تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[رجم بالحجارة أم بالقول]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[22 - 03 - 2005, 10:44 م]ـ

قال تعالى

((وَأَن لاَّ تَعْلُوا عَلَى اللَّهِ إِنِّي آتِيكُم بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَن تَرْجُمُونِ))

قال الجوهري في الصحاح ((الرَجْمُ: القتل، وأصله الرمي بالحجارة.))

هل عاذ موسى بربه من رجم حقيقي بالحجارة يتوقعه منهم؟؟

قال إبن عاشور ((إن لم تؤمنوا بالمعجزة التي آتيكم بها فلا ترجموني فإني أعوذ بالله من أن ترجموني))

هل رأيه هو الأرجح؟؟

أم الرأي القائل بأن الرجم رجم بالقول

أما الطبري فبعد أن ذكرالقائلين بأن هذا الرجم رجم بالقول

وذكر القائلين بأن هذا الرجم رجم بالحجارة

قال ((وأولى الأقوال في ذلك بالصواب ما دلّ عليه ظاهر الكلام، وهو أن موسى عليه السلام استعاذ بالله من أن يرجُمه فرعون وقومه، والرجم قد يكون قولاً باللسان، وفعلاً باليد. والصواب أن يقال: استعاذ موسى بربه من كل معاني رجمهم الذي يصل منه إلى المرجوم أذًى ومكروه، شتماً كان ذلك باللسان، أو رجماً بالحجارة باليد.))

ولقد تابعت بقية الآيات لعل فيها إشارة ترجح أحد المعاني فوجدت الحق قد قال ((وَإِن لَّمْ تُؤْمِنُوا لِي فَاعْتَزِلُونِ فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلاءِ قَوْمٌ مُّجْرِمُونَ فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلاً إِنَّكُم مُّتَّبَعُونَ))

فبان أن طلب الإعتزال هو بسبب توقعه الأذى منهم--وأن دعوته ربه بأن قومه قوم مجرمون يدل على توقع الأذى الجسمي منهم--وأمر الله له بالهروب ليلا دال على توقع الاذى الجسمي أيضا

--على هذا فالأرجح أن الرجم هنا رجم حقيقي بالحجارة لا بالكلام--فالكلام لا يدفع المرء للهروب غالبا

على هذا فأنا أستغرب قول الزركشي فيها ((ليس هو الرجم بالحجارة إنما هو ما يرمونه به من بهتانهم))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير