الأولى: بتخفيف الطاء وضم الهاء ومعناها: حتى ينقطع عنهن الدم
الثانية: بتشديد الطاء والهاء وفتحها والمعنى: حتى يتطهرن بأن يغتسلن بالماء
فيلا حظ أن كل قراءة أفادت معنى يختلف عن الآخر وقد رجح الطبري قراءة التشديد
والأولى حمل المعنى على مجموع القرآء تين (3).
الوجه العاشر: نسخ آية بآية أخرى.
مثاله: ما رواه ابن جرير (1/ 490) عن قتادة في تفسير قوله تعالى " فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره " قال: أتى الله بأمره فقال: " قاتلوا الذين لايؤمنون بالله ولا باليوم الآخر " حتى بلغ " وهم صاغرون " أي صغاراً ونقمة منهم فنسخت هذه الآية ما كان قبلها.
وفي رواية عنه: قال: نسختها " اقتلوا المشركين حيث وجدتموهم ".
الوجه الحادي عشر: تأكيد معنى في آية قد يفهم منه خلافه.
مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 116) عن ابن زيد في قوله " فسوف يحاسب حساباً يسيراً" قال: الحساب اليسير: الذي يغفر ذنوبه ويتقبل حسناته، ويسر الحساب:الذي يعفى عنه وقرأ " ويخافون سوء الحساب " وقرأ " أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم في أصحاب الجنة "
ولذا فهمت عائشة رضي الله عنها خلاف ما في الآية عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم " من نوقش الحساب عذب فقالت: أليس الله يقول " فسوف يحاسب حسابا
يسيراً" قال ذلك العرض يا عائشة من نوقش الحساب عذب. رواه ابن جرير في الموضع المتقدم وقد رواه البخاري في صحيحه في كتاب تفسير القرآن (6/ 81)
وانظر كذلك تفسير ابن جرير (1/ 285).
الوجه الثاني عشر:تفسير معنى آية بآية أخرى.
مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 201) عن ابن زيد في تفسير " إنا هديناه النجدين " قال قاطع طريق الخير والشر، وقرأ قول الله " إناهديناه السبيل " وانظر كذلك (30/ 69) عن عمر وفي (30/ 248) عن الحسن البصري.
الوجه الثالث عشر: جمع تفاصيل القصة القرآنية.
مثاله: انظر ما رواه ابن جرير في تفسيره (1/ 276) عن ابن عباس وفي (1/ 277)
عن السدي وفي (1/ 286) عن السدي وفي (1/ 288) عن ابن زيد.
الوجه الرابع عشر: معرفة كليات القرآن.
والمقصود بها الألفاظ أو الأساليب الواردة في القرآن على معنى مطرد.
مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (1/ 354) عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى " فذبحوها وما كادوا يفعلون " يقول: كادوا لايفعلون ولم يكن الذي أرادوا لأنهم أرادوا أن يذبحوها وكل شئ في القرآن كاد أو كادوا أو لو فإنه لايكون وهو مثل قوله "أكاد أخفيها ".
الوجه الخامس عشر: جمع الآيات التي تتحدث عن موضوع واحد
والفرق بينه وبين وجه الثالث عشر أن ذاك خاص في القصة القرآنية وهذا عام في القصة وغيرها.
مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 186) عن الضحاك يقول: إذا كان يوم القيامة أمر الله السماء الدنيا بأهلها ونزل من فيها من الملائكة ......... فذلك قوله " وجاء ربك والملك صفا صفا وجيئ يومئذ بجهنم " وقوله:" يامعشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض .... " وذلك قول الله " وانشقت السماء فهي يومئذ واهيه والملك على أرجائها" وانظر (1/ 154) عن ابن عباس
و (30/ 111) عن قتادة.
الوجه السادس عشر: أن يذكر في القرآن أمر ثم يذكر في مكان آخر وقوعه أو كيفيته أوزمانه أومكانه.
مثاله: ما رواه ابن جرير في تفسيره (30/ 308) عن ابن عباس قال:" وآمنهم من خوف " حيث قال إبراهيم عليه السلام " رب أجعل هذا البلد آمناً " وانظر
(30/ 309) عن ابن زيد.
الوجه السابع عشر: التفسير بالسياق:
مثاله: ما رواه ابن جرير (30/ 203) عن قتادة في تفسير " وما أدراك ما العقبة " ثم أخبر عن اقتحامها فقال " فك رقبة أوإطعام "
قال ابن جرير معلقاً: وإذا وجه الكلام إلى هذا الوجه كان قوله " فك رقبة أو إطعام " تفسيراً لقوله " وما أدراك ما العقبة" كما قال جل ثناؤه " وما أدراك ماهيه " ثم قال: " نار حامية " مفسراً قوله " وأمه هاويه "
وأمثلة هذا الوجه كثيرة جداً أشرنا إلى شيء منها في المبحث الثامن وبقيتها في البرهان للزركشي (2/ 203).
الوجه الثامن عشر: أن يختار المفسر قولاً في الآية سواء كان نحوياً أو بلاغياً أو فقيهاً إستناداً على آية أخرى.
ومن أمثلته: ما ذكره ابن جرير (1/ 181) عند تفسيره لقوله تعالى في سورة البقرة " يضل به كثيراً ويهدي به كثيراً" فقال: وقد زعم بعضهم أن ذلك خبر عن المنافقين كأنهم قالوا: ماذا أراد الله بمثل لا يعرفه كل أحد يضل به هذا ويهدي به هذا ثم أستؤنف الكلام والخبر عن الله فقال الله " وما يضل به إلا الفاسقين " وفيما في سورة المدثر من قول الله " وليقول الذين في قلوبهم مرض والكافرون ماذا أراد الله بهذا مثلاً كذلك يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء " ما ينبئ عن أنه في سورة البقرة كذلك مبتدأ.
وانظركذلك: (30/ 209) – (30/ 332)
وفي الختام أسأل الله أن يرزقني وإياكم تدبر كتابه والعمل بما فيه ومن نظر وتأمل في القرآن وكلام السلف والمفسرين رأى من ذلك شيئاً كثيراً إلا أنه ليس ذلك بالأمر السهل قال الذهبي: ليس حمل المجمل على المبين أو المطلق على المقيد أو العام على الخاص أو إحدى القراء تين على الأخرى بالأمر الهين الذي يدخل تحت مقدور كل إنسان وإنما هو أمر يعرفه أهل العلم والنظر خاصة. (التفسير والمفسرون 1/ 41
هذا وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
¥