تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

التاسع: فيه اشتراط التسمية عند إرسال الجارح، وأنه إن لم يسم الله متعمدا، لم يبح ما قتل الجارح.

العاشر: أنه يجوز أكل ما صاده الجارح، سواء قتله الجارح أم لا. وأنه إن أدركه صاحبه، وفيه حياة مستقرة فإنه لا يباح إلا بها.) انتهى

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[09 Jul 2003, 12:07 ص]ـ

بسم الله

ومن الاستنباطات اللطيفة التي لها صلة بالمعنى الذي استنبطه الزمخشري من آية المائدة - كما في المشاركة السابقة - ما استنبطه السعدي رحمه الله من قوله تعالى: (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ) النساء: 83

حيث قال ما ملخصه: · وفي هذا دليل لقاعدة أدبية، وهي أنه إذا حصل بحث في أمر من الأمور ينبغي أن يولى من هو أهل لذلك، ويجعل إلى أهله ولا يتقدم بين أيديهم؛ فإنه أقرب إلى الصواب، وأحرى للسلامة من الخطأ. انتهى من تفسير السعدي بتصرف.

ومن جميل ما قاله المفسرون عن هذه الآية ما ذكره الرازي في تفسيره لها بقوله:

دلت هذه الآية على أن القياس حجة في الشرع، وذلك لأن قوله: {الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ} صفة لأولي الأمر، وقد أوجب الله تعالى على الذين يجيئهم أمر من الأمن أو الخوف أن يرجعوا في معرفته إليهم، ولا يخلو إما أن يرجعوا اليهم في معرفة هذه الوقائع مع حصول النص فيها، أولا مع حصول النص فيها، والأول باطل، لأن على هذا التقدير لا يبقى الاستنباط لأن من روى النص في واقعة لا يقال: إنه استنبط الحكم، فثبت أن الله أمر المكلف برد الواقعة إلى من يستنبط الحكم فيها، ولولا أن الاستنباط حجة لما أمر المكلف بذلك، فثبت أن الاستنباط حجة، والقياس إما استنباط أو داخل فيه، فوجب أن يكون حجة.

إذا ثبت هذا فنقول: الآية دالة على أمور:

أحدها: أن في أحكام الحوادث ما لا يعرف بالنص بل بالاستنباط.

وثانيها: أن الاستنباط حجة:

وثالثها: أن العامي يجب عليه تقليد العلماء في أحكام الحوادث.

ورابعها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مكلفا باستنباط الأحكام لأنه تعالى أمر بالرد إلى الرسول وإلى أولي الأمر. انتهى كلام الرازي من تفسيره الكبير

وقد ذكر البغوي قريباً من هذا المعنى المستنبط، حيث قال في تفسيره معالم التنزيل: وفي الآية دليل على جواز القياس، فإن من العلم ما يُدرك بالتلاوة والرواية وهو النّص، ومنه ما يدرك بالاستنباط و (هو) القياس على المعاني المودعة في النصوص. انتهى

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[21 Jul 2003, 07:41 ص]ـ

بسم الله

قال تعالى في سورة البقرة: (فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ. فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ. قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ. وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [36 - 39].

هل الأمر بالهبوط في الآية رقم 38 تكرار للأمر به في الآية 36؟

خلاف بين المفسرين ليس هذا محل بسطه، وإنما أردت هنا أن أذكر استنباطا رائعاً للطاهر ابن عاشور من تكرار هذا الأمر، فقال رحمه الله:

وفيه إشارة أخرى وهي أن العفو يكون من التائب في الزواجر والعقوبات. وأما تحقيق آثار المخالفة وهو العقوبة التأديبية فإن العفوعنها فساد في العالم لأن الفاعل للمخالفة إذا لم ير أثر فعله لم يتأدب في المستقبل فالتسامح معه في ذلك تفويت لمقتضى الحكمة، فإن الصبي إذا لوث موضعاً وغضب عليه مربيه ثم تاب فعفا عنه فالعفو يتعلق بالعقاب وأما تكليفه بأن يزيل بيده التلويث الذي لوث به الموضع فذلك لا يحسن التسامح فيه ولذا لما تاب الله على آدم رضي عنه ولم يؤاخذه بعقوبة ولا بزاجر في الدنيا ولكنه لم يصفح عنه في تحقق أثر مخالفته وهو الهبوط من الجنة ليرى أثر حرصه وسوء ظنه، هكذا ينبغي أن يكون التوجيه إذا كان المراد من {اهبطوا} الثاني حكاية أمر ثان بالهبوط خوطب به آدم.

ومعنى كلامه هذا أن الله سبحانه لما أخبر أنه تاب على آدم بعد أن عصى ةأمر بالهبوط مع زوجه عقوبة على معصيته، كرر الله الأمر بالهبوط حتى لا يُتوهم أن آدم بعد توبة الله عليه قد سلم من أثر معصيته.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Aug 2003, 07:27 ص]ـ

ومن جميل الاستباطات ما ذكره الشيخ محمد العثيمين رحمه الله في تفسيره لسورة البقرة، حيث استنبط من قوله تعالى: (ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين) أنه لا يمكن العيش إلا في الأرض لبني آدم لهذه الآية، ولقوله تعالى: (فيها تحيون وفيها تموتون ومنها تخرجون) [الأعراف: 25].

قال الشيخ رحمه الله: وبناء على ذلك نعلم أن محاولة الكفار أن يعيشوا في غير الأرض إما في بعض الكواكب أو في بعض المراكب محاولة يائسة؛ لأنه لا بد أن يكون مستقرهم الأرض. انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير