? اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
يقول الله سبحانه وتعالى في سورة التوبة: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ?.
فواضح من الآية أن عدد الشهور المعتدّ بها عند الله سبحانه وتعالى في شرعه وحكمه هو اثنا عشر شهرًا على المنازل القمرية.
يقول الدكتور حسين جمعة في شأن فصاحة كلمة (العِدَّة) في هذه الآية الكريمة " إنها اكتسبت أبعادًا فكرية وجمالية خاصّة في سياقها القرآني. فالعدّة تشير الى المقدار والتهيّؤ للعملية الاحصائية .. ولكنها في الوقت نفسه ارتبطت ببلاغة التصميم للكون منذ بدء التكوين، ثم اتّفقت بالدلالة مع ما تواضع عليه الخَلْق في عدد الشهور. فانتظم التهيّؤ الكيفي التركيبي للكلمة مع الدلالة في تطورّها منذ تصميم الكون حتى خلق البشرية، واتفاقهم على معطيات العدد والعِدَّة في مواضَعاتهم الاجتماعية والفكرية .. ".
ومع اكتساب (العدّة) لهذه الجمالية الخاصّة، إلا أننا نجد لها دلالة أخرى في تأليفها المحكم واقترانها الدقيق بعبارة ? فِي كِتَابِ اللَّهِ ?. يقول الزمخشري: "? فِي كِتَابِ اللَّهِ ?: (أي) فيما أثبته، وأوجبه من حكمه ورآه حكمة وصوابًا، وقيل: في اللوح "، أي في اللوح المحفوظ ? يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ ?. وعلى هذا الرأي الاخير ذهب أكثر المفسرين.
ولكن عند تدبّر عبارة ? فِي كِتَابِ اللَّهِ ? في هذه الآية الكريمة، نجد أنها جملة تتكلّم عن نفسها، أي أنها جملة انعكاسية - ارجع الى مقالة (ولو كان من عند غير الله .. ) -وتكشف لنا عن سرّ جديد من اسرار التعبير القرآني العجيب.
فالآية تقول: ? إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?، ولم تقل: " إن عدّة الشهور عند الله إثنا عشر شهرًا في اللوح المحفوظ يوم خلق السموات والأرض .. "، مع أن هذا هو المعنى العام للعبارة، كما أشار إليه المفسّرون. فلا بدّ إذن أن يكون لهذا الإختيار دلالته المعجزة.
وتنجلي لنا هذه الدلالة عندما نعلم أن كلمة "شهر" تكرّرت في كل القرآن الكريم بصيغة المفرد (12) مرة بالضبط .. ليصبح مفهوم الآية كما جاء في تعبير النصّ القرآني نفسه: ? اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ ?.
وهذا الاختيار الحكيم يضفي معنى منطقيًا - رياضيًا الى المعنى العام الذي عبّرت عنه الآية الكريمة. فمع أن عدد الشهور في السنة هو (12) شهرًا، إلا أننا نجد أيضًا ان عدد الشهور الواردة في "كتاب الله" يساوي أيضًا (12) شهرًا، أي ان كلمة "شهر" جاء ذكرها (12) مرة في صفحات القرآن.
فانظر الى دقّة اختيار الكلمات المناسبة في التعبير القرآني المعجز. فلو تكرّرت كلمة "شهر" أكثر أو أقل من (12) مرة في القرآن الكريم، لنجم تناقض في النصّ! ولكن هيهات .. فهذا لا يكون إلا تنزيل من العزيز الحكيم سبحانه.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 06:20 م]ـ
أكثر من لطيف----وأكثر من جميل---ومالي لا أحمد الله على وجود متدبر مثلك لكتاب الله بين المسلمين--فحمدا لله على وجودك بين المسلمين ووجودك في الفصيح
ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:22 ص]ـ
اعزّك الله ..
واطال في عمرك ..
اخي الكريم ..
فهذا بفضل من الله سبحانه وتعالى ..
ـ[أبو سارة]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 04:43 ص]ـ
أستاذنا المفضال / لؤي سلمه الله
قلت حفظك الله: ... اثنا عشر شهرًا على المنازل القمرية0
حبذا لو أوضحت لي هذه المسألة، وعلى وجه التحديد: ماعلاقة منازل القمر في عدد الشهور؟
وجزاك الله عنا كل خير0