وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[12 - 04 - 2005, 05:00 م]ـ
(::: فَلَمْ تَقْتُلُوَهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ المُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاءً حَسَناً إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) الأنفال 17
ما هو المقصود ب "رميت "الأولى؟؟
وما المقصود ب "رميت" الثانية؟؟
أم أن كلاهما بنفس المعنى؟؟
وحتى لا يحصل نقاش حول أمور أخرى تاركين وجه الإستشكال أقدم لكم الإجابة التي أقنعتني
"رميت" الأولى عني فيها والله أعلم الرمي بالرعب وهو فعل الله عز وجل إذ رمى الكفار بالرعب
و " رميت" الثانية هي رميه:= الكفاربحفنة التراب والحصى قائلا "شاهت الوجوه"
فيكون المعنى كاملا " ما كان رميك إياهم بالتراب والحصى هو الذي سبب الرعب لهم إنما الرعب الذي أصابهم نجم من رمي الرحمن لهم به"
وأحببت أن أقرأ ما قال الطبري فيها فوجدته قد قال
((وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمى} فأضاف الرمي إلى نبيّ الله، ثم نفاه عنه، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي، إذ كان جلّ ثناؤه هو الموصل المرميّ به إلى الذين رمُوا من به المشركين، والمسبب الرمية لرسوله. فيقال للمسلمين ما ذكرنا: قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه بعد وصفه نبيه به وإضافته إليه ذلك فعل واحد كان من الله بتسبيبه وتسديده، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحذف والإرسال، فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة: من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب، ومن الخلق الاكتساب بالقوى؟ فلن يقولوا في أحدهما قولاً إلاَّ ألزموا في الآخر مثله.))
وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:11 ص]ـ
أين أنت أيها البصري لتعلق فتزيد الموضوع حيوية؟؟
ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:45 ص]ـ
أنا موجود ـ عمي الكريم الشرباتي ـ أسمع وأرى وأكتب،،
لكني لما رأيت التنقيب خفت ووجلت.
فأنا ـ ولا أخفيك ـ أحب البحث ـ وإن كنت لا أجد له وقتًا في بعض الأحيان ـ أما التنقيب، على حد قولك: ((وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب))
فيخيفني، وأترفع عن أن أتخذه منهجًا مع علماء السنة والجماعة، ولا سيما وأنا أقرأ قول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " يا معشر من آمن بلسانه ولم يدخل الإيمان قلبه، لا تسبوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته " ونصيحتي لمن يحبون التنقيب بهذه الصورة، ألا يجعلوه لهم ديدنًا، وهم يعلمون من هو الطبري لدى علماء السنة والجماعة، فهو شيخ المفسرين، وإمام جليل في اللغة والتفسير، وعقيدته سليمة ـ فيما نعلم وفيما سمعناه من علمائنا ـ
أما الزلات اليسيرة والهنات القليلة، فلا يسلم منها عالم مهما علا شأنه أو تبحر في علمه، والمسلم لا يشغل نفسه بالتنقيب، وإنما يبحث عن الحق، ومن كثرت حسناته وعلم في الإسلام صدقه وإخلاصه، دفنت أخطاؤه في بحر تلك الحسنات.
وأما الخطأ فلا نقبل به، بل نرده، ولكننا نحفظ لعلمائنا وأئمتنا حقهم، ونترحم عليهم، ونسأل الله أن يجمعنا بهم في مستقر رحمته ودار كرامته.
وحبذا لو شرحت لنا قولك: ((وفي كلامه إشارات إلى عقيدته بالقضاء والقدر لمن رغب بالبحث والتنقيب))
حتى لا نفهمه إلا على مرادك، ثم نستمر في المناقشة، على بينة من الأمر. والله يتولاك ويرعاك.
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 07:21 م]ـ
قصدت أيها البصري أن قوله ((وكذلك قوله لنبيه عليه الصلاة والسلام: {وَما رَمَيْتَ إذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمى} فأضاف الرمي إلى نبيّ الله، ثم نفاه عنه، وأخبر عن نفسه أنه هو الرامي، إذ كان جلّ ثناؤه هو الموصل المرميّ به إلى الذين رمُوا من به المشركين، والمسبب الرمية لرسوله. فيقال للمسلمين ما ذكرنا: قد علمتم إضافة الله رمي نبيه صلى الله عليه وسلم المشركين إلى نفسه بعد وصفه نبيه به وإضافته إليه ذلك فعل واحد كان من الله بتسبيبه وتسديده، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم الحذف والإرسال، فما تنكرون أن يكون كذلك سائر أفعال الخلق المكتسبة: من الله الإنشاء والإنجاز بالتسبيب، ومن الخلق الاكتساب بالقوى؟ فلن يقولوا في أحدهما قولاً إلاَّ ألزموا في الآخر مثله.))
يمكن أن يربطه باحث ما بتفسيراته للآيات المتعلقة بأفعال العباد لنعرف بدقة حقيقة موقفه من موضوع القضاء والقدر وكذلك موضوع الهداية والضلال
كمثال على ما أقصد قول الطبري
(وقوله: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ} يقول تعالى ذكره مخبراً عن قيل إبراهيم لقومه: والله خلقكم أيها القوم وما تعملون. وفي قوله: {وَما تَعْمَلُونَ} وجهان: أحدهما: أن يكون قوله: «ما» بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذٍ: والله خلقكم وعملكم. والآخر أن يكون بمعنى «الذي»، فيكون معنى الكلام عند ذلك: والله خلقكم والذي تعملونه: أي والذي تعملون منه الأنصام، وهو الخشب والنحاس والأشياء التي كانوا ينحِتون منها أصنامهم. وهذا المعنى الثاني قصد إن شاء الله قتادةُ بقوله الذي:
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: {وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ}: بأيْدِيكُمْ.))
إذ أجده هنا ذكر التفسيرين ولم يتبن واحدا فكأنه توقف فيها--والآية (وَاللّهُ خَلَقَكُمْ وَما تَعْمَلُونَ) شغلت أفكار أجنحة كثيرة من الإسلاميين--ومع ذلك فإن قول قتادة فيها هو الأرجح عندي--أي أن الله خلقكم وخلق الأصنام التي عملتموها