ـ[المديني]ــــــــ[26 Feb 2004, 03:43 م]ـ
أود أن أشير أولاً إلى أن فضل السبق في هذا الموضوع للأخ الكريم «أبي بيان» إذ أشار في إحدى مشاركاته الرائعة في هذا الملتقى إلى أن الطبعة التي ظهرت لتفسير (الكشف والبيان) للإمام الثعلبي تشتمل على خلل وأخطاء كثيرة، كما أشار إلى أن الذين تولوا تحقيقه من الرافضة، فله جزيل الشكرعلى هذه الفائدة وغيرها من الفوائد والدرر التي يتحفنا بها دوماً.
وعند مطالعتي هذا التفسير تأكد لي أن القائمين على إخراج هذا الكتاب الموجود في المكتبات هم من الرافضة، فقد أشاروا في مقدمته إلى أن من طريقة المؤلف أن يذكر فضائل أهل البيت عند ذكر الآيات النازلة في حقهم (انظر 1/ 7 - 10)، ثم وجَّهوا الشكر بعد ذلك إلى بعض الرافضة لمساهمتهم في الحصول على بعض النسخ من هذا التفسير.
وحين قرأت تفسير قوله تعالى {إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت) وجدت عجباً، حيث أضافوا العنوان التالي (أقوال المفسرين والعلماء باختصاصها بأصحاب الكساء) وتحت هذا العنوان في أكثر من ست صفحات أوردوا نقولاً كثيرة عن مجموعة من العلماء في إثبات أن المراد بهذه الآية علي بن أبي طالب وآل بيته، والغريب أن أكثرها نقول عن علماء ومصنفين بعد زمن الثعلبي، بل إن بعضهم من المعاصرين، وأدخلوا هذا المقطع الطويل بصورة توهم أنه من كلام الثعلبي كما قد يبدو لكثير من الناس (انظر: 8/ 36 - 42).
وربما يظهر من خلال قراءة بقية هذا الكتاب ما يكشف وجوهاً أخرى من التزييف والخيانة والتلاعب بالكتاب.
ولهذا فإنه لا يمكن الاعتماد على هذه الطبعة من هذا التفسير بوجه من الوجوه، ويجب تحذير الناس من اقتنائها أو الركون إليها، والله المستعان.
ـ[نايف الزهراني]ــــــــ[26 Feb 2004, 10:25 م]ـ
حياك الله أخي الحبيب " المديني " ونسأل الله تعالى أن يكثر في هذا الملتقى وفي هذا العلم من أمثالك.
وحقيقة كان من عزائم النفس إخراج موضوع أستعرض فيه بعض الملاحظات الطباعية والفنية والمنهجية من ناحية التحقيق وغيره, من ما تيسر لي الاطلاع عليه من كتب التفسير, وها أنت أخي الفاضل تقطف ثمرة يانعة من هذه الفكرة, وأنت أحق بها وأهلها.
وهذا الموضوع من المشاع الذي لافضل لمتقدم على متأخر فيه, والحمد لله على ظهوره والإشارة إليه بعد تبصر ومعاينة.
واختصاراً أقول:
إنني أتفق معك تماماً فيما وصلت إليه في قولك:
ولهذا فإنه لا يمكن الاعتماد على هذه الطبعة من هذا التفسير بوجه من الوجوه، ويجب تحذير الناس من اقتنائها أو الركون إليها، والله المستعان.ا. هـ
وأخفف الحكم فأقول:
إن هذه الطبعة في حكم الميتة التي لا يُصار إليها إلا عند ضرورة, وبالإمكان الاستغناء عنها بالرسائل الجامعية التي تولت تحقيق هذا التفسير في جامعة أم القرى, وهي أكثر من ثلاثين رسالة, أغلبها ماجستير, فإن لم يتيسر ذلك فعليك أخي الباحث بمعرفة رأي الثعلبي من جهةٍ أخرى لتأكيد ما تقف عليه في هذه الطبعة المشؤومة ومن ذلك مثلاً:
الرجوع إلى تفسير البغوي الذي هو في الأصل اختصار لتفسير الثعلبي,
أو تفاسير الواحدي المطبوعة أو المحققة في جامعة الإمام فإنه من اختص بالثعلبي في هذا الفن.
فإن لم تجد فخذ من هذه الطبعة بحذر , ولا تنظر إلى ما تحت خط الأصل إلا لتجتنبه, بعد أن تستعيذ بالله ثلاثاً وتنفث عن يسارك!.
وهذا بعض ما كنت وقفت عليه من ملاحظات ومنها ما سبق الإشارة إليه في موضوعٍ نسيته أنا ولم يذكره المديني (ابتسامة):
- الحاشية رقم (2) في 4/ 359, وهي حاشية طويلة في ذكر خرافات في فضائل فاطمة رضي الله عنها, ومناظرات ينتصر فيها الشيعة قبل أن تبدأ.
- المصيبة العظمى التي تجعل الباحث في حذر شديد من كل تحقيقات ((الإمام أبي محمد بن عاشور)) محقق هذه الطبعة, وهي في 8/ 36, وذلك بإقحام قرابة ستة صفحات في أصل الكتاب من خارج التفسير, من كتب مختلفة أكثرها بعد عصر الثعلبي, وبنفس تنسيقات الأصل وبدون أي فاصل يشعر به القارئ العادي, وبنفس طريقة الثعلبي في ذكر بعض الفصول أثناء تفسيره, وبعدها مباشرة يدخلك بانسياب تام في تفسيرالثعلبي بقوله: وقال آخرون .. .
وكل هذه الصفحات المزيدة في بيان اختصاص آية الأحزاب (33) بأصحاب الكساء, وهو ما أشار إليه أخي المديني.
ولا يقول طيب القلب محسن الظن أنها من خطإ الناسخ أو الطابع , ومن مارس القراءة والطباعة يعرف ذلك,
وهذه كفيلة برفع اليد عن كل تحقيقات هذا المحقق, واجتناب ما يتعامل معه من كتب أهل السنة على الخصوص, أما كتب الرافضة فلن يزيدها إلا ظلمة.
- في 8/ 245, قال المحقق في الحاشية بعد أن ذكر الثعلبي إحدى عجائب الروايات:
لم نجدها فيما بين أيدينا من مصادر العامة, فانظر: أمالي الشيخ الصدوق: 98.
- في 9/ 232, لم يحتمل المحقق قول الثعلبي في الأصل عند آية (10) من سورة الحديد:
وفي هذه الآية دلالة واضحة وحجة بينة على فضل أبي بكر بتقديمه لأنه أول من أسلم. ا. هـ
فعلق عليها في الحاشية رقم (4) بقوله:
اتفقت الرواية عن النبي والصحابة والتابعين بكون علي أول من أسلم وأول من صلى وأول من آمن: .. .
ثم سوّدَ قريباً من ثلاث صفحات - في الحاشية هذه المرّة - في ذكر ما اجتمع له من تلك الأوهام.
وهناك جانب آخر في هذه الطبعة , لا تحتاج فيه إلى قراءة أكثر من بضع صفحات لتدرك أنك بحاجة إلى صفحة سليمة من خطإ مطبعيّ أو تحريف , أو تصحيف , أو سقط, أو بتر, في الأصل.
في عجائب أخرى لايحتاجها القارئ البصير.
" اعتذار:
ليس من عادتي أن أتلفظ ببعض ما سبق لكن من عرف عذر, وإلا فالمؤمن عفيف الوجه واليد واللسان, وقد ازددت بصيرة في هذا الصنف من الخلق الذين قال عنهم الشافعي: ما رأيت أكذب من الرافضة. وما قاله الشعبي: لو كانوا من الطير لكانوا رخماً, ولو كانوا من البهم لكانوا حُمُراً. فكيف يُؤتمن أمثال هؤلاء على كتب السلف, بله التفسير".
¥