تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:47 ص]ـ

:::

قال تعالى

(وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبِّهِ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا المُخْلَصِينَ)) 24 يوسف

الفحشاء معروفة ولا عناء في معرفة معناها ألا وهو الزنا.

أما السوء فما هو المقصود به في هذه الآية؟؟

قال السمين الحلبي في عمدة الحفاظ (السوء كل ما يغمّ الإنسان من الأمور الأخروية والدنيوية كفقد مال أو حميم))

وقال (والسوء كل ما يقبح)

ومن نافلة القول أن نقرر ما قرره عظام مفسرينا من كون الأنبياء معصومين عن المعصية--ففسروا همّ سيدنا يوسف بغير معنى همّ المرأة التي راودته

قال الرازي ((فهم زعموا أن ذلك المضمر هو إيقاع الفاحشة بها ونحن نضمر شيئاً آخر يغاير ما ذكروه وبيانه من وجوه: الأول: المراد أنه عليه السلام هم بدفعها عن نفسه ومنعها عن ذلك القبيح لأن الهم هو القصد، فوجب أن يحمل في حق كل أحد على القصد الذي يليق به، فاللائق بالمرأة القصد إلى تحصيل اللذة والتنعيم والتمتع واللائق بالرسول المبعوث إلى الخلق القصد إلى زجر العاصي عن معصيته وإلى الأمر بالمعروف النهي عن المنكر، يقال: هممت بفلان أي بضربه ودفعه.

فإن قالوا: فعلى هذا التقدير لا يبقى لقوله: {لَوْلا أَن رَّأَى بُرْهَانَ رَبّهِ} فائدة.

قلنا: بل فيه أعظم الفوائد وبيانه من وجهين: الأول: أنه تعالى أعلم يوسف عليه السلام أنه لو هم بدفعها لقتلته أو لكانت تأمر الحاضرين بقتله، فأعلمه الله تعالى أن الامتناع من ضربها أولى صوناً للنفس عن الهلاك،))

وهو كلام نفيس جدا يبرىء سيدنا يوسف من تهمة الهمّ بالفاحشة ويبين أن همّ يوسف كان همّا بدفعها----ولو دفعها لقتلوه لأجل هذا رأى برهان ربه

إذن ما هو السوء الذي صرف عن يوسف؟؟

هل عرفتموه؟؟

إنه القتل---نعم لو دفعها لقتلوه بتهمة الإعتداء بعنف عليها فصرف الله عنه سوء القتل؟؟

ترى هل قال مفسر بمثل ما قلت؟؟

ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 10:55 ص]ـ

أستاذي الكريم الشرباتي:

اعذرني على تطفلي هنا وكلامي فيما ليس لي فيه علم ولكن لا مانع من الكلام إذا كان سيُصَحح.

فأقول:

إذا قلنا إن الأنبياء معصومون من المعاصي، فكيف نجمع بين ذلك وبين أكل آدم من الشجرة وعصيانه لأمر الله تعالى؟ وكذلك بعض الأمور الأخرى التي جاءت عن الأنبياء؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 05:36 م]ـ

الأخ الحبيب باوزير

عصمة الأنبياء من الأمور المتفق عليها والحمد لله---قلت وأنت أخ عزيز

((إذا قلنا إن الأنبياء معصومون من المعاصي، فكيف نجمع بين ذلك وبين أكل آدم من الشجرة وعصيانه لأمر الله تعالى)

أمّا الرد فإن عصيان آدم لربه كان قبل النبوة--ولا نمنع أن يحصل عصيان قبل النبوة---كما أن آدم حينئذ لم يكن في منطقة تكليف

((فَأَكَلا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) 121 طه

قال إبن عاشور فيها ((والغواية: ضدّ الرشد، فهي عمل فاسد أو اعتقاد باطل، وإثبات العصيان لآدم دليل على أنه لم يكن يومئذ نبيئاً، ولأنّه كان في عالم غير عالم التكليف))

وممّا يدل على أن عصيانه كان قبل النبوة هو قوله تعالى عقب الآية السابقة مباشرة ((ثمّ اجتباه ربه فتاب عليه وهدى))

قال إبن عاشور مبينا ذلك ((والاجتباء: الاصطفاء. وتقدم عند قوله تعالى:

{واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم}

في الأنعام (87)، وقوله

{اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم}

في النحل (121).

والهداية: الإرشاد إلى النفع. والمراد بها إذا ذكرت مع الاجتباء في القرآن النبوءة كما في هذه الآيات الثلاث.))

اللهم أعطه في كل كلمة قالها حسنة وجازه على توضيحه خير الجزاء

ـ[باوزير]ــــــــ[05 - 06 - 2005, 07:47 م]ـ

جزاك الله خيرا شيخي الكريم.

وبما أنك أبديت رحابة صدر ولم تنزعج من تطفلي فإن هذا يطمعني في أن أزيد من تطفلي هذا لأنهل من العلم النافع، وأرجو أن لا أكون ثقيلا.

قلت شيخي الفاضل: (عصمة الأنبياء من الأمور المتفق عليها)

فأقول مبديا ما عندي من القصور في الفهم والعلم وأرجو منك التصحيح: أليس الذي اتُّفِق عليه هو عصمتهم في التبيلغ، وأما ما لا يتعلق بتيليغ الرسالة ففيه قولان لأهل السنة؟

وهناك بعض الآيات قد تشكل إذا قلنا إنهم معصومون في كل شيء ومنه الخطأ والنسيان والصغائر فمنها قوله تعالى (عفا الله عنك لم أذنت لهم) تدل على وقوع الخطأ من الأنبياء لكنهم لا يقرون عليه بل يصحح الوحي لهم.

ومنها قوله تعالى (ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر) فإن قلنا بعصمتهم حتى من الصغائر فيغفر له ماذا؟ سيما وأنه ذكر (وما تأخر) فيدل على ما بعد النبوة.

ومنها قوله تعالى (عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى ... ) إلى آخر الآية ففيها عتاب للنبي صلى الله عليه وسلم.

ومنها قوله تعالى (ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض) والقصة فيها معروفة.

هذا ما أذكره الآن من الآيات، وكذلك هناك بعض الأحاديث في هذا المعنى.

وغير ذلك من الآيات والأحاديث في نفس هذا المعنى.

أرجو منك شيخي أن تتفهم قصور علمي وأني أريد الفائدة، فأرجو أن تبين لي بارك الله فيك، فالإنسان يستغل فرصة وجود من يبين له بعض المشكلات حتى يخرج بالعلم المكين.

جزاك الله خيرا.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير