تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

(32) وقال في حديث الزبير في شراج الحرة: فيه جواز أن يكون السقي للأول، ثم الذي بعده. إلا أن هذا في النخل خاصة، وما يجري مجراه. وأما الزرع وما لا يصبر على العطش أكثر من جمعة ونحو ذلك: فإن الماء يتناصف فيه بالسوية، كما قال تعالى: (وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ) [القمر: من الآية28].

(33) وقال في سورة الضحى لما توالى فيها قسمان، وجوابان مثبتان، وجوابان نافيان، فالقسمان: (وَالضُّحَى. وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى) [الضحى: 1ـ2] والجوابان النافيان: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى) [الضحى:3] والجوابان المثبتان: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى. وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى) [الضحى: 4ـ5].

ثم قرر بنعم ثلاث، وأتبعهن ثلاث: كل واحدة من الوصايا شكر النعمة التي قوبلت بها.

فإحداهن: (أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَى) [الضحى:6] وجوابها: (فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلا تَقْهَرْ) [الضحى:9].

والثانية: (وَوَجَدَكَ ضَالاً فَهَدَى) [الضحى:7] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا السَّائِلَ فَلا تَنْهَرْ) [الضحى:10] وهذا لأن السائل ضال يبغي الهدى.

والثالثة: (وَوَجَدَكَ عَائِلاً فَأَغْنَى) [الضحى:8] فقابلها بقوله: (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ) [الضحى:11].

وإنما قال: (وَمَا قَلَى) [الضحى: من الآية3] ولم يقل: وما قلاك؛ لأن القلى بغض بعد حب، وذلك لا يجوز على الله تعالى. والمعنى: وما قلى أحداً قط، ثم قال: (وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى) [الضحى:4] ولم يقل: خير من الإطلاق. وإنما المعنى خير لك ولمن آمن بك.

وقوله: (فَآوَى) [الضحى: من الآية6] ولم يقل: فآواك، لأنه أراد: آوى بك إلى يوم القيامة …

(34) وقد ذكر الوزير في كلامه على شرح حديث: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو الذي أفرد من كتابه (الإفصاح) فوائد غريبة.

فذكر في أول كلامه: أن اختصاص المساجد ببعض أرباب المذاهب بدعة محدثة، فلا يقال: هذه مساجد أصحاب أحمد، فيمنع منها أصحاب الشافعي، ولا بالعكس؛ فإن هذا من البدع. وقد قال تعالى في المسجد الحرام: (سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ) [الحج: من الآية25] وهو أفضل المساجد …

انتهى، ولله الحمد والمنة. انتهى ما أورده الشيخ مساعد

وأود التنبيه هنا أن كتاب الإفصاح لابن هبيرة يحتاج للرجوع إليه حتى يعلم هل لابن هبيرة أقوال تفسيرية تصلح أن تكون بحثاً للماجستير أو للدكتوراه؛ لأن أقواله كما هو ظاهر لها قيمة علمية، وهي جديرة بالبحث

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[02 Oct 2003, 12:50 م]ـ

وجدت للإمام محمد بن سلام الجمحي (ت231هـ) رحمه الله في كتابه الثمين (طبقات فحول الشعراء) بتحقيق الشيخ محمود شاكر رحمه الله ما يلي:

قال محمد بن سلام: قال يونس: - أي ابن حبيب - كل شيء في القرآن: (فَأَتْبَعَهُ): أي طَالَبَه، و (اْتَّبَعَه)، يتلوه.

قال المحقق في الحاشية: هذا الفرق غير واضح في كتب اللغة، ولم يذكروا مقالة يونس، وانظر: اللسان ومشارق الأنوار.

وهذا يدخل في باب الفروق اللغوية وأثرها في التفسير، وقد بحثها شيخنا الدكتور محمد الشايع في كتابه (الفروق اللغوية وأثرها في التفسير).

أحببت أن أذكر هذه الفائدة هنا لعل أحداً يزيدها أيضاحاً من الإخوة وفقهم الله.

ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Oct 2003, 03:27 م]ـ

بسم الله

الفرق بين (أَتبع) و (اتّبع) تكلم عنه المفسرون وغيرهم عند تفسيرهم لآية سورة الكهف: (فأتبع سبباً) ففيها قراءتان سبعيتان.

قال ابن جرير الطبري رحمه الله في تفسيره: (وقوله: فأتبع سببا اختلفت القراء في قراءة ذلك، فقرأته عامة قراء المدينة والبصرة: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، بمعنى: سلك وسار، من قول القائل: اتبعت أثر فلان: إذا قفوته وسرت وراءه.

وقرأ ذلك عامة قراء الكوفة فأتبع بهمز، وتخفيف التاء، بمعنى لحق.

وأولى القراءتين في ذلك بالصواب: قراءة من قرأ: «فاتبع» بوصل الألف، وتشديد التاء، لأن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن مسير ذي القرنين في الأرض التي مكن له فيها، لا عن لحاقه السبب)

وصنيع ابن جرير يدل على أن بينهما فرقاً.

وجاء في تفسير القرطبي: ({فأتبع سببا} قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي «فأتبع سببا» مقطوعة الألف. وقرأ أهل المدينة وأبو عمرو «فاتبع سببا» بوصلها؛ أي اتبع سببا من الأسباب التي أوتيها. قال الأخفش: تبعته وأتبعته بمعنى؛ مثل ردفته وأردفته، ومنه قوله تعالى: {إلا من خطف الخطفة فأتبعه شهاب ثاقب} (الصافات: 10) ومنه الإتباع في الكلام مثل حسن بسن وقبيح شقيح. قال النحاس: واختار أبو عبيد قراءة أهل الكوفة قال: لأنها من السير، وحكى هو والأصمعي أنه يقال: تبعه واتبعه إذا سار ولم يلحقه، وأتبعه إذا لحقه؛ قال أبو عبيد: ومثله {فأتبعوهم مشرقين} (الشعراء: 60). قال النحاس: وهذا من التفريق وإن كان الأصمعي قد حكاه لا يقبل إلا بعلة أو دليل. وقوله عز وجل: {فأتبعوهم مشرقين} ليس في الحديث أنهم لحقوهم، وإنما الحديث: لما خرج موسى عليه السلام وأصحابه من البحر وحصل فرعون وأصحابه انطبق عليهم البحر.

والحق في هذا أن تبع واتبع وأتبع لغات بمعنى واحد، وهي بمعنى السير، فقد يجوز أن يكون معه لحاق وألا يكون.)

وقال أبو حيان: (والظاهر أنهما بمعنى واحد.)

ولعل ما ذهب إليه ابن جريرمن التفريق بينهما أرجح والله أعلم.

وبعد هذا الاستطراد نعود إلى الموضوع الأصلي، وهو التفسير من غير كتب التفسير، فأقول:

إن في كتب الإمام البيهقي [المتوفى:458] أقوالاً كثيرة قيمة في التفسيرتحتاج إلى جمع ودراسة، فإن لم تكن قد جمعت فهي تستحق أن تجعل مشروعاً لعدة رسائل في التفسير.

ولعلي أذكر شيئاً من أقواله مستقبلاً إن شاء الله تعالى.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير