تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قال الله تعالى " والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجاً يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشراً " [البقرة: 234] فهي عامة في الحامل والحائل وخصت بقوله " وأولات الأحمال أجلهن أن يضعن حملهن " [سورة الطلاق: 4]

وقد روى ذلك عن ابن عباس وابن شهاب انظر تفسير ابن جرير 2/ 512

قال الزركشي: وقد يأتي التخصيص في آخر الآية: كقوله تعالى " وآتوا النساء صدقاتهن نحلة " فهذا عام في البالغة والصغيرة عاقلة أو مجنونة ثم خص في آخرها بقوله " فإن طبن لكم عن شيئ منه نفساً " فخصها بالعاقلة البالغة لأن من عداها عباراتها ملغاة من العفو.

وتارة في أولها كقوله تعالى " ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئاً " فإن هذا خاص في الذي أعطاها الزوج ثم قال بعد ذلك " فإن خفتم أن لا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به" فهذا عام فيما أعطاها الزوج أو غيره إذا كان ملكاً لها.

وقد يؤخذ التخصيص من آية أخرى كقوله " حرمت عليكم الميتة " وهذا عام في جميع الميتات ثم خصه بقوله " فكلوا مما امسكن عليكم " فأباح الصيد الذي يموت في فم الجارح المعلم " (1).

الوجه الثالث: حمل المجمل على المبين:

مثاله " مالك يوم الدين " بيانها في سورة الإنفطار " وما أدراك ما يوم الدين ثم ما أدراك ما يوم الدين يوم لا تملك نفس لنفس شيئاً ولأمر يومئذ لله " ومثاله ما رواه ابن جرير في جامع البيان (1/ 245) في تفسير " فتلقى آدم من ربه كلمات " قال مجاهد وقتادة وابن زيد: هو قوله " ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين "

وللإجمال أسباب كثيرة ذكر منها الزركشي تسعة أسباب (2) فليراجعها من شاء.

ولبقية الأمثلة يراجع البرهان (2/ 234).

الوجه الرابع: حمل المطلق على المقيد:

مثاله: قال تعالى " حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ..... الآية فلفظ الدم في هذه الآية مطلق وقيد بالمسفوح في قوله تعالى " قل لاأجد في فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً ".

الوجه الخامس: تفسير الألفاظ الغريبة وله صورتان:

الأولى: تفسير اللفظة بلفظة أشهر منها في آية أخرى

مثاله: " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل " فسر السجيل بالطين في قوله " لنرسل عليهم حجارة من طين " وكلاهما في قصة قوم لوط.

الثانية: أن تفسر اللفظه ثم يذكر ما يؤيد ذلك من القرآن

مثاله ما رواه ابن جرير في تفسيره (1/ 520) عن قيس بن سعد وفي (1/ 521)

عن عكرمة في تفسير قوله تعالى " يتلونه حق تلاوته " قالا: يتبعونه حق اتباعه أما سمعت قول الله عزوجل " والقمر إذا تلاها " قال: إذا تبعها.

الوجه السادس: أن تكون الكلمة لها أكثر من استعمال فتذكر الآيات التي فيها الكلمة ليدل على أن أحد هذه الاستعمالات هو المراد في القرآن لا غيره

مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 39) في تفسير قوله تعالى " هل لك إلى أن تزكى " قال ابن زيد: إلى تسلم قال: والتزكي في القرآن كله الإسلام وقرأ قول الله تعالى " وذلك جزاء من تزكى " قال: من أسلم، وقرأ " وما يدريك لعله يزكى " قال: يسلم، وقرأ " و ما عليك الا يزكى " أن لا يسلم.

الوجه السابع: الجمع بين ما يتوهم أنه مختلف.

مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 259) عن ابن عباس في قوله تعالى " إنا أنزلناه في ليلة القدر " قال أنزل القرآن جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا فكان بموقع النجوم فكان الله ينزله على رسوله، بعضه في إثر بعض، ثم قرأ: " وقالوا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلاً "

فدفع بهذا الكلام بين ما يتوهم تعارضه واختلافه إذا دلت الآية الأولى على أنه أنزل القرآن جمله والآية الثانية دلت على إنزاله مفرقاً. (1)

الوجه الثامن: حمل المبهم على الواضح.

مثاله: قوله تعالى " وآخرون مرجون لأمر الله الآية " حيث أبهمت المرجون لأمر الله ووضحتها الآية الأخرى بقوله " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت بهم الأرض بما رحبت ....... الآية فوضحت هذه الآية بأنهم الثلاثة الذين خلفوا في غزوة تبوك (2).

الوجه التاسع: حمل القراءات بعضها على بعض.

مثاله: " ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض ولا تقربوهن حتى يطهرن " في يطهرن قراءتان:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير