تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

· قال ابن الاثير وقد جاءت هذه اللفظة المعيبة في الشعر في القرآن الكريم فجاءت حسنة مرضية وهى قوله تعالى {وإذا غدوت من اهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال} وكذلك قوله تعالى {و إنّا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وإنّا كنا نقعد منها للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا} ألا ترى إنها في هاتين الآيتين غير مضافة إلى من تقبح اضافته إليه، كما جاءت في الشعر ولو قال الشاعر بدلا من مقاعد العواد: مقاعد الزيارة، أو ما جرى مجراه لذهب ذلك القبح وزالت الهجنة، ولذا جاءت هذه اللفظة في الآيتين على ما تراه من الحسن وجاءت على ما تراه من القبح في قول الشريف الرضي ..

· ومن ذلك استخدام كلمة (شئ) ترجع إليها في القرآن الكريم، فترى جمالها في مكانها المقسوم لها، واستمع الى قوله تعالى {وكان الله على كل شي مقتدرا} وقوله تعالى {أم خلقوا من غير شئ أم هم الخالقون} وقوله تعالى {فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيرا} وقوله تعالى أن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون} إلى غير ذلك من عشرات الآيات التي وردت فيها تلك اللفظة وكانت متمكنة في مكانها افضل تمكن وأقواه ووازن بينها في تلك وبينها في قول المتنبي يمدح كافورا:

· لو الفلك الدوار أبغضت سعيه لعوقه شئ عن الدوران فانك تحس بقلقلها في بيت المتنبي، ذلك إنها لم توح إلى الذهن بفكرة واضحة، تستقر النفس عندها وتطمئن، فلا يزال المرء بعد البيت يسائل نفسه عن هذا الشئ الذي يعوق الفلك عن الدوران فكان هذه اللفظة لم تقم بنصيبها في منح النفس الهدوء الذي يغمرها عندما تدرك المعنى وتطمئن إليه،

· ولم يزد مرور الزمن بألفاظ القرآن إلا حفظاً لإشراقها، وسياجا لجلالها، لم تهن لفظة ولم تتخل عن نصيبها، في مكانها من الحسن وقد يقال أن كلمة الغائط من قوله سبحانه {وان كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا} قد أصابها الزمن فجعلها مما تنفر النفس من استعمالها ولكنا إذا تأملنا الموقف وانه موقف تشريع وترتيب أحكام وجدنا أن القرآن عبر أكرم تعبير عن المعنى وصاغه في كناية بارعة فمعنى الغائط في اللغة المكان المنخفض، كانوا يمضون إليه في تلك الحالة فتأمل أي كناية تستطيع استخدامها مكان هذه الكناية القرآنية البارعة، وان شئت أن تتبين ذلك فضع مكانها كلمة (تبرزتم أو تبولتم) لترى ما يثور في النفس من صور ترسمها هاتان الكلمتان ومن ذلك كله ترى كيف كان موقع هذه الكناية يوم نزل القرآن وإنها لا تزال إلى اليوم أسمى ما يمكن أن يستخدم في هذا الموضع التشريعي الصريح

· من كتاب: من بلاغة القرآن

· تأليف أحمد أحمد بدوي -

· ط دار نهضة مصر 1950

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 - 11 - 2004, 12:31 ص]ـ

الرّسالة الأصليّة كتبت بواسطة أحلام

ولأجل التخفيف والاختصار استعمل لفظ الرحمة الغضب والرضا والحب والمقت في أوصاف الله تعالى مع انه لا يوصف بها حقيقة لأنه لو عّبر عن ذلك بألفاظ الحقيقة لطال الكلام كأنه يقال يعامله معاملة المحب والماقت فالمجاز في مثل هذا افضل من الحقيقة لخفته واختصاره،

جزاك الله خيرًا على هذه المشاركة و لكن لي تحفظ على هذا الجزء؛ فإن ما تلقيناه عن شيوخنا في العقيدة أن أوصاف الله تعالى في كتابه أو في كلام رسوله:= هي دومًا على الحقيقة و ليست أبدًا على المجاز.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير