه البخاري في كتاب تفسير القرآن (5/ 193) ورواه مسلم (1/ 114) برقم (197) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: لما نزلت: "الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم " [الأنعام:82] شق ذلك على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالوا: أينا لا يظلم نفسه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو كما تظنون إنما هو كما قال لقمان لابنه: يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم " [لقمان:13]
قال الزركشي: فحمل النبي صلى الله عليه وسلم الظلم ههنا على الشرك لمقابلته بالأيمان واستأنس عليه بقول لقمان. (1)
2 - ما رواه البخاري في كتاب تفسير القران (5/ 146) من حديث أبي سعيد بن المعلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقران العظيم الذي اوتيته ".
وفيه إشارة إلى آية الحجر المكية " ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقران العظيم ".
3 - ما رواه الإمام البخاري في مواضع أخرجها في كتاب التفسير (6/ 21) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم:
"مفاتح الغيب خمس ثم قرأ: إن الله عنده علم الساعة ....
في هذا الحديث تفسير لآية الأنعام " وعنده مفاتيح الغيب لا يعلمها إلا هو " بآية لقمان " إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي ارض تموت "
4 - ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 69) من حديث النعمان بن بشير عن النبي صلى الله عليه وسلم "وإذا النفوس زوجت " قال: الغرباء كل رجل مع كل قوم كانوا يعملون عمله وذلك أن الله يقول " وكنتم أزواجاً ثلاثة فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسابقون السابقون ".
وبهذا يكتسب تفسير القرآن بالقرآن التأصيل العلمي وأنه من أهم مصادر تفسير القرآن بالقرآن.
الثاني: ما ذكر عن الصحابة من ذلك وهم في المرتبة الثانية ومن أمثلته:
1 - ما رواه ابن جرير بإسناده (30/ 69) عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه " وإذا النفوس زوجت " قال هم الرجلان يعملان العمل فيدخلان به الجنة وقال: "احشروا الذين ظلموا وأزواجهم " قال: ضرباءهم
وفي رواية فسرها بآية " وكنتم أزواجاً ثلاثة .......
قال ابن جرير بعد ذكره للقولين في المسألة: وأولى التأويلين في ذلك بالصحة الذي تأوله عمر بن الخطاب رضي الله عنه للعلة التي أعتل بها ...... وذلك لاشك الأمثال والأشكال في الخير والشر وكذلك قوله " وإذا النفوس زوجت " بالقرناء والأمثال في الخير والشر.
2 - ما رواه ابن جرير بإسناده (30/ 130) عن الحسن بن علي رضي الله عنه أنه سئل عن قوله تعالى " وشاهد ومشهود " فقال: الشاهد محمد ثم قرأ "فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً "
والمشهود يوم القيامة ثم قرأ " ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود ".
3 - ما رواه ابن جرير بإسناده عن ابن عباس (30/ 41) في تفسير قوله تعالى " فأخذه الله نكال الآخرة والأولى " قال: أما الأولى فحين قال: " ما علمت لكم من إله غيري " وأما الآخرة فحين قال:" أنا ربكم الأعلى "
وابن عباس رضي الله عنه هو أشهر من استعمل هذا الطريق من الصحابة ونقل عنه من ذلك كثير انظر على سبيل المثال في تفسير ابن جرير الجزء الأول الصفحات التالية 68 - 154 - 186 - 276 - 282 – 354 - 490 –524 - 526 –
وفي الجزء الثلاثين الصفحات التالية: 130 - 178 - 259 - 286 - 308
4 - ما رواه ابن جرير بإسناده عن سعد بن أبي وقاص (1/ 476) عن القاسم قال: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: " ما ننسخ من آية أو تنسها " قلت له: فإن سعيد بن المسيب يقرؤها " أو ننسها " فقال سعد: إن القرآن لم ينزل على المسيب ولا على آل المسيب، قال الله: " سنقرئك فلا تنسى " " واذكر ربك إذا نسيت "
5 - مارواه ابن جرير بإسناده عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه (1/ 186) في قوله تعالى: " أمتنا اثنتين واحييتنا اثنتين " قال: هي كالتي في البقرة: " كنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم "
ولعلي أدع ذكر الرابط بين الآيات في هذه الأمثلة ليعمل فيها القارئ ذهنه والله أعلم.
الثالث: التابعون وأتباعهم وهم في المرتبة الثالثة.
¥