تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[17 - 03 - 2005, 09:21 م]ـ

:::

قال تعالى

(قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِي اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُوا إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) 10 أبراهيم

(قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَن نَّأْتِيَكُم بِسُلْطَانٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) إبراهيم 11

قول الكفار إن أنتم إلا بشر مثلنا في الآية ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا)) جارتهم فيه الرسل في قوله ((إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)) من باب التنزل لقولهم لإلزامهم بما هو أبلغ في الرد والإفحام--فقد جرت عادة من أدعي عليه أمر ما أن يعيد الأمر موافقا ولكن لا يلزم من موافقته عليه ما أراد أن يلزمه خصمه به---فهم بشر مثلهم و لكن الله اختصهم بأمر زائد هو الرسالة ((وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ))

بقيت نقطة--ما وجه الإختلاف بين ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 10 و ((قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 11

ما رأيكم؟؟


ـ[المهندس]ــــــــ[24 - 03 - 2005, 06:47 م]ـ
الأستاذ الكريم / جمال

في قولك:
{قول الكفار إن أنتم إلا بشر مثلنا في الآية ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا)) جارتهم فيه الرسل في قوله ((إِن نَّحْنُ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ)) من باب التنزل لقولهم ... }

لقد عددت إقرار الرسل بأنهم بشر مثلهم من باب التنزل والمجاراة في القول، وهذا على فهم المثلية أنها مثلية في كل شيء، لأن الرسل زائدون بأن الله خصهم بالرسالة، ولكني لم أفهم المثلية بهذا الفهم، وتأكدت بالرجوع إلى تفسير القرطبي والطبري وغيرها، بل المقصود بـ"مثلنا" أو "مثلكم" هو المثلية في البشرية فحسب، فالكفار استنكروا أن يكون الرسل بشرا لا ملائكة، وهذا أمر مفهوم دلت عليه آيات أخرى وإن لم يكن منصوصا في هذه الآيات، وبهذا يكون إقرار الرسل بأنهم بشر مثلهم هو من باب الحقيقة

ففي تفسير القرطبي:
{"قالوا إن أنتم" أي ما أنتم. "إلا بشر مثلنا" في الهيئة والصورة؛ تأكلون مما نأكل، وتشربون مما نشرب، ولستم ملائكة.}
وفيه:
{قوله تعالى: "قالت لهم رسلهم إن نحن إلا بشر مثلكم" أي في الصورة والهيئة كما قلتم. "ولكن الله يمن على من يشاء من عباده" أي يتفضل عليه بالنبوة.}

وفي تفسير الطبري:
[{إن نحن إلا بشر مثلكم} صدقتم في قولكم {إن أنتم إلا بشر مثلنا} فما نحن إلا بشر من بني آدم إنس مثلكم، {ولكن الله يمن على من يشاء من عباده} يقول: ولكن الله يتفضل على من يشاء من خلقه، فيهديه ويوفقه للحق، ويفضله على كثير من خلقه.]

أما بالنسبة لما تفضلت بالرغبة في مناقشته، عن زيادة كلمة (لهم) في إحدى الآيتين،
فهل يمكن اعتبار أن تنويع الخطاب من البلاغة لما فيه من تجنب الرتابة، حيث كلمة (لهم) مفهومة ضمنا في الآية التي لم تذكر فيها؟

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[24 - 03 - 2005, 07:52 م]ـ
أولا ---أشكرك على ردك المنظم والدقيق

ُثانيا ---قولك ((فهل يمكن اعتبار أن تنويع الخطاب من البلاغة لما فيه من تجنب الرتابة، حيث كلمة (لهم) مفهومة ضمنا في الآية التي لم تذكر فيها؟))

وذلك إجابة منك لسؤالي (بقيت نقطة--ما وجه الإختلاف بين ((قَالَتْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 10 و ((قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ)) في الآية 11))
فقولك محتمل وأتشرف بك متدبرا معنا في آيات الكتاب

وعندي وجه لطيف لتبرير الإختلاف وهو أنه في الأولى كان الخطاب عاما للجميع مؤمنهم وكافرهم---أما في الثانية فهو خطاب للفئة الكافرة منهم والتي قالت للرسل ((إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن تَصُدُّونَا عَمَّا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُنَا فَأْتُونَا بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ) قاقتضى السياق "لهم" أي قالت الرسل للفئة الكافرة التي قالت القول السالف الذكر

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير