تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[فلسفة الاستعارة .. معجم وصرف ونحو وبلاغة]

ـ[فريد البيدق]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 11:51 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[فلسفة الاستعارة .. معجم وصرف ونحو وبلاغة]

ما الاستعارة؟

في التعريف المدرسي المختصر الاستعارة تعني " تشبيه حُذف أحد ركنيه"، وفي التعريف العلمي نجد الاستعارة تعني" استعمال اللفظ في غير ما وضع له لعلاقةٍ مع وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الأصلي".

إننا إذا تأملنا هذا التعريف نجد أن علم " المعجم " هو المسيطر؛ فهو الذي يختص ببيان المعاني. فإذا اُستُعملت الكلمة في معناها الوضعي- وهو ما يُتبادر إلى الذهن عند أول سماع- كان الاستعمال حقيقيا ولم يكن هناك مجاز ولا استعارة، أما إذا اُستُعملت الكلمة في غير ما وُضعت له كان الاستعمال مجازيا وكانت الاستعارة إذا وُجدت العلاقة والقرينة المانعة.

مثل ماذا؟

مثل قولنا: [جرى الطفل]. هنا الاستعمال حقيقي لأن الجري من خصائص الطفل، أما إذا قلنا: [جرى القطار] فإن الاستعمال هنا غير حقيقي. لماذا؟ لأن الحقل الدلالي للفعل لا يحتوي هذا الفاعل؛ فليس من خصائص الجماد الجري. لذلك ندرك أن هنا مجازا -قائما على التشبيه- يسمى الاستعارة القائمة على المشابهة في الانتقال من مكان إلى آخر، والمحتوية على القرينة المانعة من إرادة المعنى الأصلي بقرينة اختصاص الدلالة.

ماذا ساعدنا في اكتشاف هذه الاستعارة؟ إنه علم " المعجم " الذي يمدنا بالدلالات، وعلم " النحو " الذي يستثمر ذلك في صنع جمل ذات إسنادات تحتوي هذا الفن.

ما أنواع الاستعارة؟

تتعدد أنواع " الاستعارة " حسب المعيار الذي تُقسم وفقه؛ فهي تنقسم وفق الركنين- "المستعار منه المشبه به"، و"المستعار له المشبه"- إلى: استعارة مكنية حيث "المشبه به المستعار منه" محذوف، واستعارة تصريحية حيث "المشبه به المستعار منه" مذكور.

على ماذا نعتمد في اكتشاف الركنين؟ اعتمادنا على " النحو " الذي يحدد ركني الجملة تحديدا يتضح بعلم " البلاغة " الذي يجري صيغة الاستعارة كالآتي: " شبه الأديب ... بـ ... في ... ثم حذف ... على سبيل الاستعارة ... لـ ... ".

هل هذه كل أنواع الاستعارة؟

لا؛ إذ هناك تفريعات على التقسيم السابق حسب معياري: " نوع كلمة الاستعارة، و ذكر الملائم لأحد ركني الاستعارة ".

كيف ذلك؟ بمعيار نوع كلمة الاستعارة تنقسم الاستعارة المكنية – أو التصريحية – إلى: " استعارة أصلية" إذا كانت الاستعارة في اسم جامد؛ مثل [رأيت أسدا يجندل الأبطال]، و"استعارة تبعية" إذا كانت الاستعارة في فعل أو حرف؛ مثل [(وتركنا بعضهم يومئذ يموج في بعض)، و (لأصلبنكم في جذوع النخل)].

إن كلمات الاستعارة السابقة هي ترتيبا: " أسدا – يموج – في "، واختلافها في النوع أوجد هذين النوعين. ونعرف أن العلم الذي يهتم بالكلمة هو علم " الصرف".

ونمضي إلى التقسيم وفق متممات الجملة أو ملائمات الركنين؛ فنجد الاستعارة تكون: "مكنية أصلية مجردة" إذا ذكر ما يلائم " المستعار له المشبه "؛ مثل مثالنا السابق [رأيت أسدا يجندل الأبطال]؛ إذ الفعل " يجندل " يلائم المستعار له المشبه " المحارب".

وأما إذا ذُكر ما يلائم "المستعار منه المشبه به" فإن الاستعارة تكون "مكنية أصلية مرشحة"؛ مثل قولنا: [رأيت أسدا يزأر في المعركة]؛ فالفعل " يزأر "يلائم المستعار منه المشبه به " أسدا".

أما إذا لم يُذكر ما يلائم أيا من الركنين، أو ذُكر ما لا يختص بأحدهما تكون الاستعارة مكنية أصلية مطلقة؛ مثل [(رأيت أسدا في المعركة)، و (رأيت أسدا في المعركة يهجم)].

ماذا استخدمنا من علوم هنا؟ إننا استخدمنا " المعجم " الذي يحدد الدلالات ويحدد جهة اختصاصها، و" النحو " الذي يرتب تلك الدلالات في جمل وتراكيب مخصوصة.

ثم تأتي " البلاغة " في هذا وفي كل السابق متممة ببيان الأغراض البلاغية الدلالية للاستعارة بكل صورها، وبيان صيغها الإجرائية.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 06:02 ص]ـ

بارك الله فيك

وأحب أن أطلب منك أن تتلطف بأمثلة من القرآن على تتابع على أنواع الإستعارة

أذكر كمثال قوله تعالى: (تبارك الذي جعل في السماء بروجاً وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً))

فالسراج المصباح الساطع الزاهر واستعير به عن الشمس---وقد منع استخدام المعنى الأصلي للسراج لقرينة عقلية -فهذا نوع من المجاز العقلي--وقد حذف المشبه وهو الشمس وبقي المشبه به وهو السراج فهنا استعارة تصريحية

ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[30 - 03 - 2005, 11:11 ص]ـ

الاستاذ الفاضل

نشكر مساهماتك الرائعة التي افادتنا كثيرا اسأل الله ان يزيد في علمك كي ينفع بك العباد

بودي يا استاذي ان اطلب منك ان ترشدني الى ما ينفعني بخصوص الاستفهام البلاغي في اللغة العربية، انواعه، كيفية تمييزه، معانيه الدلالية والتداولية والاغراض التي يخرج اليها .. وبالخصوص كيفية تقسيمه وانواعه

مع فائق الشكر والتقدير

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير