تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

1 - بدر الدين الزركشي. في كتابه البرهان في علوم القرآن حيث أفاد من تفسير البسيط كثيراً ونقل عنه مصرحاً أحياناً باسم الواحدي أو باسمه واسم تفسيره.

2 - جلال الدين السيوطي في كتابه الإتقان في علوم القرآن،ولعل الزركشي كان واسطة بينه وبين الواحدي في أغلب المواضع؛ لأنه بنى كتابه على البرهان.

وأما في المجالات الأخرى من علوم الشريعة فأقتصر على ذكر اثنين مكثرين من التأليف من أعلام الأمة ممن انتفعوا وأفادوا من تفسير البسيط للواحدي –رحمه لله- في مؤلفاتهما الكثيرة.

أولهما: أبو زكريا محيي الدين، يحيي بن شرف النووي في كتبه.

لقد كان النووي متأثراً بالواحدي، معظماً له، ومستفيداً بوضوح من كتبه سواء في التفسير أو اللغة أو الفقه، ويشهد على ذلك نقولاته الكثيرة في سائر كتبه، كالمجموع شرح المهذب، وشرح صحيح مسلم وكتاب الأذكار، وروضة الطالبين، والتبيان في آداب حمله القرآن، وتهذيب الأسماء واللغات، بل إنه جعله في هذا الأخير أحد مصادره التي بنى كتابه عليها، فقال في مقدمة التهذيب:" وأما اللغات فمعظمها من تهذيب اللغة للأزهري ... ومن كتب تفسير القرآن كالبسيط للواحدي ... ".

ثانيهما: شمس الدين ابن القيم في كتبه:

لقد أفاد ابن القيم –رحمه الله- من كتب الواحدي، وضمن مؤلفاته نقولاً عنه، فهو يصرح بالنقل عن الواحدي في الأعم الأغلب، وقد يصرح باسم تفسيره البسيط أحياناً، وبدون تصريح بأي منهما في مواضع من كتبه فهذه ثلاثة أحوال.

فمن الأول: ماذكره في إغاثة اللهفان، والتبيان في أقسام القرآن، وحادي الأرواح

على بلاد الأفراح، وكتاب الروح، وشفاء العليل في مسائل القضاء والقدر والتعليل، وعدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، والفوائد.

ومن الثاني: ماذكره في تحفة المودود، ومدارج السالكين.

ومن الثالث: ماذكره في أحكام أهل الذمة، وإعلام الموقعين عن رب العالمين، وجلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام، والطرق الحكمية في السياسة الشرعية.

إن هذه المكانة العلمية العلية، والمنزلة الرفيعة التي تبوأها تفسير البسيط تعود إلى أمور منها:

أولاً: ثراء هذا التفسير من الناحية العلمية، خصوصاً في مجال النحو واللغة، فقد كانت قناعة أبي الحسن الواضحة في أن اللغة أساس لابد منه، وركيزة لايستعاض عنها، في تفسير القرآن الكريم، ومن نظر في الكتاب وجد أنه ثري بمادته التفسيرية، وجمعه لأقوال الصحابة والتابعين في تفسير القرآن، غير مقصر فيما عدا ذلك، كالحديث والفقه والبلاغة ونحوها.

ثانياً: جمع الواحدي في تفسيره هذا بين منهجي التفسير: التفسير بالرواية، والتفسير بالدراية، ووازن بينهما دون أن يطغى أحدهما على الآخر،

ثالثاً: كانت غالب مصادر الواحدي في تفسيره أصولاً ومصادر قيمة في بابها، فهو يختار في كل فن من مراجعه المرضية عند العلماء، المقبولة في ذلك العلم،

رابعاً: ولكثرة مصادره، وضخامة استفادته منها، فإنه يعتبر مرجعاً مهماً لنصوص كثيرة، نقلها من كتب مفقودة الآن، لاسبيل لنا للرجوع إليها إلا عن طريق الواحدي وأمثاله ممن أفادوا منها، وضمنوها مؤلفاتهم، ككتب المبرد، وابن الأنباري، ونظم القرآن للجرجاني.

خامساً: عناية الواحدي بالفوائد والنكات التفسيرية، ومثل هذه الفوائد إذا جاءت من خبير، ودبجت ببراعة كاتب قدير، ممزوجة بحسن العرض، وجمال الأسلوب، فإنها تكون زينة للكتاب، ومطلباً عظيماً للمستفيدين والكتَّاب، فكم حل بها من إشكال، وأزيل بها من إعضال، ولفتت الإنظار إلى معنى مهم، ومقصد من مقاصد الشرع عظيم.

سادساً: لم يكن الواحدي ناقلاً همه الجمع والتأليف بين المنقولات، بل كان ناقلاً ناقداً، يرجح ويختار، ويرد ويناقش، يصحح الأقوال ويضعفها، ويبين عوار السقيم منها، ويؤيد حجج الصحيح ويقويه، فشخصيته جدُّ ظاهرة في كتابه هذا، ولعله لهذا السبب اُشتهر وتلقاه علماء الأمة بالرضا والقبول.

ومع هذه القيمة العلمية العلمية لهذا التفسير الجليل القدر فإنه لايخلو من ملاحظات ومآخذ يمكن إجمالها فيما يلي:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير