هناك حديث طويل كما تفضلتم - وفقكم الله - حول مسألة وجود المصحف العثماني في هذا الزمن أو عدمه، والرأي الذي ذهب إليه الدكتور غانم الحمد ذهب إليه كثير من الباحثين، ولكن سبق أن قرأت حول هذا الموضوع كلاماً للدكتور نجدة رمضان، أشار فيه إلى هذه المصاحف. وذكر أنه (يوجد في العالم اليوم أربع نسخ من المصاحف المنسوبة إلى عثمان رضي الله عنه.
الأول: في طشقند. وهو مكتوب بالخط الكوفي، وكان قد استولى عليها النظام القيصري الحاكم لروسيا قبل عام (1917م) واحتفظ بها في مكتبة بتروغراد حالياً سانكت بطرس بورغ، حارماً المسلمين منها.
وفي عام 1917م بعد انتصار الثورة الشيوعية أصدر لينين أمراً بنقل هذه النسخة إلى الإدارة الدينية في مدينة أوفا، حيث بقيت فيها حتى عام 1923م، وبعد تأسيس جمعية المسلمين في طشقند توجه أعضاؤها إلى هيئات الدولة برجاء نقل هذا المصحف إليهم (أي إلى آسيا الوسطى مكانه الأصلي)، وفي يوم 25 حزيران عام 1923م وافقت هيئات الدولة بإعادة المصحف إلى تركستان، وأوفدت جمعية المسلمين إلى الإدارة الدينية في أوفا وفداً خاصاُ برئاسة رئيس الجمعية المفتي ذاكر الدين أعلم، وخصص لهم قطار خاص لنقل المصحف المقدس إلى طشقند، ورافق الوفد في طريق عودته علماء وفقهاء كبار من التتر أمثال القاضي رضا، وعبدالله سليمان ...
ولما وصل المصحف إلى من أوفا عم الفرح المسلمين، وتقدم أحد الوجهاء ودخل القطار ووضع المصحف على رأسه، وحمله إلى الجمهور الذين اقاموا اجتماعاً حافلاً بهذه المناسبة المباركة.
وفي 18 آب عام 1923م أحيل المصحف الشريف إلى مسجد خواجة أحرار وبقي فيه حتى عام 1941م حيث اتخذ قرار بوضعه في متحف تاريخ شعوب أوزبكستان في طشقند).
وقد وضع المؤلف صورة للمصحف، وحوله عدد من العلماء ينظرون فيه منهم المفتي ضياء الدين خان بن إيشان باباخان، مفتي مسلمي آسيا الوسطى رحمه الله.
كما وضع صورة أخرى للمصحف ذاته وحوله مفتي سوريا عندما ذهب إلى هناك لرؤية هذا المصحف عام 1974م وهو الشيخ أحمد كفتارو رحمه الله.
ثم ذكر أن النسخة الثانية توجد في المشهد الحسيني في القاهرة. والثالثة والرابعة في استنبول.
وكل هذا مذكور في كتاب (الرسم القرآني ونبذة في تأريخه) للدكتور نجدة رمضان.
وهذا الذي ذكره - وفقه الله - ذكره غيره، ولكنه انفرد عندي بهذا الوصف لأحداث نقل هذا المصحف الذي في طشقند وهو خبير بأهل تلك البلاد، فهم أخواله. والدليل الذي استند إليه الدكتور غانم الحمد في استبعاد وجود مصحف من القرن الأول أو الثاني فيه نظر. حيث قد حافظ الناس على ما هو أقل قداسة من تلك المصاحف من قبل ذلك التأريخ. والمتاحف في أنحاء الأرض مليئة بأشياء كثيرة من هذا القبيل. فهل يستبعد أن يحفظ المسلمون تلك النسخ الغالية الثمينة من المصحف؟ مجرد سؤال.
وفقكم الله جميعاً.
ـ[الفهد9]ــــــــ[06 Jul 2003, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وفي علمك
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[06 Jul 2003, 09:49 ص]ـ
الشيخ عبد الرحمان وفقه الله
على كلامك بعض الملاحظات وأهمها أن كتبت كلمة رحمه الله بعد ذكرك لإسم الماسوني أحمد كفتارو رغم أنه لا يجوز الترحم على غير المسلمين. وكفتاروا هذا قبوري غال يستحل الاستغاثة بغير الله ويؤمن بوحدة الأديان ويرفض تكفير النصارى وله من الكفريات غير ذلك. وفي كل حال هو حي يرزق ولم يهلك بعد.
بالنسبة لمصحف طشقند فقد رجح الكوثري الهالك أن يكون ذلك المصحف مكتوب في عصر كان فيه صحابة لكنه جزم بأنه ليس مصحف عثمان. وجزم بأن الدم الذي لطخ به دم مزيف ليس دم عثمان. والكوثري مبتدع لكنه خبير جداً بالمخطوطات.
وأرجح مصحف أن يكون مصحف عثمان هو الذي في متحف طوب كاي في إسطمبول، حيث توارثه الخلفاء أباً عن جد. لكن العلم الحديث صار بإمكانه تحديد الوقت الذي كُتٍبت به تلك المصاحف. فيجب علينا الاعتماد على هذا.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[07 Jul 2003, 05:19 م]ـ
جزى الله أستاذنا الشيخ/عبد الرحمن الشهري خير الجزاء على ما أفادنا به حول هذا الموضوع
وكذلك أشكر أخونا الأستاذ/محمد الأمين عل مداخلته القيمة وأوصيه ونفسي وأقول:الرفق الرفق واللين اللين لاسيما
الذين أفضوا إلى ماقدوا فأمرهم إلى الله نسأل الله أن يتجاوز عنا وعنهم وجميع المسلمين أجمعين وفقك الله ياأخي.
ـ[أبومجاهدالعبيدي]ــــــــ[02 Aug 2003, 08:40 ص]ـ
يا شيخ عوض وفقك الله
ما أدري هل اطلعت على هذا البحث:أضواء على مصحف عثمان "رضي الله عنه" و رحلته شرقا وغربا ( http://elislam.8k.com/Tagweed/ketab7/T7.HTM)
وما رأيك فيه؟
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[23 Apr 2005, 10:49 ص]ـ
لم أتصفح كل الموضوع لكنه حين قال:
(يحافظ على القراءات المتواترة ولا تكتب قراءة غير متواترة)
وفي زمنهم رضوان الله عليهم لم تكن هناك قراءات شاذة، لأنا نعتقد أن كل الصحابة ثقات، وكلهم يقرؤون بما أقرأهم الرسول أو أقرأهم أحد الصحابه، فكيف يوجد التواتر،
ويكفي عنه أن يقال، أنهم كانوا يتثبتون في الكتابة،
وجزاكم الله خيرا
¥