تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إلى كل بليغ ...]

ـ[الناقد]ــــــــ[22 - 12 - 2004, 10:26 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

كيف نفرق بين الاستعارة والكناية؟ علما بأني توصلت - بعد التقصي - أن الكناية يجوز إرادة المعنى الوارد في الجملة بغض النظر عن لازم معناه، فلو قلنا لشخص كريم: كثير الرماد، يمكننا أن نفهم أنه كثير الرماد فعلا، بغض النظر عن لازم معناه وهو الكرم. ولكنني وجدت في بعض الكنايات أنه يستحيل إرادة المعنى الوارد أو المفهوم، فلو قلنا في ثوبك الكرم - وهي كناية عن نسبة الكرم إليك - فإنه لايمكننا أن نجد الكرم في ثوب. إذا لايمكن الاستناد إلى هذا المبدء للتفريق بين الكناية ولاستعارة، فالاستعارة صورة مرفوضة في الواقع (رأيت قمرا يضحك) وكذلك الكناية السابقة مرفوضة الوقوع؛ إذن تعذر التفريق على أساس هذا المبدء.

أثمة وسيلة للتفريق؟ أفيدوني بما أفادكم الله.

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[27 - 01 - 2005, 02:22 م]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أخي الكريم الذي في ذهني أن الكناية معنىً حقيقيٌّ لكن يراد لازمه. أما الاستعارة فهي تشبيه حذف أحد ركنيه، فليست حقيقة، وإنما هي مجاز علاقته المشابهة.

فعندما تقول: فلان كثير الرماد، فكل كلمة هنا مستعملة في معناها الحقيقي، والإسناد إسناد حقيقي. أما عندما تقول: رأيت قمراً يبتسم، فإن أصل الكلام: رأيت فلاناً يبتسم فكان جميلاً كالقمر، فاستعمال القمر في قصد فلان مجاز.

ولا يمتنع أن يجتمع في بعض الصور كناية واستعارة. فتقول مثلاً: فلانٌ الكرمُ في ثوبه. هنا جعل الكرم في الثوب استعارة، لأنه جعل الكرم كالمال يحوزه الإنسان في ثوبه. أما إرادة لازم هذه الحيازة، وهو أن الرجل شريف فهو كناية.

فتحصل أن الأمر ينحصر في كون الكلام حقيقة أو مجاز، وقد يجتمعان. والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير