تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

فهل من مناقش لما دار في هذا الحوار؟ وهل من مبين للصواب في هذه المسألة؟

أرجو من مشايخنا الكرام في هذا الملتقى، ومن الإخوة طلبة العلم المشاركة والتفاعل مع المسألة التي دار النقاش حولها.

ـ[عبدالله بن بلقاسم]ــــــــ[26 Jun 2003, 08:15 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد

فإني أحمد الله أن يوجد في المنتدى أصحاب هذا النفس الرحب، والخلق الحميد، وقبول المخالف، بتلك السماحة التي تعطر بها جو الحوار بين الشيخ أبي مجاهد وصاحبه، مما يحمل من لديه إضافة أو رأي أن يشارك قرير العين

وعليه

فلو أذنتما لي بالمشاركة في هذا الحوار فإني أقول رأيي في أسئلة الأخ المحاور

أما سؤاله الأول

فإن الكفر فيه أعظم المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، وهو في أصل لغة العرب يعني المخالفة، والمشاقة،

وأما الجمع بينها وبين قوله تعالى،

وجعل بينكم مودة ورحمة،

فظاهر

فهذا خبر وامتنان من الله عز وجل، كما أنعم بنعمة محبة الوالد لولده والووالدة لولدها

وليس فيها إنشاء للأمر بالمودة كما هو واضح

فكما إن له المنة حاصلة بمحبة الوالد لولده

فإن الأمر واقع بمنع موادته في حال كفره كما هو صريح الآية

وأما الخبر عن قرب مودة النصارىفإني أصير إلى ماصرتما إليه من أن المراد النصارى وليس من آمن منهم وقد نقلت عن ابن تيمية كلاما نفيسا في الآية وفي عود الضمير ستراه بعد قليل

لكن أقول ليس فيها كذلك إثبات مشروعية مودتهم إذ الكفر سبب البراءة والمعاداة

فليس الحكم معلق بما بعمل الكافر او بقلبه

فلو وجدت طائفة من المشركين تكون عيبة نصح كما كانت خزاعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، لم يكن ذلك مسوغا لاستثنائهم من عموم الأمر بالبراءة منهم

نعم يمكن في السياسة الشرعية، تقدير الضرر من قوم دون قوم، وإظهار العداوة لطائفة دون طائفة، لكن البراءة القلبية عامة منهم جميعا

فالمودة والتولي والمولاة تشترك في معنى المحبة، فلا تجوز للمشركين ولا لليهود ولا للنصارى،

نعم فرقت الشريعة في الصلة

كما قال تعالى، لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين

وهذا عام للمشركين وغيرهم

وقد أمرنا الله عز وجل بأن نجعل الغاية التي ينتهي عندها البغض الإيمان بالله وحده وذلك حين أمرنا بالائتساء بإبراهيم الخليل

قال تعالى: إذا قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده،

وأما النصارى فالنص فيهم واضح

في قوله تعالى

يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إنه الله لا يهدي القوم الظالمين،

فالنصارى عام في المحاربين وغيرهم فكونهم نصارى بعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم يلزم منه بغضهم وعدم موادتهم،

وأردف بكلام نفيس لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله

فصل في بطلان الاستدلال بالمتشابه

دقائق التفسير ج: 2 ص: 66

وهو في الجواب الصحيح أيضا بنصه،

قال رحمه الله برحمته الواسعة:

وأما قوله في أول الآية لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى فهو كما أخبر سبحانه وتعالى فإن عداوة المشركين واليهود للمؤمنين أشد من عداوة النصارى والنصارى أقرب مودة لهم وهذا معروف من أخلاق اليهود فإن اليهود فيهم من البغض والحسد والعداوة ما ليس في النصارى وفي النصارى من الرحمة والمودة ما ليس في اليهود والعداوة أصلها البغض فاليهود كانوا يبغضون أنبياءهم فكيف ببغضهم للمؤمنين واما النصارى فليس في الدين الذي يدينون به عداوة ولا بغض لأعداء الله الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا فكيف بعداوتهم وبغضهم للمؤمنين المعتدلين أهل ملة إبراهيم المؤمنين بجميع الكتب والرسل وليس في هذا مدح للنصارى بالإيمان بالله ولا وعد لهم بالنجاة من العذاب واستحقاق الثواب وإنما فيه أنهم أقرب مودة وقوله تعالى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون أي بسبب هؤلاء وسبب ترك الاستكبار يصير فيهم من المودة ما يصيرهم بذلك خيرا من المشركين وأقرب مودة من اليهود والمشركين ثم قال تعالى وإذا سمعوا ما أنزل إلى الرسول ترى أعينهم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير