ـ[د. أبو بكر خليل]ــــــــ[08 Nov 2005, 09:31 م]ـ
الأخ " محمد الأمين "
وفقني الله و إياكم إلى الحق بإذنه تعالى،
قلتم: ((المسألة خلافية قديمة.)). و هذا غير صحيح في شأن الصور المجسمة لذوات الأرواح، و قد نقلت الإجماع على تحريمها، كما حكاه الإمام الحافظ ابن حجر عن الإمام أبي بكر بن العربي، فارجع إليه إن شئت، و هذه واحدة،
و ما جاء فيه ذلك الوعيد بالعذاب الشديد لا يقتحم بالظنون و الشبهات، و الحكم الذي ثبت بيقين لا يرتفع إلا بيقين، و هذه أخرى.
و لعلك في حاجة إلى أن أعيد عليك ما ذكرته لك تعقبا لادعائك بإباحة شرب ما فيه قليل من الكحول بدعوى احتواء عصير الفواكه و كذا دم الإنسان على مثله - و هو هنا ألصق بمسألتنا هذه و أصدق:
* [[" لا اجتهاد مع النص "
تلك قاعدة أصولية أولية، لا منازع فيها بين من يعتد بقولهم و خلافهم من أئمة العلم المعتبرين،
فإذا سلمناها، و إذا سلمنا سلامة الحديث - المتقدم و المتفق عليه - من التفسير و التأويل المعارض لما احتج له - إذا سلمنا ذلك، فيمكن حينئذ - و حينئذ فقط - أن تقول او يقول قائل بمثل ما تقول: هناك شبهة أن كذا و كذا ...
فحينئذ يمكن النظر في دفعها و كشفها،
و لكن هذا إنما يكون بعد الوقوف عند حكم النص، و كذا ما انعقد عليه الإجماع،
و أما غير ذلك: فإنكار لحجية أدلة الأحكام الشرعية، و إهدار لها و لأصول التشريع،
فلا يلتفت إليه و لا يعرج عليه،
و إذا أنكرت الأصول: فلا جدوى من المناظرة في الفروع]].
ـ[حسام مجدي]ــــــــ[27 Feb 2009, 05:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
قد استفاض أخي محمد الأمين في بيان عدم إنكار الكثير من الصحابة للتماثيل و التصاوير التي صنعت لغير غرض العبادة جزاه الله سبحانه و تعالى خيرًا ..
و قد استفاض أخي الكريم الدكتور أبو بكر في بيان إنكار عدد من الصحابة أيضًا للتماثيل و التصاوير بصفة عامة أي لذاتها دون غرض لغيرها جزاه الله سبحانه و تعالى خيرًا ..
و قد كنت أحتكم في الفهم دائمًا لما عليه الصحابة الكرام .. كيف فهموا هذا النص و كيف طبقوه فيما صح عنهم من أخبار؟ .. فإن أجمعوا على تفسير و فعل واحد .. ألزمت نفسي به .. أما إذا ما اختلفوا فإني أرد الأمر إلى قول النبي صلى الله عليه و سلم أو تطبيقه و محاولة جمع كل الأحاديث التي قيلت في هذا الشأن و تمحيصها لبيان الأمر .. إذ لابد من وجود حقيقة واحدة , فلا يمكن أن تكون التماثيل محرمة لذاتها و لغيرها في الآن ذاته .. هذا أمر ترفضه العقول .. فلابد أن للأمر حقيقة واحدة , إما يكون تحريمًا مخصصًا بعلة , و إما أن يكون عامًا بغير علّة ..
لما تقدم .. فإنني لن أعلق على أي حديث نُقل فيه رأي صحابي في قول رسول الله صلى الله عليه و سلم .. و إنما سألزم نفسي بأحاديث النبي صلى الله عليه و سلم نفسه في محاولة للفهم و تبين الحكم و الله سبحانه و تعالى ولي التوفيق ..
1 - حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم " من صور صورة فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح، وليس بنافخ فيها أبدا " ...
لا يمكن فهم هذا الحديث بمعزل عن المناسبة التي قيل فيها , إذ ربما قيل هذا الحديث لمن كانوا يصورون و ينحتون بغرض المضاهاة و التقديس .. و لم أعرف عن هذا الحديث حتى الآن سوى الرواية لا المناسبة .. إذ ربما قيلت كعظة لمن يرسمون الصور بغرض التقديس و التأليه ففهمها ابن عباس رضي الله سبحانه و تعالى عنهما بمعزل عن ظرفها و عممها على كافة المصورين كما فعل رضي الله سبحانه و تعالى عنهما في الحديث الذي ذكره اخونا أبو بكر .. و لا يمكن الاستدلال - كما يفعل البعض - بقوله صلى الله عليه و سلم " فإن الله معذبه حتى ينفخ فيها الروح " بأن هذا تخصيص لمن ادعى أن لها روح مضاهاة منه لخلق الله .. إذ ربما كان هذا الأمر عقابًا عامًا من الله سبحانه و تعالى لكل من يصور سواء كان ذلك لغرض العبادة أو لغيره .. إذ أن مطالبته بما لا يملك أن يفعل هو تعذيب في حد ذاته و عقاب على معصية أمر الله سبحانه و تعالى .. و على هذا فلا يمكن الاستدلال بهذا الحديث على جواز التصوير لغير غرض التقديس أو المضاهاة من عدمه .. و
¥