ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[21 Apr 2010, 01:25 م]ـ
أولاً أعتذر لمشائخي وأساتذتي هنا وعلى رأسهم شيخنا الدكتور عبدالرحمن معاضة الشهري، وللإخوة جميعاً على الإنقطاع.
كما اشكر أستاذي الدكتور محمد جابر القحطاني على إضافته القيمة وأعتذر له عن تأخري في الرد.
ـ[عوض احمد الشهري]ــــــــ[21 Apr 2010, 02:38 م]ـ
حياك الله أخي الحميري وأعتذر لك عن التأخر في الرد أنت أيضاً - وفقك الله - ولا أدري هل أخونا الحميري متواصل أم لا؟ ولكني سأوضح الأمر للفائدة.
فأقول - وبالله التوفيق وهو الأعلم سبحانه - إن مسألة مصطلح التواتر والشذوذ عند الصحابة - رضوان الله عليهم - لم يكن معروفاً بلفظه ولكنه كان معلوماً بمعناه، فقد ثبت عن بعض الصحابة أنه قرأ بقراءات انفرد بها، والشذوذ كما تعلم أنه لغة: بمعنى الانفراد، يقال شذّ الرجل إذا انفرد عن أصحابه واعتزل منهم، وكل شيء منفرد فهو شاذ. (ابن منظور 3/ 494).
وثبت عن بعض الصحابة أنه قرأ بقراءات انفرد بها ونحن نعلم قطعاً أن الصحابي قد سمعها من النبي صلى الله عليه وسلم، فيستحيل أن يقرأ بها من عند نفسه، ولكن عثمان - رضي الله عنه - واللجنة التي أمرهم بجمع القرآن قد ألهمهم الله ووفقهم لتلك الشروط المحكمة التي اشترطوها لكي لايبقى لأحد يأتي من بعدهم شبهة أو غمزٌ أو لمزٌ في ذلك الجمع.
ولايخفى على الجميع ما أثير حول القرآن وقراءاته من قبل المستشرقين والمشككين من أبناء الإسلام ومن بعدهم ومن الشيعة وغيرهم، هذا كله مع تلك الشروط والاحترازات التي وضعها الصحابة زيادة في الدقة والتحري والتثبت حتى لايأتي مُشككٌ بشبهته، أو ضالٌ ببدعته ليطعن في القرآن فهو محفوظ بحفظ الله وقد وفق الله صحابة نبيه صلى الله عليه وسلم لذلك العمل العظيم والجليل ليبقى القرآن محفوظاً في الصدور والسطور.
ومسألة طلب الشهود على القراءة أو تواترها أو ترك قراءة بعض الصحابة أو عدم الأخذ بها أنه تنقص لهم من عثمان - رضي الله عنه -؛ ولكنه من باب زيادة التثبت والحرص والعناية، وهو كما فعل ابو بكر - رضي الله عنه - عندما أمر عمر وزيد - رضي الله عنهما - بأن يقعدا على باب المسجد فعن عروة بن الزبير أن أبا بكر قال لعمر وزيد: " اقعدا على باب المسجد، فمن جاءكم بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه "!! .. قال الحافظ السخاوي في (جمال القراء): " المراد انهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن ".
وما فعله عثمان بن عفان - رضي الله عنه - هو من قبيل فعل أبي بكر - رضي الله عنه - وهو زيادة التثبت والتحري لهذا الأمر العظيم الذي هو جمع القرآن الكريم والذي قال عن عَظمةِ هذا الأمر زيد بن ثابت - رضي الله عنه (والله لو كلفوني نقل جبل من مكانه، لكان أهون علي مما أمروني به من جمع القرآن).
وهذه الدقة والتحري والتثبت من عثمان وقبله أبا بكر - رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين - إنما كان لما يستشعرونه من عِظم هذا الأمر وهو جمع كلام الله بين دفتي مصحفٍ يتلوه المسلمون ويتعبدون به ربهم إلى قيام الساعة.
قد قلت ما قلت فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان خطأ فمن نفسي وأستغفر الله.
وأرجو من عنده زيادة بيان أو توضيح خصوصاً من الإخوة الكرام المتخصصين في القراءات أن يفيدونا أكثر حول سؤال أخونا الكريم (الحميري) وفقه الله.
ـ[بشير الحميري]ــــــــ[02 Oct 2010, 06:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وأجزل لك المثوبة،
خبر الشهود الذي قيل إن أبا بكر اشترطه حديث معضل، وهذا من قسم الضعيف، وهو موجود في كتاب (المصاحف لابن أبي داوود)،
قولكم في الموضوع الأصلي (3 - أن لا يكون منسوخا)، قد كتبت آيات منسوخة الأحكام كما في عدة المتوفى عنها زوجها أنها تتربص عاما كاملا،
قولك -أسعدك الله- (لا يكتب شيء إلا بعد عرضه على جمع من الصحابة)،
أين الدليل على هذا، عثمان رضي الله عنه شكل لجنة، تنسخ مصحف زيد الذي كتبه لأبي بكر، هذا محتوى الروايات الصحيحة في الموضوع.
أما مسألة مصاحف عثمان، وقول البعض أنها موجودة، فالصحيح -بالبحث في تاريخ الخط- أن المصاحف المكتملة والتي يقال إنها لعثمان لا يوجد منها الآن شيء،
مصحف طاشقند: خطه متأخر، وكاتبه غير حافظ للقرآن، ولذلك يوجد فيه سقط كثير، وهو غير كامل أيضا.
المصحف المحفوظ في المشهد الحسيني، قالوا: إنه من مصاحف عثمان، وخطه الأصلي يرجح أنه من خطوط آواخر القرن الثاني أو أول الثالث، إلى جانب أن فيه سقط لبعض الصفحات لم يعوض، وسقط عوِّض بخطين مختلفين، الأقدم كأنه من خطوط القرن الخامس الهجري، والثاني من خطوط ما بعد الألف الهجري.
مصحف صنعاء، وهم يقولون كتبه الإمام علي، ليس كذلك، ولكنه من خطوط منتصف أو أول القرن الثاني الهجري،
مصحف طوب قاب سراي، ليس كذلك من صور بعض صفحاته، وهو متأخر كأنه في حدود القرن الثالث، وقد أخرجه باحث تركي -نسيت اسمه-.
ولم يبق من المصاحف التي كتبت في القرن الأول إلا رقوق متفرقة هنا وهناك، ويوجد قسم كبير في مكتبة الجامع الكبير بصنعاء في اليمن.
والحمد لله رب العالمين.
¥