تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Oct 2003, 04:34 م]ـ

ومن جميل الاستنباطات ما قاله الإمام البيهقي في كتابه الاعتقاد والهداية إلى سبيل الرشاد:

(وقد دل كتاب الله عز وجل على إمامة أبي بكر ومن بعده من الخلفاء، وقال الله عز وجل: ? وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ ? (النور: من الآية55) وقال: ? الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ? (الحج: من الآية41)

فلما وجدت هذه الصفة من الاستخلاف والتمكين في أمر أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي = دل على أن خلافتهم حق.)

ثم ذكر كلاماً نفيساً يدل على قدرة فائقة على الاستنباط من القرآن بجمع الآيات التي ترتبط ببعضها، فقال:

(ودل أيضاً على إمامة الصديق قول الله عز وجل في سورة براءة للقاعدين عن نصرة نبيه صلى الله عليه وسلم والمتخلفين عن الخروج معه في غزوة الحديبية: ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً ? (التوبة: من الآية83) وقال في سورة أخرى: ? سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ? (الفتح: من الآية15) يعني قوله: ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً ? ثم قال: ? كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً ? (الفتح: من الآية15) وقال: ? قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا ? يعني تطيعوا الداعي لكم إلى قتالهم: ? يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْراً حَسَناً وَإِنْ تَتَوَلَّوْا ? يعني تعرضوا عن إجابة الداعي لكم إلى قتالهم:? كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً ? (الفتح:16)

والداعي لهم إلى ذلك غير النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال الله له: ? فَقُلْ لَنْ تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَنْ تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُوّاً ? (التوبة: من الآية83) وقال في سورة الفتح: ? يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلامَ اللَّهِ ? فمنعهم الخروج مع نبيه صلى الله عليه وسلم، وجعل خروجهم معه تبديلاً لكلامه، فوجب بذلك أن الداعي الذي يدعوهم إلى القتال داع يدعوهم بعد نبيه صلى الله عليه وسلم.

وقد قال مجاهد في قوله: ? أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ ? هم فارس والروم، وكذلك قال الحسن البصري، وقال عطاء: هم فارس.

وفي رواية علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: فارس، وفي رواية الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس: هم بنو حنيفة يوم اليمامة.

فإن كانوا أهل اليمامة فقد قوتلوا في أيام أبي بكر الصديق، وهو الداعي إلى قتال مسيلمة وبني حنيفة من أهل اليمامة.

وإن كانوا أهل فارس فقد قوتلوا في أيام عمر، وهو الداعي إلى قتال كسرى وأهل فارس.

وإن كانوا أهل فارس والروم ... وقد قوتلوا في أيام أبي بكر، ثم تم قتالهم وتنحيتهم عن الشام في أيام عمر مع قتال فارس؛ فوجب بذلك إمامة أبي بكر وعمر، وفي وجوب إمامة أحدهما وجوب إمامة الآخر.

وقد احتج بما ذكرنا من الآيات علي بن إسماعيل رحمه الله، وغيره من علمائنا في إثبات إمامة الصديق رضي الله عنه.)

وهذا كلام يستحق التأمل؛ فقل أن تجده في كتاب.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[10 Oct 2003, 09:02 م]ـ

ومن الاستنباطات السعدية اللطيفة، استنباطه رحمه الله قاعدة إذا تزاحمت المصالح, قدم أهمها من قوله تعالى في سورة البقرة: (وَلا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لأيْمَانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا وَتَتَّقُوا وَتُصْلِحُوا بَيْنَ النَّاسِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) حيث قال:

.

ويستدل بهذه الآية على القاعدة المشهورة, أنه " إذا تزاحمت المصالح, قدم أهمها "فهنا تتميم اليمين مصلحة, وامتثال أوامر الله في هذه الأشياء, مصلحة أكبر من ذلك, فقدمت لذلك.

من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Nov 2003, 11:46 م]ـ

بسم الله

قول الله تعالى: (اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين)

قال الشنقيطي في أضواء البيان:

(يؤخذ من هذه الآية الكريمة صحة إمامة أبي بكر الصدّيق رضي اللَّه عنه؛ لأنَّه داخل فيمن أمرنا اللَّه في السبع المثاني والقرءان العظيم ــ أعني الفاتحة ــ بأن نسأله أن يهدينا صراطهم. فدلّ ذلك على أن صراطهم هو الصراط المستقيم.

وذلك في قوله: {اهْدِنَا لصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّآلِّينَ} وقد بيّن الذين أنعم عليهم فعد منهم الصديقين. وقد بيّن صلى الله عليه وسلم أن أبا بكر رضي الله عنه من الصديقين، فاتضح أنه داخل في الذين أنعم اللَّه عليهم، الذين أمرنا اللَّه أن نسأله الهداية إلى صراطهم فلم يبق لبس في أن أبا بكر الصديق رضي اللَّه عنه على الصراط المستقيم، وأن إمامته حق.) انتهى

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير