تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التفسير البياني للقرآن الكريم]

ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[25 - 12 - 2004, 10:58 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

[التفسير البياني للقرآن الكريم]

شهدت ساحة الفكر الإسلامي تفسيرات جديدة للقرآن الكريم من أبرزها: التفسير البياني، والتفسير العلمي، والتفسير الموضوعي، فضلا عن التفسير الحضاري للقرآن الذي بدأه الدكتور سيد دسوقي، وإن كان لا يزال في طور الإعداد.

وسوف نعرض لأبرز ملامح هذه التفاسير التي تعبر عن محاولات جادة لتجديد الفكر الإسلامي في هذا الميدان.

ويبرز في مجال التفسير البياني للقرآن ثلاثة إسهامات متميزة، الأول أنجزه سيد قطب تحت عنوان «في ظلال القرآن» والثاني للدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ) بعنوان «التفسير البياني للقرآن الكريم» والثالث للشيخ محمد متولي الشعراوي وقد كان أقرب إلى الخواطر حول القرآن، وقد توفرت له أسباب الشيوع بين الناس عبر شاشة التلفزيون، ولاتزال عدة قنوات تلفزيونية تبثه، فضلا عن تداول كتبه بين عامة الناس. لذا سوف نتوقف أمام المحاولتين الأولى والثانية.

وفي التفسير الأول «في ظلال القرآن» يلاحظ تأثر هذا التفسير بنظرة سيد قطب الفنية والذاتية فضلا عن تخصصه في الأدب، فتبدو فنية الاتجاه وأدبيته عنده- كما تبدو الذاتية والانطباعية - واضحة جلية تطالعك منذ النظرة الأولى في تفسيره. ولكن هذا لا يمنع الاتجاه الهدائي لديه، تؤكد ذلك الدراسة التي أعدها الدكتور محمد إبراهيم شريف حول اتجاهات التجديد في تفسير القرآن الكريم، وتبين أن لمحات سيد قطب في فهم الأسلوب القرآني وخصائص التعبير القرآني، ثم خواطره الذوقية وانطباعاته النفسية دائرة كلها في فلك هداية القرآن وتوجيهات مبادئه التي يبسطها ويقربها من نفوس المؤمنين لعل الله ينفع بها ويهدي، فالهدي حقيقة القرآن، والهدي طبيعته، «إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم» (الإسراء - 9).

وفي مقدمته يقدم لنا صاحب هذا التفسير إطلالة تبين لنا محور اهتمامه والذي يتمثل في شحذ همم المسلمين لبعث الإسلام من جديد، فيقول: «لقد عشت - في ظلال القرآن - أتملى ذلك التصور الكامل الشامل للوجود، لغاية الوجود كله، وغاية الوجود الإنساني وأقيس إليه تصورات الجاهلية التي تعيش فيها البشرية في شرق وغرب .. وأسأل كيف تعيش البشرية في الدرك الهابط وفي الظلام البهيم، وعندها ذلك المرتقى العالي وذلك النور الوضئ.

وعشت - في ظلال القرآن - أحس التناسق الجميل بين حركة الإنسان كما يريدها الله وحركة هذا الكون الذي أبدعه الله. ثم أنظر فأرى التخبط الذي تعانيه البشرية في انحرافها عن السنن الكونية، والتصادم بين التعاليم الفاسدة الشريرة التي تملى عليها وبين فطرتها التي فطرها الله عليها، وأقول في نفسي: أي شيطان لئيم هذا الذي يقود خطاها إلى هذا الجحيم».

وقد قيل ان صاحب هذا التفسير لم يزد على ترديد ما أحسه إزاء النص القرآني، وإذا صح أنه قدم تفسيرا للناس، فليس ذلك تفسيرا للنص، إنما هو تفسير لتجربته الذاتية في قراءته، حيث استغرقته التجربة مع النص، فعجز عن التفريق بين حقيقة النص كموضوع خارجي، وبين موقعه على النفس كذات إنسانية، وهو ما تشير إليه تسميته بـ «في ظلال القرآن».

ويرد الدكتور محمد شريف على ذلك بقوله ان وراء هذه التسمية اعتبارات في مقدمتها إعفاء نفسه من قيود مثقلة تعوق التحامه بالقرآن والعيش في ظلاله، وإعفاء غيره -في ذات الوقت - من الالتزام بما يقدم من إفهام وانطباعات نفسية للنص القرآني، تعكس أفكار جماعة دينية معينة، هذا فوق ما تشعر به هذه التسمية من أدب جم وتواضع حميد، وخليق بأن يتحلى بهما من عاش حياته في رحاب القرآن.

أما المحاولة الثانية في هذا الصدد فهي «التفسير البياني للقرآن الكريم» الذي أعدته عائشة عبد الرحمن تعتبر مثالا بارزا على تطبيق المنهج الأدبي في تفسير القرآن الكريم التي لا تفتأ تروج له في كل دراساتها القرآنية، وكتبها المتعلقة بالقرآن الكريم.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير