ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[30 Dec 2003, 06:45 م]ـ
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوي 8/ ... : (وفي قوله: {فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79] من الفوائد: ان العبد لا يطمئن الى نفسه، فان الشر لا يجيء الا منها، ولا يشتغل بملام الناس وذمهم، ولكن يرجع الى الذنوب فيتوب منها، ويستعيذ بالله من شر نفسه وسيئات عمله، ويسال الله ان يعينه على طاعته، فبذلك يحصل له الخير ويدفع عنه الشر؛ ولهذا كان انفع/ الدعاء واعظمه واحكمه دعاء الفاتحة: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ. صِرَاطَ الَّذِينَ اَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ} [الفاتحة: 6، 7].
فانه اذا هداه هذا الصراط، اعانه على طاعته وترك معصيته فلم يصبه شر لا في الدنيا ولا في الاخرة، والذنوب من لوازم النفس، وهو محتاج الى الهدى كل لحظة، وهو الى الهدى احوج منه الى الاكل والشرب، ويدخل في ذلك من انواع الحاجات ما لا يمكن احصاؤه؛ ولهذا امر به في كل صلاة لفرط الحاجة اليه، وانما يعرف بعض قدره من اعتبر احوال نفسه ونفوس الانس والجن المامورين بهذا الدعاء، وراى ما فيها من الجهل والظلم الذي يقتضى شقاءها في الدنيا، والاخرة، فيعلم ان الله تعالى بفضله ورحمته جعل هذا الدعاء من اعظم الاسباب المقتضية للخير المانعة من الشر.)
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[04 Jan 2004, 01:59 م]ـ
(ومن فوائد ابن العربي رحمه الله تعالى أنه قال: كنت بمجلس الوزير العادل أبي منصور ابن جهير على رتبة بيناها في كتاب الرحلة، للترغيب في الملة فقرأ القارئ تحيتهم يوم يلقونه سلام [الأحزاب: 44] وكنت في الصف الثاني من الحلقة بظهر أبي الوفاء علي بن عقيل إمام الحنبلية بمدينة السلام، وكان معتزلي الأصول، فلما سمعت الآية قلت لصاحب لي كان يجلس على يساري: هذه الآية دليل على رؤية الله في الآخرة: فإن العرب لا تقول: لقيت فلانا إلا إذا رأته، فصرف وجهه أبو الوفاء مسرعاً إلينا، وقال ينتصر لمذهب الاعتزال في أن الله تعالى لا يرى في الآخرة: فقد قال الله تعالى: فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه [التوبة: 77] وعندك أن المنافقين لا يرون الله تعالى في الآخرة، وقد شرحنا وجه الآية في المشكلين، وتقدير الآية: فأعقبهم هو نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه، فيحتمل ضمير يلقونه أن يعود إلى ضمير الفاعل في (أعقبهم) المقدر بقولنا هو، ويحتمل أن يعود إلى النفاق مجازاً على تقدير الجزاء، انتهى.
ومنها ما نقله عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما لا يقل أحدكم انصرفنا من الصلاة فإن قوماً قيل فيهم ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم [التوبة: 127] وقد أنبأنا محمد بن عبد الملك القيسي الواعظ، أنبأنا أبو الفضل الجوهري سماعاً منه: كنا في جنازة فقال المنذر بها: انصرفوا رحمكم الله تعالى، فقال: لا يقل أحدكم انصرفوا فإن الله تعالى قال في قوم ذمهم: ثم انصرفوا صرف الله قلوبهم [التوبة: 127] ولكن قولوا: انقلبوا رحمكم الله، فإن الله تعالى قال في قوم مدحهم: فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء [آل عمران: 174] انتهى.
ومنها، وقد ذكر الخلاف في شاهد يوسف، ما صورته: فإذا قلنا إنه القميص، فكان يصح من جهة اللغة أن يخبر عن حاله بتقدم مقاله، فإن لسان الحال أبلغ من لسان المقال في بعض الأمور، وقد تضيف العرب الكلام إلى الجمادات بما تخبر عنه بما عليها من الصفات، ومن أحلاه قول بعضهم: قال الحائط للوتد: لم تشقني؟ قال: سل من يدقني، ما يتركني ورائي، هذا الذي ورائي، لكن قوله تعالى بعد ذلك: من أهلها [يوسف: 26] في صفة الشاهد يبطل أن يكون القميص، وأما من قال إنه ابن عمها أو رجل من أصحاب العزيز فإنه يحتمل، لكن قوله: من أهلها [يوسف: 26] يعطي اختصاصها من جهة القرابة، انتهى.
ومنها قوله: إنه كان بمدينة السلام إمام من الصوفية وأي إمام، يعرف بابن عطاء، فتكلم يوماً على يوسف وأخباره، حتى ذكر تبرئته مما نسب إليه من مكروه، فقام رجل من آخر مجلسه وهو مشحون بالخليقة من كل طائفة فقال: يا شيخ، يا سيدنا، فإذن يوسف هم وما تم، فقال: نعم، لأن العناية من ثم، فانظروا إلى حلاوة العالم والمتعلم وفطنة العامي في سؤاله، والعالم في اختصاره واستيفائه، ولذا قال علماؤنا الصوفية: إن فائدة قوله تعالى: ولما بلغ أشده آتيناه حكما وعلما [يوسف: 22] إن الله تعالى أعطاه العلم والحكمة أيام غلبة الشهوة لتكون له سبباً للعصمة. انتهى.)
منقول من
هنا ( http://www.muslimphilosophy.com/ip/abubkaribnalarabi-bio.htm)
ـ[عمر المقبل]ــــــــ[05 Jan 2004, 01:10 ص]ـ
وما دمت ـ أبا مجاهد ـ ذكرت ابن عقيل في مداخلتك الأخيرة، فهذا رابط للطيفة من لطائف ابن عقيل في الاستنباط، لعلها تخفف وطأ هذه القصة على نفوسنا، فوالله ما نحب لابن عقيل هذا المسلك في تحريف الصفات، عفا الله عن الجميع:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?threadid=1254
¥