[الفرق بين "ظالم النفس" و "السوء"]
ـ[علي ضايحي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 01:50 ص]ـ
البلاغة في القرآن الكريم - ظالم النفس .. والسوء
.. في الآية الكريمة .. : (والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم) .. وقوله تعالى: (ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه) بعض الناس يتساءل: أليست الفاحشة والسوء هما ظلم النفس .. انهما نفس الشيء. . فالذي يظلم نفسه يقودها إلى العذاب .. والذي يفعل فاحشة يقود نفسه إلى العذاب .. نفس الشيء .. بل إن بعض الناس يقولون إن العطف هنا غير واجب ولكنني أقول لهم أن دقة التعبير .. ودقة اللفظ م دقة القائل .. والله سبحانه وتعالى يبين لنا إعجاز القرآن .. ويقول لنا إن هناك فارقا بين من يفعل سوءا أو فاحشة .. ومن يظلم نفسه .. ما هو هذا الفارق؟ الذي يفعل سوءا أو فاحشة يفعلها ليحقق لذة عاجلة .. نفس ضعيفة يغلبها الهوى وتخضع لبريق الدنيا .. إنسان شرب الخمر .. حقق لنفسه لذة الخمر .. إنسان زنا .. حقق لنفسه شهوة عاجلة .. إنسان سرق مال غيره .. حقق لنفسه شهوة عاجلة بالتمتع بهذا المال .. هذا هو الإنسان الذي يفعل السوء أو الفاحشة .. أما الإنسان الذي يظلم نفسه فهو إنسان آخر ... إنه يرتكب إثما ولا يستفيد منه .. لا يعطي نفسه شيئا في الدنيا ولا في الآخرة .. حينئذ يكون قد ظلم نفسه .. بمعنى إنه لا أعطاها شيئا عاجلا .. ولا نجاها من عذاب الآخرة ومن الناس من يبيع دينه بدنياه .. ومنهم من يبيع دينه بدنيا غيره .. الذي يبيع دينه بدنياه يطلب العاجلة .. أما من باع دينه بدنيا غيره .. خاب في الأولى والآخرة .. هو الذي ظلم نفسه .. ولكن كيف يظلم الإنسان نفسه ارتكب إثما .. شهادة الزور دون أن يحقق نفعا دنيويا إذا قبض ثمن شهادة الزور .. يكون قد حقق نفعا دنيويا .. ولكن الذي يظلم نفسه هو الذي يفعل ذلك ليرضي غيره .. ونجد كثيرين في الدنيا مثل هؤلاء. إنسان يتهم إنسانا آخر بتهمة باطلة .. لا يستفيد هو شيئا ... ويرتب الإثم , إذن هو ظلم نفسه .. إنسان يكتب تقريرا كاذبا في إنسان ليمنع ترقيته .. أو يتطوع بحديث يختلقه عن شخص ليمنع الخير عنه أو يؤذيه .. أو يشي بشخص كذبا ليدخله السجن .. أو يضعه في الاعتقال .. أو يتجسس على إنسان ليلفق له تهمة لمجرد الانتقام التافه .. كل هؤلاء يظلمون أنفسهم .. إنهم يرتكبون الإثم في الدنيا .. ولا يجعلون له فائدة لا في دنياهم .. ولا في آخرتهم .. فكأن الذي ظلم نفسه هو الذي جعلها تدخل النار .. هو الذي جعلها ترتكب الإثم .. وفي نفس الوقت لم يعطها شيئا على وجه الإطلاق .. فهو ظالم لنفسه في الدنيا .. ظالم لنفسه في الآخرة .. وهنا فرق بين التعبيرين .. ومن هنا لا نقول أبدا هذا عطف .. ولا ألفاظ مترادفة بل دقة بالغة في التعبير
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 04:15 ص]ـ
الأخ العزيز
قال تعالى {وَ?لَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُو?اْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ?للَّهَ فَ?سْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ ?لذُّنُوبَ إِلاَّ ?للَّهُ) 135 آل عمران
أخاف أن يكون كلامك حول هذه الآية فيه مدخل للنفعية أو البراجماتية---وكأن فيه دعوة مبطنة بعدم القيام بالمعصية بدون فائدة دنيوية---فلقد فسرت الآية ((كل هؤلاء يظلمون أنفسهم .. إنهم يرتكبون الإثم في الدنيا .. ولا يجعلون له فائدة لا في دنياهم .. ولا في آخرتهم .. ))
ولا أوافقك على هذا القول---وإليك قولا فيها
نقل الرازي ما يلي
((قال صاحب «الكشاف»: الفاحشة ما يكون فعله كاملا في القبح، وظلم النفس: هو أي ذنب كان مما يؤاخذ الانسان به. والثاني: أن الفاحشة هي الكبيرة، وظلم النفس. هي الصغيرة، والصغيرة يجب الاستغفار منها، بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مأموراً بالاستغفار وهو قوله:
{وَ?سْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ}
[محمد: 19] وما كان استغفاره دالا على الصغائر بل على ترك الأفضل. الثالث: الفاحشة: هي الزنا، وظلم النفس: هي القبلة واللمسة والنظرة، وهذا على قول من حمل الآية على السبب الذي رويناه، ولأنه تعالى سمى الزنا فاحشة،))
إذن
# إما الفاحشة هي الذنب العظيم وظلم النفس الذنب الصغير
# أو الفاحشة هي الزنا--وظلم النفس ما دونه---وخصوصا أن مناسبة الآية تتحدث عن محاولة تقبيل رجل لزوجة صديقه كما روي عن إبن عباس
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[04 - 02 - 2005, 04:44 ص]ـ
أما آية سورة النساء 110
((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُوراً رَّحِيماً))
فهي آية تتحدث عمن يعمل سوءا---أو عمن يظلم نفسه---ولا شك أنهما أمران متغايران بسبب وجود حرف العطف " أو"
قال فيها الرازي
((والمراد بالسوء القبيح الذي يسوء به غيره كما فعل طعمة من سرقة الدرع ومن رمي اليهودي بالسرقة والمراد بظلم النفس ما يختص به الإنسان كالحلف الكاذب، وإنما خص ما يتعدى إلى الغير باسم السوء لأن ذلك يكون في الأكثر إيصالاً للضرر إلى الغير، والضرر سوء حاضر، فأما الذنب الذي يخص الإنسان فذلك في الأكثر لا يكون ضرراً حاضراً لأن الإنسان لا يوصل الضرر إلى نفسه))
إذن فالسوء هو ذنب في حق الغير---وظلم النفس ذنب يخص الإنسان كشرب الخمر وليس المعنى ما توهمت بأنه الذنب الذي يعمله الإنسان ولا يستفيد منه كشاهد الزور بدون مقابل
ولقد وضع الألوسي بعض المعاني الإضافية فقال
((وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً} أي شيئاً يسوء به غيره كما فعل بشير برفاعة أو طعمة باليهودي {أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ} بما يختص به كالإنكار، وقيل: السوء ما دون الشرك، والظلم الشرك، وقيل: السوء الصغيرة والظلم الكبيرة))
منها--السوء هو الشرك---ظلم النفس ما دون الشرك
ومنها--السوء الصغيرة--وظلم النفس الكبيرة
والأولى عندي قول الرازي والقول الأول للألوسي
¥