ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[26 Nov 2003, 09:53 م]ـ
قوله تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (التوبة:91)
دلت هذه الآية الكريمة على أن هناك طائفة من المسلمين الصادقين قد عذرهم الله، ورفع عنهم الحرج إذا تخلفوا عن الجهاد في سبيله؛ لأنهم أهل أعذار، ولكنه شرط رفع الحرج عنهم بشرط مهم وهو قوله: (إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ) وكانوا من المحسنين.
قال ابن كثير رحمه الله: ((فليس على هؤلاء حرج إذا قعدوا ونصحوا في حال قعودهم،ولم يرجفوا بالناس،ولم يثبطوهم وهم محسنون في حالهم،ولهذا قال:] ما على المحسنين من سبيل والله غفور رحيم [ ... )).
و قال ابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاوية: ((وإن كان العبد عاجزاً عن معرفة بعض ذلك أو العمل به فلا ينهى عما عجز عنه مما جاء به الرسول r ، بل حسبه أن يسقط عنه اللوم لعجزه، ولكن عليه أن يفرح بقيام غيره به ويرضى بذلك ويود أن يكون قائماً به)).
قلت: وفي هذا تنبيه للذين لم يستطيعوا القيام بالجهاد في سبيل الله، وهم صادقون في حبه والشوق إليه، ولكن حال بينهم وبينه العذر وعدم الاستطاعة = فعليهم أن لا يكونوا من المثبطين لإخوانهم المجاهدين، المقللين من شأن جهادهم، بل يجب عليهم أن يكونوا ناصحين لهم، محسنين إليهم بالقول والفعل والمال. والله أعلم.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[05 Dec 2003, 09:05 م]ـ
قال الشنقيطي رحمه الله في تفسيره لسورة هود:
(قوله تعالى: {وَي?قَوْمِ لا? أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالاً إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ}. ذكر تعالى في هذه الآية الكريمة عن نبيه نوح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام: أنه أخبر قومه أنه لا يسألهم مالاً في مقابلة ما جاءهم به من الوحي والهدى، بل يبذل لهم ذلك الخير العظيم مجاناً من غير أخذ أجرة في مقابله.
وبين في آيات كثيرة: أن ذلك هو شأن الرسل عليهم صلوات الله وسلامه، كقوله في سبأ عن نبينا صلى الله عليه وسلم: {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ?للَّهِ}.
وقوله فيه أيضاً في آخر سورة ص?: {قُلْ مَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَآ أَنَآ مِنَ ?لْمُتَكَلِّفِينَ}.
وقوله في الطور والقلم {أَمْ تَسْألُهُمْ أَجْراً فَهُم مِّن مَّغْرَمٍ مُّثْقَلُونَ}.
وقوله في الفرقان {قُلْ مَآ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَآءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى? رَبِّهِ سَبِيلاً}.
وقوله في الأنعام: {قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرَى? لِلْعَـ?لَمِينَ}.
وقوله عن هود في سورة هود: {ي?قَوْمِ لا? أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى ?لَّذِى فَطَرَنِى?}.
وقوله في الشعراء عن نوح وهود وصالح ولوط وشعيب عليهم وعلى نبينا الصلاة والسلام: {وَمَآ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ عَلَى? رَبِّ ?لْعَـ?لَمِينَ}.
وقوله تعالى عن رسل القرية المذكورة في يس {?تَّبِعُواْ ?لْمُرْسَلِينَ?تَّبِعُواْ مَن لاَّ يَسْألُكُمْ أَجْراً}.
وقد بينا وجه الجمع بين هذه الآيات المذكورة وبين قوله تعالى: {قُل لاَّ أَسْألُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ?لْمَوَدَّةَ فِى ?لْقُرْبَى?} في كتابنا «دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب» في سورة سبأ في الكلام على قوله تعالى {قُلْ مَا سَأَلْتُكُم مِّن أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ}.
ويؤخذ من هذه الآيات الكريمة: أن الواجب على أتباع الرسل من العلماء وغيرهم أن يبذلوا ما عندهم من العلم مجاناً من غير أخذ عوض على ذلك، وأنه لا ينبغي أخذ الأجرة على تعليم كتاب الله تعالى، ولا على تعليم العقائد والحلال والحرام.
ويعتضد ذلك بأحاديث تدل على نحوه، فمن ذلك ما رواه ابن ماجه والبيهقي والروياني في مسنده عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: علمت رجلاً القرآن، فأهدى لي قوساً، فذكرت ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن أخذتها أخذت قوساً من نار» فرددتها.
¥