تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:47 م]ـ

:::

قال تعالى

((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ اليَقِينُ)) 99 الحجر

لقد تعود علماء التفسير على القول بأن اليقين هو الموت لأن الموت أمر متيقن منه

فكأن المعنى استمر على عبادة ربك حتى تموت--

والموت ينتج عنه توقف العبادة قطعا

فهل أراد الحق تقرير حقيقة بدهية يعرفها الناس سلفا؟؟

أريد قولا آخرا

فهل ياترى لديكم غير هذا القول؟؟

ـ[يونس 1426]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 10:47 م]ـ

يا أخي الفاضل المعنى المراد من الأية هو ما قاله علماء التفسير

بأن اليقين هو الموت وهم أدرى منا بهذا العلم و خاصة إذا جاء

هذا التفسير من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم.

و لكي لا أطيل عليك هاك هذاالكلام النفيس من شيخ الإسلام ابن تيمية

رحمه الله حول هذه المسألة:

وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن قوم داوموا على الرياضة مرة فرأوا أنهم قد تجوهروا، فقالوا لا نبالي الآن ما علمنا، وإنما الأوامر والنواهي رسوم العوام، ولو تجوهروا لسقطت عنهم، وحاصل النبوة يرجع إلى الحكمة والمصلحة، والمراد منها ضبط العوام، ولسنا نحن من العوام، فندخل في حجر التكليف لأنا قد تجوهرنا وعرفنا الحكمة فأجاب: لا ريب عند أهل العلم والإيمان أن هذا القول من أعظم الكفر وأغلظه، وهو شر من قول اليهود والنصارى. فإن اليهودي والنصراني آمن ببعض الكتاب وكفر ببعض. وأولئك هم الكافرون حقّا، كما أنهم يقرون أن لله أمرا ونهيا، ووعدا، ووعيدا، وأن ذلك متناول لهم إلى حين الموت، هذا إن كانوا متمسكين باليهودية والنصرانية المبدلة المنسوخة، وأما إن كانوا من منافقي أهل ملتهم كما هو الغالب على متكلميهم ومتفلسفتهم كانوا شرّا من منافقي هذه الأمة، حيث كانوا مظهرين للكفر ومبطنين للنفاق فهم شر ممن يظهر إيمانًا ويبطن نفاقًا.

والمقصود أن المتمسكين بجملة منسوخة فيها تبديل خير من هؤلاء الذين يزعمون سقوط الأمر والنهي عنهم بالكلية، فإن هؤلاء خارجون في هذه الحال من جميع الكتب والشرائع والملل، لا يلتزمون لله أمرا ولا نهيا بحال، بل هؤلاء شرٌّ من المشركين والمتمسكين ببقايا من الملل كمشركي العرب الذين كانوا متمسكين ببقايا من دين إبراهيم، عليه السلام، فإن أولئك معهم نوع من الحق يلتزمونه. وإن كانوا مع ذلك مشركين، وهؤلاء خارجون عن التزام شيء من الحق بحيث يظنون أنهم قد صاروا سدى لا أمر عليهم ولا نهي – إلى أن قال: ومن هؤلاء من يحتج بقوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99].

ويقول: معناها اعبد ربك حتى يحصل لك العلم والمعرفة، فإذا حصل ذلك سقطت العبادة، وربما قال بعضهم: اعمل حتى يحصل لك حال، فإذا حصل لك حال تصوفي سقطت عنك العبادة، وهؤلاء فيهم من إذا ظن حصول مطلوبه من المعرفة والحال استحل ترك الفرائض وارتكاب المحارم. وهذا كفر كما تقدم إلى أن قال: فأما استدلالهم بقوله – تعالى -: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99]. فهي عليهم لا لهم قال الحسن البصري: "إن الله لم يجعل لعمل المؤمنين أجلاً دون الموت"، وقرأ قوله: {واعبد ربك حتى يأتيك اليقين}. [الحجر، الآية: 99]. وذلك أن اليقين هنا الموت وما بعده باتفاق علماء المسلمين، وذلك مثل قوله: {ما سلككم في سقر. قالوا لم نك من المصلين} إلى قوله: {وكنا نخوض مع الخائضين. وكنا نكذب بيوم الدين. حتى أتانا اليقين}. [المدثر، الآيات: 42 – 47] فهذا قالوه وهو في جهنم، وأخبروا أنهم كانوا على ما هم عليه من ترك الصلاة والزكاة والتكذيب بالآخرة، والخوض مع الخائضين، حتى أتاهم اليقين. ومعلوم أنهم مع هذا الحال لم يكونوا مؤمنين بذلك في الدنيا، ولم يكونوا مع الذين قال الله فيهم: {وبالآخرة هم يوقنون}. [البقرة، الآية: 4].

وإنما أراد بذلك أنه أتاهم ما يوعدون وهو اليقين ... انتهى (1) [مجموع الفتاوى 11/ 401 – 402، 417 – 418].

فالآية تدل على وجوب العبادة على العبد منذ بلوغه سن التكليف عاقلا إلى أن يموت. وأنه ليس هناك حال قبل الموت ينتهي عندها التكليف كما تزعمه الصوفية.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:40 ص]ـ

الأخ يونس

لست بحاجة لأن أذكرك أنه إذا حصل إجماع من الصحابة على تفسير فهذا الإجماع حجة---فلا تلزمني بقول واحد منهم وقد اختلفوا

وفكر بجواب اخر فلست مع قول المخرفين بسقوط التكاليف

ـ[يونس 1426]ــــــــ[02 - 04 - 2005, 03:13 م]ـ

أخانا جمال حسن حفظك الله

لم أفهم أولا ما تقصد من قولك (قولا ءاخر) مع العلم أني قد ذكرت لك

كلام شيخ الإسلام في بيان هذه المسألة و أنت المطالب بأن تأتي بكلام

غير الذي قاله علماء التفسير للفائدة و الإفادة بشرط ألا يخالف كتاب

الله و سنة رسوله صلى الله عليه و سلم.

و اعلم أخي رعاك الله أني لا أقصد من هذا الرد البلبلة و الجدال و إطالة الكلام في الذي لا ينفع و إنما أردت به أمرا مهما أخاف أن تقع فيه و العياذ بالله، و إذا شاء الله سأبينه لك في رد آخر.

و السلام عليكم و رحمة الله

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير