تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[08 - 04 - 2005, 07:28 ص]ـ

قال تعالى

(وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) 159 ال عمران

أليس الفظ هو غليظ القلب؟؟

قال الجواهري في الصحاح

((فظظ

الفَظُّ: الرجلُ الغليظُ. وقد فَظِظْتَ يا رجل فَظَاظَةً. والفَظُّ أيضاً: ماءُ الكَرِشِ. ومنه قولهم: افْتَظَّ الرجل، وهو أن يسقي بعيره ثم يشدُّ فمه لئلا يجترَّ، فإذا أصابه عطش شقَّ بطنَه فعصر فَرْثَهُ فشرِبه.))

وقال الزمخشري في أساس البلاغة

((ف ظ ظ

أنحى عليه بفظاظته وعنفه، وما كنت فظّاً، ولقد فظظت علينا وغلظت. وعطشوا حتى شربوا الفظّ وهو ماء الكرش، وافتظوا الكرش: أخذوا فظّها. وقال: إذا اعتصروا للّوح ماء فظاظها

وتقول: قوم غلاظ فظاظ، كأن أخلاقهم فظاظ.))

أما الطبري فقال فيها

((فإنه يعني بالفظّ: الجافي، وبالغليظ القلب: القاسي القلب غير ذي رحمة ولا رأفة،))

أما إبن عطية فقد قال في المحرر الوجيز

((والفظاظة: الجفوة في المعاشرة قولاً وفعلاً

وغلظ القلب: عبارة عن تجهم الوجه وقلة الانفعال في الرغائب وقلة الإشفاق والرحمة))

أما الرازي فقد فرق تفريقا لطيفا بين مفهومي الغلظة والفظاظة فقال

((فان قيل: ما الفرق بين الفظ وبين غليظ القلب؟

قلنا: الفظ الذي يكون سيء الخلق، وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه عن شيء، فقد لا يكون الانسان سيء الخلق ولا يؤذي أحدا ولكنه لا يرق لهم ولا يرحمهم، فظهر الفرق من هذا الوجه))

وهذا ما يشدني إلى الرازي فغالبا ما يتميز عن الآخرين بلطائفه

فتجدني راغبا بتبني قوله أكثر من غيره

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 05:06 م]ـ

قال تعالى

(وَلَوْ كُنتَ فَظاًّ غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) 159 ال عمران

أليس الفظ هو غليظ القلب؟؟

أما الطبري فقال فيها

((فإنه يعني بالفظّ: الجافي، وبالغليظ القلب: القاسي القلب غير ذي رحمة ولا رأفة،))

أما الرازي فقد فرق تفريقا لطيفا بين مفهومي الغلظة والفظاظة فقال

((فان قيل: ما الفرق بين الفظ وبين غليظ القلب؟

قلنا: الفظ الذي يكون سيء الخلق، وغليظ القلب هو الذي لا يتأثر قلبه عن شيء، فقد لا يكون الانسان سيء الخلق ولا يؤذي أحدا ولكنه لا يرق لهم ولا يرحمهم، فظهر الفرق من هذا الوجه))

وهذا ما يشدني إلى الرازي فغالبا ما يتميز عن الآخرين بلطائفه

فتجدني راغبا بتبني قوله أكثر من غيره

تُقَارِنُ بَيْنَ طَلْحَةَ وَابْنَ سَاوِي ... رَعَاكَ الله مَا هَذَا التَّسَاوِي

إذا كان تفسير الرازي قد فاق تفسير الطبري في مسألة فإن تفسير ابن جرير - رحمه الله رحمة واسعة - قد فاقه في بحر من المسائل، وكفى الأمة فخرا بتفسير يربطها إسنادا إلى تفسير الصحابة والتابعين وتابعي التابعين

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[13 - 04 - 2005, 08:06 م]ـ

أبا أيمن

لا أقارن بينهما وكلاهما ينهلان من نفس النبع---وعندي أقوال للطبري في مسائل أرضاها ولا أظنك ترضاها وإن شئت أتواصل معك بشأنها

ـ[البصري]ــــــــ[14 - 04 - 2005, 11:30 ص]ـ

يا عمنا جمال ـ أطال الله على الطاعة عمرك ـ

كل يؤخذ من قوله ويرد، وكلنا ذو خطأ، وما منا إلا راد ومردود عليه.

وفي ظني أن الذي أراده أخونا أبو أيمن وهو ما أراه، أن لا مقارنة بين الطبري والرازي، لا من حيث سعة علم كل منهما في فنه، ولكن هل يستوي من جل علمه قال الله وقال رسوله، ويؤيد كلامه بكلام الصحابة والتابعين وأهل العلم الشرعي، بمن يعتمد رأيه وعقله؟؟

والله، إن من اعتمد التفسير بالمأثور لخير ولو أخطأ غير قاصد ممن اعتمد رأيه ولو أصاب.

ونحن ـ عمنا الحبيب ـ لا نمنع مطلقًا من الاستفادة من أي تفسير، لكن بشرط ألا يخالف الدليل من الكتاب أو السنة، وأصول التفسير المعتمدة.

وأما قولك: وعندي أقوال للطبري في مسائل أرضاها ولا أظنك ترضاها ... ففما لا نختلف جميعًا فيه، فالطبري بشر يصيب ويخطئ، ونحن نأخذ منه الصواب، ونرد الخطأ ... لكن من أخلاق السلف، أهل السنة والجماعة، أنهم إذا عرفوا سلامة عقيدة المرء وصدقه، واتباعه للسنة وطلبه لها، ورأو كثرة حسناته، فإنهم يدفنون ما وقع له من خطأ في بحر تلك الحسنات، مع امتناعهم ـ طبعًا ـ عن متابعته في خطئه ... أما أن تتصيد أخطاء رجل علم مع ماله من قدم صدق في الإسلام، ليشهر به وينتقص قدره، فأعيذ نفسي وإياك وإخواني من هذه الصفة.

أما من عرف عنه عدم سلامة عقيدته، فإن الأصل في كلامه التوقف حتى يتبين صحته من عدمها، فإن كان كلامه صحيحًا أخذ؛ لأن الحكمة ضالة المؤمن، أنى وجدها فهو أحق بها، وإن كان خطأ رد عليه ... وسلامة العقيدة مطلب لا يعدله مطلب ـ أخي الكريم ـ ولأن يقول المرء المسلم في مسألة: لا أعلم، ويرد علمها إلى الله ورسوله، خير من أن يقول فيها برأي مجرد، لا يعلم يقينًا صحته من خطئه.

ونحن نقول لمن أراد السلامة لعقيدته: لا يستوي الطبري وابن كثير والبغوي في معتقدهم، بالرازي أو الزمخشري ونحوهما ممن بعضهم معتزلي، وبعضهم عقلاني، وبعضهم مخرف لا يهمه أمر العقيدة في قليل ولا كثير.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير