بدليل صريح نعم أما على الإطلاق فلا.
روى البخاري في صحيحة حديث قصة موسى والخضر وفيه:
"أَمَا يَكْفِيكَ أَنَّ التَّوْرَاةَ بِيَدَيْكَ وَأَنَّ الْوَحْيَ يَأْتِيكَ يَا مُوسَى"
وفي الصحيح أن الله كتب التوراة لموسى عليه السلام بيده.
ـ[إبراهيم الحسني]ــــــــ[24 Jan 2010, 08:31 م]ـ
للوصول إلى نتيجة علمية في هذه المسألة لا بد من جمع أدلة الفريقين؛ والنظر في الجمع بينهما إن أمكن، وإلا فترجيح ما يتبين رجحانه بمرجح واضح ..
فمن أقوى أدلة القائلين بأن الكتب - غير القرآن الكريم - نزلت جملة واحدة ما يلي:
1 - قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا} [الفرقان: 32]
2 - الأحاديث الخمسة التي ذكر الشيخ عبد الرحمن الشهري في مداخلته.
ومن أقوى أدلة مخالفيهم:
1 - {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [النساء: 163]
2 - قول الكلبيُّ في قصة البقرةِ: وذلك قبل نزول القَسَامَةِ في التوراة.
وبالنظر في الآيتين الكريمتين نجد أن الأولى يدل ظاهرها - مقرونا بسبب النزول - على التنزيل جملة.
والآية الثانية: تدل على تشبيه الوحي عليه صلى الله عليه وسلم بالوحي على الأنبياء.
ولا تعارض بين الآيتين؛ إذ يمكن حمل الأولى على التنزيل جملة على الأنبياء السابقين، وحمل الثانية على المساواة بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم في الوحي الذي لا يختص بالكتب.
وأرجح القولين - إلى الآن - القول بالتنزيل جملة.
والله تعالى أعلم.