ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 May 2003, 05:50 م]ـ
بسم الله
وهذه مقتطفات من أقوال أئمة متقدمين في التفسير انتقيتها من الكتاب القيّم النفيس: كتاب الفقيه والمتفقه للحافظ المؤرخ أبي بكر أحمد بن علي، المشهور بالخطيب البغدادي المتوفى سنة 462هـ، من الطبعة التي صدرت عن دار ابن الجوزي بتحقيق عادل الغرازي.
(روى المصنف بإسناده الصحيح [كما قال المحقق] عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير في قوله: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ) (الكهف: من الآية28) قال: مجالس الفقه. [1/ 92]
وأورد بسند رجاله ثقات [كما قال المحقق] أن أبا العباس أحمد بن يحيى المعروف بـ (ثعلب) سئل عن قوله: (ويعلمهم الكتاب والحكمة) (البقرة: 129) فقال: الحكمة فقه الشيء. قيل له: فالكتاب غير الحكمة؟ فقال: «لا يكون حكيماً حتى يعلم القرآن والفقه، فإن علم أحدهما لا يقال له حكيم حتى يجمعهما، معناه: يعلمهم الكتاب ويعلمهم معانيه». اهـ[1/ 133 - 134]
قال المصنف: فالعلم الرباني: هو الذي لا زيادة على فضله لفاضل، ولا منزلة فوق منزلته لمجتهد، وقد دخل في له بأنه رباني وصفُه بالصفات التي يقتضيها العلمُ لأهله، ويمنع وصفه بما خالفها.
ومعنى الرباني في اللغة: الرفيع الدرجة في العلم، العالي المنزلة فيه، وعلى ذلك حملوا قول الله تعالى: (لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَار) (المائدة: من الآية63)، وقوله تعالى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) (آل عمران: من الآية79).
ثم ذكر آثاراً في معنى الربانيين، ومنها ما أورده بسنده الصحيح [كما قال المحقق] أن ثعلباً سئل عن هذا الحرف (رباني)، فقال: سألت ابن الأعرابي، فقال: «إذا كان الرجل عالماً، عاملاً، معلماً، قيل له رباني، فإن خرم عن خصلة منها لم يقل له رباني.» [1/ 184 - 185].
ومما رواه المصنف بإسناد صحيح أيضاً عن أبي العباس ثعلب المتوفى سنة 291هـ رحمه الله، أنه سئل عن قول الله تعالى: (وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) (البقرة: من الآية269) فقال: الفهم. [1/ 190].
وروى المصنف بسنده رواته ثقات عن ابن جريج، عن عمرو بن دينار في قول الله تعالى: (فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) (البقرة: من الآية196) قال: «أيتهن شاء» وعن عمرو بن دينار قال: «كل شيء في القرآن (أو ... أو) له أيّهُ شاء.»
قال ابن جريج: «إلا قول الله تعالى: (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَاداً أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ) (المائدة: من الآية33) فليس بمخيّر فيها.»
قال الشافعي: «كما قال ابن جريج وغيره في المحاربة في هذه المسألة أقول.» [1/ 221 - 222]
ووما جاء في هذا الكتاب مما له صلة بالتفسير، قول المصنف الخطيب البغدادي في شرحه لحديث: «وإن يقم لهم دينهم يقم لهم سبعين عاماً» قال: وقوله: «يقم لهم دينهم» أي ملكهم وسلطانهم. والدين: الملك والسلطان، ومنه قول الله تعالى: (مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ) (يوسف: من الآية76). انتهى [1/ 297]).
انتهى المراد نقله من كتاب الخطيب البغدادي الفقيه والمتفقه.
أقول: وهو كتاب جدير بالدراسة، وفيه أقوال قيمة نفيسة في التفسير وعلوم القرآن، وأحسب أن دراسة أقوال الخطيب البغدادي في التفسير وعلوم القرآن تصلح بحوثاً للماجستير أو الدكتوراه.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[06 May 2003, 05:32 م]ـ
بسم الله
وهذه تتمة لأقوال ومرويات التفسير في كتاب الفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي:
¥