تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أخوكم]ــــــــ[13 Nov 2005, 02:38 م]ـ

المودة القلبية غير المعاملة الظاهرية

ـ[عبدالرحيم]ــــــــ[15 Nov 2005, 01:14 م]ـ

أخي الحبيب: هل يمكن التصديق بأن شخصاً تزوج زوجته الكتابية دون وجود مودة قلبية معها؟ لماذا تزوجها إذاً؟!

أليست مودة الزوج لزوجته هي " القَسَمُ " الذي لا يملكه الإنسان (الميل القلبي)؟

لا أقبل أخي الكريم مودة من يود زوجته الكتابية ودليلاً على مودتها يعلق الصليب أويشاركها في احتفالات دينها ... لذلك قلت: " إن من يفعل ذلك فإنه منهم ولا كرامة ".

انظر كتاب: اقتضاء الصراط المستقيم لشيخ الإسلام ابن تيمية.

لكن لا يؤاخَذُ من يود زوجته الكتابية ويحضر لها وردة أو يكلمها بحنان ... ويتلطف في عشرتها .. فتلك مودة أيضاً .. وهي انعكاس للمودة القلبية.

بل تلك المودة التي تحببها في الإسلام وتؤثر في أهلها ...

وهذا ما قصدته بقولي: مودة دون مودة.

مع محبتي

ـ[أخوكم]ــــــــ[22 Nov 2005, 08:52 م]ـ

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ...

إجمالا:

الموضوع الأول: هناك فرق بين عمل الظاهر بالجوارح وبين عمل الباطن في القلب

فليسا هما عمل واحد حتى نتوهم وجود التعارض من اجتماعهما

فمن الممكن أن يجتمعا

الموضوع الثاني: هناك فرق بين أن نصرف مودة لشخص ما بسبب اتصافه بصفة ما وبين أن نصرف عدم مودة لنفس الشخص إذا اتصف بصفة أخرى

====

تفصيلا:

أخي الكريم ... تأمل خلاصة ما توصلتَ إليه في مقالك _الذي سبق ردي _

من أنه لا يمكن الجمع بين ((عدم المودة القلبية الباطنية))

وبين حُسن المعاملة الظاهرية

!

فأنتَ جعلتَ ((عدم المودة القلبية الباطنية تجاه المحادة لله ورسوله))

وجعلت ((معاملتها الظاهرية))

شيئا واحدا

لذا نشأ التعارض التالي:

لا يمكن الجمع

بين ((عدم مودتها)) لمحادتها لله ورسوله

وبين ((حسن معاملتها)) ...

ولذا ففي ردي السابق أحببتُ تذكيرك بضرورة التفريق بين الباطن والظاهر أولا وقبل كل شيء، وذلك حتى ترى سهولة الجمع بينهما فيما بعد

وتلك لعمر الله قاعدة عظيمة

فقبل البحث عن الجمع لننظر هل هناك ثمة تعارض أصلا

لنتأمل:

أليس من الممكن شرعا وعقلا وواقعا ... أن تُحسنَ المعاملة الظاهرية مع من تكنّ له بغضا؟

أخال جوابك الآن سيكون نعم

_ هذا فيما يتعلقا بالبغض المطلق فمن باب أولى إمكانية حسن معاملة من نكن له بعضَ بغضٍ لبعضِ صفات ذميمة فيه مع وجود مودةٍ له لبعض صفات حميدة فيه وسيأتي الحديث مفصلا عن ذلك إن شاء الله _

إذن ... ليسا هما بعملين متضادين حتى نضطر أن نبحث لهما عن جمع ..

ولذا تجد أن الله قد أجاز لنا أعمالا ((ظاهرية)) من بر وقسط مع من لم يقاتلنا في الدين ولم يخرجنا من ديارنا

وفي نفس الوقت حرَّم علينا أن ((نوده بقلوبنا)) حالَ محادته لله ورسوله

فانظر كيف اجتمعت ((عدم مودة)) قلب

مع ((مودة)) عمل

أما إذا قاتلنا الكافر في الدين وأخرجنا من ديارنا وظاهر على إخراجنا ..

فعندئذ سنَحرمه حتى من حُسن المعاملة الظاهرية فلا بر ولا قسط ولا ولاء ... لأنه هو الذي ظلمَ فحَرَمَ نفسه من

((ودنا الظاهري والباطني))

ومجمل القول في الموضوع الأول:

أن بغض القلب عمل باطن

وأن حسن المعاملة عمل ظاهر

وأن الجمع بينهما ممكن عقلا وشرعا

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــ

ثانيا:

كما قيل عن التفريق بين عمل الظاهر والباطن

فكذلك هناك تفريق بين أعمال الظاهر بعضها عن بعض

وهناك تفريق بين أعمال الباطن بعضها عن بعض

وذلك عندما يمزج الشخص الآخر بين صفات توجب حبا وصفات توجب بغضا

بالنسبة لمودة الكافر (المذكورة في آية سورة المجادلة)

ومودة الزوجة (المذكورة في آية سورة الروم)

ومودة النصارى (المذكورة في آية سورة المائدة)

على الرغم من أن هذه المودات يمكن حملها على أنها باطنية ويمكن حملها على أنها ظاهرية

على الرغم من ذلك فإننا سواء إن حملناها على أنها أعمال ظاهرية فلا تعارض بينها

أو إن حملناها على أنها أعمال باطنية فلا تعارض بينها

والحمد لله رب العالمين

لماذا؟

لأنها في المحملين ليست متجهة منا لصفة واحدة في تلك النصرانية _مثلا_ حتى تتعارض

_ (ملاحظة: لأن الموضوع هنا عن القلب فسأحصر الحديث عنه) _

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير