4 - ومن الأدلة على أهمية تفسير الثعلبي: اهتمام العلماء وعنايتهم به ولو لم يكن للكتاب تلك القيمة العالية لما كان هذا الاهتمام وتلك العناية.
ومن مظاهر هذا الاهتمام ما يلي:
? الرحلة لسماع هذا الكتاب.
فقد كان عدد من طلاب العلم يرحلون من مسافات بعيدة لسماع تفسير الثعلبي قال الواحدي: " وقد كان يؤتى إليه من أقاصي البلاد ودانيها، كي يسمع منه ويتلقى التفسير ".
وهذا يدل دلالة واضحة على قيمة هذا التفسير.
وممن رحل لسماع هذا الكتاب: أبو سعد عبدالكريم السمعاني ت562، وأحمد بن إسماعيل بن يوسف الطالقاني ت 540، وابو الحسن علي بن سليمان بن أحمد بن سليمان المرادي ت 544.
قال السمعاني: " وخرجنا صحبة واحدة إلى نوقان طوس لسماع كتاب التفسير لأبي إسحاق الثعلبي ".
? روايتهم للكتاب بالإسناد المتصل إلى مؤلفه.
? تناوله بالتهذيب والاختصار. وممن اختصره:
- البغوي في تفسيره معالم التنزيل فهو مختصر لتفسير الثعلبي.
- محمد بن الوليد بن محمد القرشي الطوطوشي المعروف بابن أبي رَنْدقة ت520 اختصره بعنوان " مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي " ومنه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة.
- بهزاد أبو محمد بن علي بعنوان " مختصر تفسير الثعلبي ".
- مختصر مجهول بعنوان " مختصر الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي.
? كثرة نسخ الكتاب مع ما فيه من طول.
فقد بلغ في النسخة التركية 1678 ورقة فهذا يدل على عناية العلماء به وتناقله بينهم.
?وضع الحواشي عليه. وممن فعل ذلك:
عبدالقادر بن أبي القاسم بن محمد بن إدريس ت 1288 له حاشية بعنوان " حاشية على تفسير الثعلبي ".
? الجمع بينه وبين كتاب آخر. وممن فعل ذلك:
المبارك بن محمد الشيباني أبو السعادات المعروف بابن الأثير ت 606 صاحب كتاب جامع الأصول فقد قال السبكي في ترجمته: " ومن تصانيفه كتاب (الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف تفسيري الثعلبي والزمخشري) ".
? نقد الكتاب وبيان ما فيه. وممن فعل ذلك:
بدر الدين أبو الفضائل أحمد بن محمد بن المظفر بن المختار الرازي ت 631 تقريباً له كتاب بعنوان " مباحث التفسير " ويوجد منه نسخة في دار الكتب المصرية بالقاهرة عليها خط المؤلف.
? النقل عنه والتخريج منه.
فنقل عن الكشف والبيان للثعلبي أغلب من جاء بعده من المفسرين كالقرطبي وابن كثير وغيرهم.
ولم يقتصر النقل على المفسرين بل نقل عنه غيرهم من العلماء باختلاف تخصصاتهم ومن هؤلاء:
1 - النووي في تهذيب الأسماء واللغات 1/ 177.
2 - ابن قدامة المقدسي في كتابه التوابين 273.
3 - ابن حجر في عدد من كتبه منها تلخيص الحبير 3/ 183 و 4/ 40.
4 - أبو شامة في كتابه المرشد الوجيز ص112، 124، 125.
5 - الزيلعي في نصب الراية 3/ 84 وفي عدة مواضع من كتابه تخريج أحاديث الكشاف.
6 - ابن تيمية في مجموع الفتاوى 7/ 28.
وغيرهم كثير وهذا على سبيل المثال لا الحصر.
وهذه الأمور وغيرها توضح لنا أهمية هذا الكتاب، وقيمته العلمية العالية، وأنه كنز من كنوز تراثنا الإسلامي يجب إخراجه من عالم المخطوطات إلى عالم المطبوعات لينتفع به مع ضرورة تحقيقه التحقيق العلمي حتى يتميز صحيحه من سقيمه.
ثانياً: مصادر الثعلبي في تفسيره.
لقد كفانا الثعلبي مؤونة البحث والتنقيب عن مصادره في ثنايا كتابه إذ أنه قد ذكر في مقدمة تفسيره ثبت الكتب التي عليها مباني كتابه وذكرها بإسناده عن مؤلفيها وجعلها في المقدمة لئلا يحتاج إلى تكرار الأسانيد.
وها هو سرد لمصادره بدون ذكر إسناده إليها.
التفسيرات المنصوصات.
تفسير ابن عباس، ومجاهد والضحاك، وعطاء بن أبي رباح، وعطاء الخراساني، وعطاء بن دينار، والحسن البصري، وقتادة بن دعامة السدوسي وأبي العالية، الرياحي، والربيع بن أنس وأبي جعفر الرازي، ومحمد بن كعب القرظي، ومقاتل بن حيان، ومقاتل بن سليمان، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، ووكيع بن الجراح، وهشيم بن بشير، وشبل بن عباد المكي، وورقاء بن عمرو، وزيد بن أسلم، وروح بن عبادة التنيسي، ومحمد ابن يوسف الفريابي، وقبيصة بن عتبة السواري، وأبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي، وسعيد بن منصور، وعبدالله بن وهب القرشي، وعبدالحميد بن حميد الكشي، ومحمد بن أيوب الرازي، وأبي بكر الأصم، وأبي سعيد
¥