تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[التعجب في حقه تعالى]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[30 - 01 - 2005, 07:49 م]ـ

لا نقاش أن التعجب مستحيل في حقه تعالى

كيف لا والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه وهذا نقص لا كمال

كيف لا والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه وهذا نقص لا كمال

ولقد وردت صيغة التعجب في

((فما أصبرهم على النار)) --البقرة 175فلا يكون معنى قوله تعالى أنه يتعجب من صبرهم على النار---معاذ الله أن يكون هذا المعنى المراد.

إذن معنى الآية " أن فعل هؤلاء مما يجب أن يتعجب منه"

قال القرطبي

((فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ

مَذْهَب الْجُمْهُور - مِنْهُمْ الْحَسَن وَمُجَاهِد - أَنَّ " مَا " مَعْنَاهُ التَّعَجُّب هُوَ مَرْدُود إِلَى الْمَخْلُوقِينَ , كَأَنَّهُ قَالَ: اِعْجَبُوا مِنْ صَبْرهمْ عَلَى النَّار وَمُكْثهمْ فِيهَا))


ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 02:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخي الكريم جمال، بل لا نقاش في ثبوت صفة العجب لله تعالى من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.
دليل ذلك قوله تعالى: (بل عجبتُ ويسخرون) نص في المسألة، وكذا كل آية فيها صيغة التعجب. وقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (يعجب ربكم من راعي غنم في رأس شظية ... ) وقال صلى الله عليه وآله وسلم: (إن ربك سبحانه وتعالى يعجب من عبده إذا قال: رب اغفر لي ذنوبي، يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري) وغيرها.
أما قولك أخي عفا الله عنك: (والمتعجب يشعر بعظم ما تعجب منه، وهذا نقص لا كمال) فباطل. لأن تعظيم العظيم كمال، فأي نقص في إعطاء كل شيء قدره؟! ألا ترى قوله تعالى: (وإنك لعلى خلق عظيم) فيه تعظيم الله تعالى لخلق النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وقال تعالى: (ولهم عذاب عظيم) وقال تعالى: (وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم) إلى غير ذلك مما هو مشهور مستفيض في كتاب الله تعالى.
وقولك عفا الله عنك: (والمتعجب علمه قاصر عما تعجب منه، وهذا نقص لا كمال) باطل كذلك. لأنا نقول ببساطة، قد تعجب الله تعالى كما مر، ومع ذلك قال تعالى عن نفسه: (والله بكل شيء عليم)، فينتقض قولك. بل إنا لنجد ذلك من أنفسنا ضرورة، ألا ترى الأستاذ يعجب من تفوق تلميذه إعظاماً له وتقديراً، مع أنه يعرفه وقد اختبره غير مرة؟! ألا ترى أنك تعجب من جمال بستان، ومع ذلك فأنت لا تجهل جماله بل تراه بعيني رأسك؟! فقولك هذا مخالف للضرورة الفطرية كما هو مخالف للنص، فتأمل.
فإن تبين جلياً أن العجب لا يلزم منه نقص، لم يكن لمن عطل الله تعالى عن صفته هذه وجه، والحمد لله. هذا، مع أنا نقول أنه لا يلزم على صفة الله تعالى ما يلزم على نظيرها عند البشر، إذ لا يقاس الخالق بخلقه. وكيف ولله تعالى علم ولنا علم، فهل يلزم على علمه تعالى ما يلزم على علمنا من التعلم والعقل والأعصاب والحواس؟!
ثم إنا نقول: كيف يكون ظاهر كتاب الله تعالى وسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم باطلاً، بل كفراً، ومع ذلك لا ينبه الله تعالى على هذا ولا يبين المراد منه، ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ولا أصحابه رضوان الله عليهم؟! هذا - لا شك - لا يكون، ولا يقوله أحد قدر الله قدره.
هذا، والله أعلى وأعلم، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 07:46 م]ـ
إسمح لي يا أخ فيصل أن أسبقك بالإجابة

المشكلة عند فيصل وأصحابه ليس في قراءة (وعجبت) بالفتح---فهي تعني عجبت يا محمد--فلا إشكال عندهم

المشكلة هي في قراءة الضم---هم يريدون إثبات العجب في حقه تعالى---وجمهور المفسرين على خلاف قولهم---حتى أن عمدة مفسريهم المتحول عن الزيدية لم ينقل قولا واحدا فيه نسبة العجب حقيقة لله تعالى

نقل الشوكاني ما يلي

((وقال عليّ بن سليمان: معنى القراءتين واحد، والتقدير: قل: يا محمد: بل عجبت؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم مخاطب بالقرآن. قال النحاس: وهذا قول حسن، وإضمار القول كثير

. وقيل: إن معنى الإخبار من الله سبحانه عن نفسه بالعجب أنه ظهر من أمره، وسخطه على من كفر به ما يقوم مقام العجب من المخلوقين.

قال الهروي: ويقال: معنى عجب ربكم، أي: رضي ربكم وأثاب، فسماه عجباً، وليس بعجب في الحقيقة، فيكون معنى {عجبت} هنا: عظم فعلهم عندي.

وحكى النقاش: أن معنى {بل عجبت}: بل أنكرت.

قال الحسن بن الفضل: التعجب من الله: إنكار الشيء وتعظيمه، وهو لغة العرب،

وقيل: معناه: أنه بلغ في كمال قدرته، وكثرة مخلوقاته إلى حيث عجب منها،)) ولقد ناقشوني في منتدى التفسير عن سبب عدم إشارتي للنقل التالي له (قرأ الجمهور بفتح التاء من (عجبت) على الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم. وقرأ حمزة، والكسائي بضمها. ورويت هذه القراءة عن عليّ، وابن مسعود، وابن عباس، واختارها أبو عبيد، والفراء.
قال الفراء: قرأها الناس بنصب التاء، ورفعها، والرفع أحبّ إليّ؛ لأنها عن عليّ، وعبد الله، وابن عباس. قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد.)
فقلت لهم ((القول الذي في الشوكاني

((قال: والعجب أن أسند إلى الله، فليس معناه من الله كمعناه من العباد)) ----يعني تماما أنه لم ينقل قولا يسند معنى العجب الحقيقى لله تعالى

ألم تر قول المنقول عنه (فليس معناه من الله كمعناه من العباد) ---فالعجب في حقه له معنى آخر غير العجب عندنا)):::
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير