تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إنما يستدل به فقط في بيان وجود حكم شرعي بالنسبة للتصاوير يمكن معرفته و بيانه من استقصاء بقية الأحاديث .. و مثله الحديث الشريف " كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسا فتعذبه في جهنم "

2 - حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس عذابا يوم القيامة: رجل قتله نبي أو قتل نبيا، وإمام ضلالة، وممثل من الممثلين ".

قول رسول الله صلى الله عليه و سلم " من الممثلين " في هذا الحديث يستوقفني .. إذ أن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يقل " نبيًا من الأنبياء " .. و لم يقل صلوات ربي و سلامه عليه "إمام ضلالة من الأئمة " .. في حين أنه صلى الله عليه و سلم قال في حديثه عن الممثل خصه بأن قال " من الممثلين " .. و هذا ما جعلني أعتقد أنه صلى الله عليه و سلم ينبه على ما هو شائع في هذا الزمان من أن الممثلين يمثلون بغرض المضاهاة أو التقديس .. فهذا التعقيب " من الممثلين " ربما ينبه السامع إلى الظرف الزماني لهذا الحديث و إرتباطه بممثلي هذا العصر .. و رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن ليزيد دون غرض بلاغي .. و عليه فإن تعميم الحديث على كل حال لا يصلح ..

3 - ما ثبت في الصحيحين {أن أم حبيبة وأم سلمة رضي الله عنهما ذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم كنيسة رأينها بأرض الحبشة , فذكرتا من حسنها وتصاوير فيها , فقال النبي صلى الله عليه وسلم أولئك قوم كانوا إذا مات فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجدا , وصوروا فيه تلك الصور. أولئك شرار الخلق عند الله}

و يكفيني التعقيب بما ذكره الأخوة نقلًا عن الموسوعة الفقهية الكويتية " الأظهر أنه ذمهم لبناء المساجد على القبور , ولجعلهم الصور في المساجد , لا لمطلق التصوير " .. و في هذا القول موافقة للآية الكريمة .. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم " يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل " ..

4 - عرائس عائشة رضي الله سبحانه و تعالى عنها: فقد ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قد رأى السيدة عائشة تلعب بدمي على هيئة بنات و لم ينكر عليها ذلك .. و في الحديث تم وصف الدمية بالبنات و هذا يدل على ان الدمية كانت كاملة الهيئة أي أنها كانت تمثال تام الصنع يلعب به الأطفال .. و قد أجاز العلماء ذلك كغرض تعليمي للبنات و تدريب لهن على أمور البيت المستقبلية.

5 - روي عن أبي طلحة عن النبي صلى الله عليه وسلم: {لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة} زاد زيد بن خالد الجهني: {إلا ما كان رقما في ثوب} وفي رواية عن أبي طلحة نحوه , فقلت لعائشة: هل سمعت هذا؟ فقالت: لا ; وسأحدثكم ; {خرج النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فأخذت نمطا فنشرته على الباب , فلما قدم ورأى النمط عرفت الكراهة في وجهه , فجذبه حتى هتكه , وقال: إن الله لم يأمرنا أن نكسو الحجارة والطين. قالت: فقطعت منه وسادتين وحشوتهما ليفا فلم يعب ذلك علي}. - قالت عائشة: {كان لنا ستر فيه تمثال طائر , وكان الداخل إذا دخل استقبله , فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: حولي هذا فإني كلما رأيته ذكرت الدنيا}. - روي عن عائشة قالت: {دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا متسترة بقرام فيه صورة فتلون وجهه ثم تناول الستر فهتكه , ثم قال: إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يشبهون خلق الله. قالت عائشة: فقطعته , فجعلت منه وسادتين}. -

هذه الأحاديث أشد دلالة على تحريم التصوير بصفة عامة .. فلا يمكن التصور بأن السيدة عائشة قد اتخذت تمثال الطائر أو التصاوير بغرض العبادة! .. فلابد أن اقتناء تلك الصور حرام شرعًا على كل مسلم لما ثبت من فعل النبي صلى الله عليه و سلم , إلا أن هناك أفعالًا قام بها نبي الله صلى الله عليه و سلم يجب ان تستوقفنا ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير