إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:08 م]ـ
:::
قوله تعالى
(وَيَصْنَعُ الفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ) هود 38
ورد الجذر سخر في هذه الآية أربع مرات--سخروا--تسخروا--نسخر--تسخرون
فهل كانت جميعها بنفس المعنى؟؟
قبل التحاور إليكم ما قال الزمخشري في "أساس البلاغة "حول الجذر " سخر"
((س خ ر
فلان سخرة سخرة: يضحك منه الناس ويضحك منهم، وسخرت منه واستسخرت، واتخذوه سخرياً، وهو مسخرة من المساخر، وتقول: رب مساخر، يعدها الناس مفاخر. وسخّره الله لك، وهؤلاء سخرة للسلطان يتسخرهم: يستعملهم بغير أجر.
ومن المجاز: مواخر سواخر: سفن طابت لها الريح. ويقولون: أنا أقول هذا ولا أسخر أي ولا أقول إلا ما هو حق. قال الراعي: تغير قومي ولا أسخر وما حمّ من قدر يقدر))
ففيه ثلاثة معان --معنى الهزء ب أو الضحك عليه---ومعنى العمل بدون أجر---ومعنى قول غير الحق
فما قال عظام المفسرين فيها إذن
قال إبن كثير رحمه الله ((وقوله: ويصنع الفلك وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه أي: يطنزون به ويكذبون بما يتوعدهم به من الغرق، قال" إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم كما تسخرون فسوف تعلمون " وعيد شديد،)) وتهديد أكيد،
هل اكتفيتم بقوله لتعرفوا الفرق بين سخرية الكافرين بنوح وما توعدهم نوح من سخرية؟؟
أم هل نستعرض أقوال آخرين؟؟
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[18 - 04 - 2005, 06:51 م]ـ
نقل الماوردي في النكت والعيون الاقوال التالية
((أحدهما: إن تسخروا من قولنا فسنسخر من غفلتكم.
الثاني: إن تسخروا من فِعلنا اليوم عند بناء السفينة فإنا نسخر منكم غداً عند الغرق.
والمراد بالسخرية ها هنا الاستجهال. ومعناه إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم.
قال ابن عباس: ولم يكن في الأرض قبل الطوفان نهر ولا بحر فلذلك سخروا منه. قال: ومياه البحار بقية الطوفان.
فإن قيل: فلم جاز أن يقول فإنا نسخر منكم مع قبح السخرية؟ قيل: لأنه ذمٌّ جعله مجازاة على السخرية فجاء به على مزاوجة الكلام، وكان الزجاج لأجل هذا الاعتراض يتأوله على معنى إن تستجهلونا فإنا نستجهلكم كما تستجهلوننا.))
هم فعلا سخروا من نوح لكون المنطقة لا بحر فيها ولا نهر-- ولكن توعده إياهم بالسخرية منهم بمعنى استجهاله لهم لعدم علمهم بمآل أمرهم وهو الغرق وما يتبعه من عذاب جهنم