تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[يرهقوننا بالتفسير العلمي]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 09:28 ص]ـ

:::

يحاولون لشعور خفي بالهزيمة إلصاق كل نتيجة علمية محتملة بالقرآن على أساس أن القرآن كان الأسبق فهو الاحق بالإتباع مع ما في هذا النهج من خطورة عندما تتغير الحقيقة العلمية

تعمدت أن انقل لكم قول مفسر معاصر للآية 30 من سورة الأنبياء لأن أصحاب التوجه العلمي يلصقونها بنظرية الإنفجار الكبير والتي تقول أن السماء والأرض كانتا قطعة واحدة ففتقتا

قال الشنقيطي

(({أَوَلَمْ يَرَ ?لَّذِينَ كَفَرُو?اْ أَنَّ ?لسَّمَاوَاتِ وَ?لأَرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَاهُمَا}.

((واعلم أن العلماء اختلفوا في المراد بالرتق والفتق في هذه الآية على خمسة أقوال، بعضها في غاية السقوط، وواحد منها تدل له قرائن من القرآن العظيم:

الأول ـ أن معنى {كَانَتَا رَتْقاً} أي كانت السموات والأرض متلاصقة بعضها مع بعض، ففتقها الله وفصل بين السموات والأرض، فرفع السماء إلى مكانها، وأقر الأرض في مكانها، وفصل بينهما بالهواء الذي بينهما كما ترى.

القول الثاني ـ أن السموات السبع كانت رتقاً. أي متلاصقة بعضها ببعض، ففتقها الله وجعلها سبع سموات، كل اثنتين منها بينهما فصل، والأرضون كذلك كانت رتقاً ففتقها، وجعلها سبعاً بعضها منفصل عن بعض.

القول الثالث ـ أن معنى {كَانَتَا رَتْقاً} أن السماء كانت لا ينزل منها مطر، والأرض كانت لا ينبت فيها نبات، ففتق الله السماء بالمطر، والأرض بالنبات.

الرابع ـ أنها {كَانَتَا رَتْقاً} أي في ظلمة لا يرى من شدتها شيء ففتقهما الله بالنور. وهذا القول في الحقيقة يرجع إلى القول الأول، والثاني.

الخامس ـ وهو أبعدها لظهور سقوطه. أن الرتق يراد به العدم. والفتق يراد به ا لإيجاد. أي كانتا عدماً فأوجدناهما. وهذا القول كما ترى.

فإذا عرفت أقوال أهل العلم في هذه الآية، فاعلم أن القول الثالث منها وهو كونهما كانتا رتقاً بمعنى أن السماء لا ينزل منها مطر، والأرض لا تنبت شيئاً ففتق الله السماء بالمطر والأرض بالنبات ـ قد دلت عليه قرائن من كتاب الله تعالى.))

لاحظتم قوله--السماء كانت لا ينزل منها مطر ففتقت لينزل المطر--والأرض كانت لا تنبت الزرع ففتقت لتنبت الزرع--هذا هو المقصود من الآية والذي يفهمه من أنزل القرآن له ليفهمه

رأيه له وجاهته وقيمته وان محاولات تأويل الآيات لتنسجم مع النتائج العلمية محاولات خطرة وخصوصا عندما يثبت عدم صحة النتيجة العلمية لاحقا

فبوركت من مفسر صائب الفكر أيها الشنقيطي


ـ[سمط اللآلئ]ــــــــ[09 - 02 - 2005, 10:18 ص]ـ
الأستاذ الفاضل / جمال الشرباتي ..
جزاكم الله خيرا على هذه المشاركات القيمة، وزادكم الله علما ونورا.

ويسرني - إضافة إلى ما ذكرتم - أن أهدي إلى أصحاب الإعجاز العلمي هذه الكلمات من فضيلة الشيخ صالح الفوزان

قال الشيخ صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان - حفظه الله - في كتابه " الخطب المنبرية " (2/ 268) [طبعة مؤسسة الرسالة] في أثناء الخطبة التي هي بعنوان " الحث على تعلم العلم النافع ": ( ... بل بلغ الأمر ببعضهم أن يفسر القرآن بالنظريات الحديثة ومنجزات التقنية المعاصرة ويعتبر هذا فخراً للقرآن حيث وافق في رأيه هذه النظريات ويسمي هذا " الإعجاز العلمي " وهذا خطأ كبير لأنه لا يجوز تفسير القرآن بمثل هذه النظريات والأفكار لأنها تتغير و تتناقض ويكذب بعضها بعضا والقرآن حق ومعانيه حق لا تناقض فيه ولا تغير في معانيه مع مرور الزمن أما أفكار البشر ومعلوماتهم فهي قابلة للخطأ والصواب، وخطؤها أكثر من صوابها وكم من نظرية مسلمة اليوم تحدث نظرية تكذبها غدا فلا يجوز أن تربط القرآن بنظريات البشر وعلومهم الظنية والوهمية المتضاربة المتناقضة. و تفسير القرآن الكريم له قواعد معروفة لدى علماء الشريعة لا يجوز تجاوزها وتفسير القرآن بغير مقتضاها وهذه القواعد هي: أن يفسر القرآن بالقرآن، فما أُجمل في موضع منه فُصِّل في موضع آخر، وما أطلق في موضع قيد في موضع، وما لم يوجد في القرآن تفسيره فإنه يفسر بسنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم لأن السنة شارحة للقرآن ومبينة له قال تعالى لرسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون} النحل ـ 44/. وما لم يوجد تفسيره في السنة فإنه يُرجع فيه إلى تفسير الصحابة لأنهم أدرى بذلك لمصاحبتهم رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم على يديه وتلقيهم القرآن وتفسيره منه حتى قال أحدهم: ما كنا نتجاوز عشر آيات حتى نعرف معانيهن والعمل بهن. وما لم يوجد له تفسير عن الصحابة فكثير من الأئمة يرجع فيه إلى قول التابعين لتلقيهم العلم عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وتعلمهم القرآن ومعانيه على أيديهم فما أجمعوا عليه فهو حجة وما اختلفوا فيه فإنه يرجع فيه إلى لغة العرب التي نزل بها القرآن. وتفسير القرآن بغير هذه الأنواع الأربعة لا يجوز، فتفسيره بالنظريات الحديثة من أقوال الأطباء والجغرافيين والفلكيين وأصحاب المركبات الفضائية باطل لا يجوز لأن هذا تفسير للقرآن بالرأي وهو حرام شديد التحريم لقوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم:" من قال في القرآن برأيه وبما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار" رواه ابن جرير والترمذي والنسائي و في لفظ " من قال في كتاب الله فأصاب فقد أخطأ ").

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير