تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاستفهام البلاغي في اللغة العربية]

ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 04:09 م]ـ

الاستفهام البلاغي او المجازي هو احد الاساليب المستخدمة في اللغة العربية من اجل الوصول الى او تحقيق هدف معين .. اي ان هذا النوع من الاستفهام لا يقصد به الاستفهام بعينة بل يراد منه قصد آخر غير الاستفهام كأن يكون لغرض التوبيخ او التقرير او ماشابه ذلك .. اذ ان الغرض منه هو غرض بلاغي وليس هو استفهام حقيقي وقد ورد هذا النوع من الاستفهام كثيرا في القرآن الكريم ..

ارجو من الاخوة والاخوات اضافة اي معلومات ومواضيع جديدة في هذا الصدد .. وخصوصا الطريقة التي يمكن من خلالها معرفة المعنى المطلوب من الاستفهام اعتمادا على السياق وغيره من المعايير

مع التقدير

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 03 - 2005, 07:35 م]ـ

هذا النقل مفيد جدا

((مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ

دلالة واضحة على تبيان ملكوت الله وكبريائه وأن أحداً لا يملك أن يتكلم إلا بإذنه ولا يتقدم إلا بإذنه مصداقاً لقوله تعالى: (لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا) هذا الجزء من الآية والجزء الذي قبلها (له ما في السموات وما في الأرض) يدل على ملكه وحكمه في الدنيا والآخرة لأنه لمّا قال (له ما في السموات وما في الأرض) يشمل ما في الدنيا وفي قوله (لمن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه) هذا في الآخرة فدلّ هذا على ملكوته في الدنيا والآخرة وأخرجه مخرج الإستفهام الإنكاري لأنه أقوى من النفي. فدلّ هذا على أنه حيّ قيّوم كيف؟ لأن الذي يَستشفع عنده حيّ والذي لا يستطيع أحد أن يتقدم إلا بإذنه يجعله قائم بأمر خلقه وكلها تؤكد معنى أنه الحيّ القيّوم.

من ذا: فيها احتمالين كما يذكر أهل النحو: فقد تكون كلمة واحدة بمعنى (من) استفهامية لكن (من ذا) أقوى من (من) لزيادة مبناها (يقال في النحو: زيادة المبنى زيادة في المعنى) ز فقد نقول من حضر، ومن ذا حضر؟

لماذا الإختلاف في التعبير في قصة ابراهيم في سورة الصافات (ماذا تعبدون) وفي سورة الشعراء (ما تعبدون)؟ في الأولى استعمال (ماذا) أقوى لأن ابراهيم لم يكن ينتظر جواباً من قومه فجاءت الآية بعدها (فما ظنكم برب العالمين)، أما في الشعراء فالسياق سياق حوار فجاء الرد (قالوا نعبد أصناماً). إذن (من ذا) و (ماذا) أقوى من (من) و (ما).

(من ذا) قد تكون كلمتان (من) مع اسم الإشارة ذا (من هذا) يقال: من ذا الواقف؟ من الواقف؟ ومن هذا الواقف؟ فـ (من ذا الذي) تأتي بالمعنيين (من الذي) و (من هذا الذي) باعتبار ذا اسم إشارة فجمع المعنيين معاً.

في سورة الملك قوله: (أمّن هذا الذي هو جند لكم) هذا مكون من (هـ) للتنبيه والتوكيد و (ذا) اسم الإشارة وكذلك (هؤلاء) هي عبارة عن (هـ) و (أولاء). فالهاء تفيد التنبيه والتوكيد فإذا كان الأمر لا يدعو إليها لا يأتي بها فلنستعرض سياق الآيات في سورة الملك مقابل آية الكرسي: آيات سورة الملك في مقام تحدّي فهو أشد وأقوى من سياق آية الكرسي لأن آية سورة الملك هي في خطاب الطافرين أما آية الكرسي فهي في سياق المؤمنين ومقامها في الشفاعة والشفيع هو طالب حاجة يرجو قضاءها ويعلم أن الأمر ليس بيده وإنما بيد من هو أعلى منه. أما آية سورة الملك فهي في مقام الندّ وليس مقام شفاعة ولذلك جاء بـ (هـ) التنبيه للإستخفاف بالشخص الذي ينصر من دون الرحمن (من هو الذي ينصر من دون الرحمن) وهذا ليس مقام آية الكرسي. والأمر الآخر أن التعبير في آية الكرسي اكتسب معنيين: قوة الإستفهام والإشارة بينما آية الملك دلت على الإشارة فقط ولو قال من الذي لفاتت قوة الإشارة. ولا يوجد تعبير آخر أقوى من (من ذا) لكسب المعنيين قوة الإستفهام والإشارة معاً بمعنى (من الذي يشفع ومن هذا الذي يشفع).))

لمسات بيانية في آية الكرسي للأستاذ الدكتور فاضل صالح السامرائي

ـ[رائد الخزاعي]ــــــــ[05 - 04 - 2005, 10:26 ص]ـ

الاستاذ الفاضل جمال الشرباتي ..

لقد اتحفتنا بمعلومات قيمة ومهمة وانا شاكر لك .. بودي ان انهل المزيد من معينك الذي اتمنى ان لا ينضب .. هل استطيع الربط بين الاستفهام ونظرية افعال الكلام لأوستين وكذلك النظرية التداولية pragmatics حيث ان الاستفهام في القران الكريم مثلا اكثره غير حقيقي (كما يقول الباحث عبد العليم فودة) اذ انه موجه من الله تعالى الى البشر وحيث ان الله تعالى لا يمكن ان يستفهم لطلب الفهم اذ هو عليم بكل شيء اذا الاستفهام يراد منه قصد او نية معينة اي غرض بلاغي وان هذه النظرية المشار اليها تقول ان التداولية تعالج امورا مثل قصد المتكلم من وراء استخدام الفاظ معينة مثلا في القران هناك استفهام يقصد به معنى اخر مثل الامر كالآية (فهل انتم منتهون) اي انتهوا، وغيرها ..

ارجو ان كان ممكنا توضيح كيفية استثمار النظرية التداولية في معرفة المعاني التي يخرج اليها الاستفهام ..

.. زكاة العلم نشره .. ارجو ان يزكو علمكم ..

اسأل الله لكم تمام العافية

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير