[فن المقابلة]
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:09 ص]ـ
:::
قال السكاكي في "مفتاح العلوم"
((المقابلة، وهي أن تجمع بين شيئين متوافقين أو أكثر وبين ضديهما. ثم إذا شرطت هنا شرطا شرطت هناك ضده كقوله عز وعلا" فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى " لما جعل التيسير مشتركا بين الإعطاء والاتقاء والتصديق جعل ضده، وهو التعسير مشتركا بين أضداد تلك، وهي المنع والاستغناء والتكذيب.))
ولقد عقد " الزركشي" في كتابه " البرهان في علوم القرآن " فصلا عن المقابلة
في المجلد الثالث صفحة458
وأرغب في مدارسة هذا الموضوع مع الزملاء ومقارنة أقواله بأقوال الخطيب أو غيره من العلماء
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:53 م]ـ
الزركشي ذكر تعريفا مختلفا عن تعريف السكاكي
قال (وهي ذكر الشيء مع ما يوازيه في بعض صفاته ويخالفه في بعضها))
وفرق بين المقابلة والطباق بنقطتين
# الطباق لا يكون إلا بين ضدين غالبا---والمقابلة لأكثر من ذلك غالبا
# الطباق يكون بالاضداد فقط--والمقابلة تكون بالأضداد وغيرها
ويظهر لي أن السكاكي تناول في كلامه أحد أنواع المقابلة
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 08:33 م]ـ
يقسم الزركشي المقابلة إلى ثلاثة أقسام
#نظيري----مثاله ((لا تأخذه سنة ولا نوم)) البقرة 255
# نقيضي---مثاله ((وتحسبهم أيقاظا وهم رقود)) الكهف 18
#خلافي --مثاله ((وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) الجن 10
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 09:00 م]ـ
ألآية ((وَأَنَّا لاَ نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَن فِي الأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَداً) الجن 10
شرحها الزركشي شرحا لا يمكن أن يخطر على بال متوسطي الثقافة مثلي--
قال ((فقابل الشر بالرشد، وهما خلافيان، وضد الرشد الغي، وضد الشر الخير، والخير الذي يخرجه لفظ الشر ضمنا نظير الرشد قطعا، والغي الذي يخرجه لفظ الرشد ضمنا نظير الشر قطعا، فقدحصل من هذا الشكل أربعة ألفاظ:
نطقان وضمنان، فكان بهما رباعيان))
الشر ضد الخير---الغي ضد الرشد----الغي والشر ثنائي ---والخير والرشد ثنائي آخر
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 07:24 ص]ـ
وناقش الزركشي قوله تعالى
((لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا تَأْثِيمًا (25) إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا (26))) الواقعة
قال (اللغو في الحيثية المنكرة والتأثيم في الحيثية الناكرة--واللغو منشأ المنكر ومبدأ درجاته--والتأثيم منشأ التكبر ومبدأ درجاته--فلا نكير إلا بعد منكر --ولا إعتقاد إنكار إلا بعد إعتقاد تأثيم--ومنشأ اللغو في أول طرف المكروهات وآخره في طرف المحظورات ومبدأ التأثيم))
وكأني به يربط بين اللغو والمنكر---وبين التأثيم والإنكار--ثم يقابل بين الثنائي (اللغو والمنكر) والثنائي (التأثيم والإنكار) ----وهو يشير إلى كون اللغو خط بدايته في باب المكروه ونهايته هي بداية الحرام المسبب للتأثيم
ويجدر أن نشير إلى
# القيل هو القول غير المعروف صاحبه والقال هو القول غير المذكور صاحبه
#" سلاما سلاما" هذا تكرير يعني به التتابع في قول سلام لا التأكيد
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 04 - 2005, 05:11 م]ـ
:::
قوله تعالى ((قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)) 30 البقرة
ذكر فبها الزركشي ما يلي
((فقابل الإفساد بالتسبيح والحمد--وسفك الدماء بالتقديس--فالتسبيح بالحمد ينفي الفساد والتقديس ينفي سفك الدماء--والتسبيح شريعة الإصلاح والتقديس شريعة حقن الدماء--وشريعة التقديس أشرف من شريعة التسبيح
وهذا شكل مربع من أرضي وهو الإفساد وسفك الدماء--وسمائي وهو التسبيح والتقديس))