[رندا نيقوسيان تبحر في بحر الإسلام]
ـ[محمد علاء الدين]ــــــــ[13 - 11 - 2004, 03:41 م]ـ
رحلتي لله
رغم أني عشت معظم حياتي في الدانمارك إلا أنني كنت اختلف عن البنات الدانماركيات الذين هم في مثل سني .. فمعظم الشعب الدانماركي من الملاحدة او البروتستانت و كنت على ديانة الكاتوليك الصارمة بالنسبة للمجتمع الدانماركي المنحل.
والدي ارمني أرثوذكسي ووالدتي بوسنية مسلمة لا تعرف من الإسلام سوى اسمه ولم تكن تعرف انه لا يجوز زواج المسلمة بمسيحي الا بعد ان اعتنقت انا الإسلام وأفهمتها ذلك
كنت ادرس في مدرسة خاصة هي المدرسة الكاثوليكية ونظرا لان بيتنا لا تحكمه عقيدة معينة فقد كان من السهل علي ان أعتنق مذهب المدرسة الكاثوليكي .. تلك المدرسة التي بدأت توجهني ومن وقت مبكر لان أكون مبشرة نظرا لقدرتي على تعلم اللغات واهتمامي بها من جهة ولاتقاني يعض اللغات القديمة مثل العبرية والعربية والسريانية وان كان ذلك الإتقان في ذلك الوقت يحتاج الى مزيد من دروس اللغة الخاصة ومزيد من الجهد الى حد استطيع فيه فهم النصوص الدينية الخاصة بالديانات الثلاث اليهودية والمسيحية والإسلام.
كنت ادرس العربية عند رجل مسلم فاضل كان يعطيني من علوم العربية والقران ما يفتح آفاق الفضول عندي ولم يحاول الضغط علي في يوم من الأيام لكي أكون مسلمة ولكنه كثيرا ما كان يقول لي (تتحطم السفن عند الشطآن ولا يشعر الربان بالأمان إلا عندما يبحر في عرض البحر … فأبحري هداك الله)
من جهة أخرى كان هناك رجل آخر يقوم بغسل كل ما علق من آثار درس المسلم بالإضافة إلى إعطائي دروسا أخرى في الفلسفة و السياسة والاجتماع و…. وكان ذلك الرجل من القساوسة الكاتوليك الذين طبع الله على قلوبهم فأصبحت غلفا.
كنا نقرأ سويا كتبا عن الإسلام والحركات الإسلامية المعاصرة وعن الملل والنحل وكنا نبحث من خلال ذلك كله عن نقاط التشكيك في الدين العظيم الإسلام
اثناء دراستي تلك مع ذلك القس تأثرت قليلا بالديانة المورمونية التي تحرم المشروبات الروحية والاختلاط في الكنيسة بين الرجال والنساء .. وكان اخر كتاب أقرءه مع ذلك القس كتاب استعرناه من مكتبة الجامعة اسمه الإسلام بين الشرق والغرب للرئيس البوسني علي عزت بيكوفيتش
كان الكتاب باللغة الانكليزية ولكن يبدو ان أحد العرب استعاره قبلي وكتب بقلم رصاص على أحد حواشيه آية ارتعدت لها فرائصي خوفا
واما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تاويله
خفت كثيرا من تلك الآية وراجعت ترجمات القران بالانكليزية والفرنسية والدانماركية والبوسنية فوجدت ان المعنى نفسه
قلت للقس الا ندرس الفران ابتغاء الفتنة .. قال لا نحن ندرسه لننقذ الناس منه
صراع نفسي استمر شهورا أقبلت فيها بنهم على قراءة الكتب الإسلامية والمسيحية وحيدة حتى بت اشعر بالتشتت والضياع فقررت ان اذهب إلى الله
كنت اسكن بعيدة عن أهلي في السكن الجامعي وكان لي غرفة لا يشاركني فيها أحد فراودتني فكرة الانتحار لمعرفة الحقيقة
الله نلقاه بعد الموت
اذا يجب ان أموت لألقى الله
كنبت رسالة ذكرت غيها أسباب الانتحار وقطعت شرايين يدي وذهبت في غيبوبة كنت اسمع طوال الوقت الآية
ماكان الله ليذر المؤمنين على ما انتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب
وماكان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء
فامنوا بالله ورسله
افقت في غرفة الإنعاش ووجدت فوق رأسي القس وأبي وأمي والرجل المسلم الفاضل مدرس العربية
فرحوا جدا لإفاقتي من الإغماء وكان أول ما قلت لهم
اشهد ان لا اله الا الله
وان محمدا رسول الله
فسقط الاربعة معشيا عليهم
اغماؤهم كان واحد
ولكن الاسباب شتى
ويومها بدأ الابحار في عرض المحيط وبدأ الربان يشعر بالامان
رنده نيقوسيان
ـ[الصدر]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 02:33 ص]ـ
كم هو جميل هذا المقال!
لا أستطيع أن أكتب شيئا خوفا من التلعثم ويادي على لوحة المفاتيح.
إذا كان هذا الأسلوب أسلوب إنسان عاش في مثل تلك البيئة فأين نحن من هذا الأسلوب!؟
في الحقيقة حاولت أن أفسر سبب غشوة كل واحد من أولئك ولكن لازلت بانتظار إطلالتك التي تنير لي ذلك.
تحياتي