[كيف تعبر العرب عن المسميات]
ـ[أبو مالك]ــــــــ[04 - 04 - 2005, 09:25 م]ـ
[كيف تعبر العرب عن المسميات]
استعمل العرب للتعبير عن المسميات المصادر التالية:
1 - الحقيقة بأقسامها الثلاثة اللغوية والعرفية والشرعية
2 - المجاز للتعبير عن المتخيلات والتشبيهات
3 - التعريب للتعبير عن أسماء الأشياء وأسماء الأعلام
4 - الاشتقاق للتعبير عن المعاني.
الحقيقة:
هي الألفاظ التي وضعت للدلالة على ما في الذهن من معنى،
فإن كان اللفظ الموضوع استعمل للمعنى الموضوع له من أهل اللغة وهم العرب الأقحاح
سميت هذه الحقيقة بالحقيقة اللغوية مثل: النزر: القليل الدهمة: السواد.
وإن كانت الألفاظ الموضوعة استعملت لمعنى غير ما وضعت له أي نقلت من معناها اللغوي الموضوع إلى معنى آخر
ينظر فإن كان النقل بسبب العرف أو الاصطلاح سميت حقيقة عرفية مثل دابة: فقد وضعت في أصل اللغة لكل ما دب على الأرض، فتشمل الانسان والحيوان ولكن المعنى العرفي لأهل اللغة خصصها بذوات الأربع وهجر المعنى الأول.
وكذلك الغائط فهو بالأصل اللغوي للموضع المنخفض من الأرض ثم اشتهر بالعرف للخارج المستقذر.
فالأول أي الدابة وضع لمعنى عام ثم خصص بعرف استعمال أهل اللغة ببعض مسمياته والثاني (الغائط) اسم وضع لمعنى واشتهر لمعنى آخر.
والحقيقة العرفية نوعان:
أ - الحقيقة العرفية اللغوية
وهي ما تعارف العرب الأقحاح عليها
ب - الحقيقة العرفية الخاصة التي يتعارف عليها أهل كل علم كاصطلاحات خاصة بهم مثل اصطلاح النحاة على الرفع والجر والنصب، أو كقولنا الايمان التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل، وهذه ليست بخاصة بالعرب الأقحاح.
أما إن كان سبب النقل الشرع سميت الحقيقة بالشرعية مثل الصلاة وهي في أصل اللغة الدعاء.
المجاز:
أقسام المجاز:
والذي انكشف لي بالنظر الصحيح أن المجاز ينقسم قسمين:
توسع في الكلام وتشبيه
والتشبيه ضربان: تشبيه تام وتشبيه محذوف:
فالتشبيه التام: أن يذكر المشبه والمشبه به
والتشبيه المحذوف: أن يذكر المشبه به ويسمى استعارة
وهذا الاسم وضع للفرق بينه وبين التشبيه التام وإلا فكلاهما يجوز أن يطلق عليه اسم التشبيه ويجوز أن يطلق عليه اسم الاستعارة
لاشتراكهما في المعنى
وأما التوسع فإنه يذكر للتصرف في اللغة لا لفائدة أخرى
وإن شئت قلت:
إن المجاز ينقسم إلى:
توسع في الكلام
وتشبيه
واستعارة
ولا يخرج عن أحد هذه الأقسام الثلاثة فأيها وجد كان مجازاً.
فإن قيل: إن التوسع شامل لهذه الأقسام الثلاثة لأن الخروج من الحقيقة إلى المجاز اتساع في الاستعمال.
قلت في الجواب: إن التوسع في التشبيه والاستعارة جاء ضمناً وتبعاً وإن لم يكن هو السبب الموجب لاستعالهما وأما القسم الآخر الذي هو لا تشبيه ولا استعارة فإن النسب في استعماله هو طلب التوسع لا غير.
قال الجاحظ: للعرب إقدام على الكلام، ثقة بفهم المخاطب من أصحابهم عنهم،
كما جوَّزوا قوله: أكله الأسود، وإنَّما يذهبون إلى النَّهْشِ واللذع والعضِّ،
وأكل المال، وإنَّما يذهبون إلى الإفناء،
كما قال الله عزَّ وجلَّ: ?إنَّ الذينَ يَأكلونَ أمْوال اليَتامى ظُلْماً إنَّما يأكُلونَ في بُطونِهِمْ ناراً وسَيَصْلَونَ سَعيراً?.
ولعلَّهم شربوا بتلك الأموال الأنبذة، ولبسوا الحلل، وركبوا الهماليج، ولم ينفقوا منها درهما في سبيل الله، إنما أُكِلَ.
وجَوَّزوا: أكَلَتْهُ النَّار، وإنَّما أُبطلت عينه.
وجوَّزوا أيضاً أن يقولوا: ذُقت، لما ليس يُطعم، وهو قول الرجل إذا بالغ في عقوبة عبده: ذُق، وكيف ذقته؟ أي وجدت طعمه.
قال الله عزّ وجلّ: ?ذُقْ إنَّكَ أنتَ العَزيزُ الكَريمُ ?وقال عزَّ من قائل: ?فأذاقها اللهُ لِباسَ الجُوعِ والخَوفِ بِما كانوا يَصْنَعون ?
وقال تعالى:? فَذَاقوا وَبالَ أمْرِهِمْ?.
ثم قالوا: طَعِمتَ، لغير الطعام، كما قال المَرجيُّ:
فإن شئتُ حَرَّمْتُ النساء سِواكُمُ ****** وإن شِئتُ لم أطْعَم نُقاخاً ولا بَرْدا
قال الله تعالى: ?فمَن شَرِبَ مِنه فَليسَ منِّي ومن لمْ يَطْعَمهُ فإنَّهُ منِّي ?يريد: ومن لم يذق طعمه.
ولما قال خالد بن عبد الله في هزيمة له: أطْعِموني ماء، قال الشاعر:
بَلَّ السَّراويلَ مِنْ خَوفٍ ومِنْ دَهَشٍ * ******واستَطْعَمَ الماء لما جَدَّ في الهَرَبِ
¥