تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[حاصر أم حصور؟؟]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 08:25 ص]ـ

:::

قال تعالى

(فَنَادَتْهُ المَلائِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي المِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِياًّ مِّنَ الصَّالِحِينَ) آل عمران 39

ولقد أورد الماوردي في "النكت والعيون "ما يلي

(({وَحَصُوراً} فيه ثلاثة أقاويل:

أحدها: أنه كان عِنَّيناً لا ماء له، وهذا قول ابن مسعود، وابن عباس، والضحاك.

والثاني: أنه كان لا يأتي النساء، وهو قول قتادة، والحسن.

والثالث: أنه لم يكن له ما يأتي به النساء، لأنه كان معه مثل الهْدبة، وهو قول سعيد بن المسيب))

ولا أجد في نفسي قبولا لأي من الأقوال الثلاثة لكون الآية في مقام مدح ولا يعقل أن يمدح نبي بمثل ما ذكر

فهل كلامي هذا مقبول فنكمل؟؟

ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:20 ص]ـ

الأستاذ الكريم جمال

فعول، هنا، محوّل عن فاعل، للمبالغة. وقيل: بمعنى مفعول، كحلوب، بمعنى محلوبة. وأما مجيئه من صيغ الفاعلين فكما قال الشاعر:

ضَرُوبٌ بنصل السيف سوق سمانها ** إذا عدموا زادا فإنك عاقرُ

وقد نقل ابن كثير - رحمه الله - في آخر تفسير الآية، بعد ذكر جملة من أقول المفسرين، قول القاضي عياض، رحمه الله. قال:" اعلم أن ثناء الله - تعالى - على يحيى أنه كان حصورًا ليس كما قاله بعضهم: إنه كان هيوبًا، أو لا ذكَر له، بل قد أنكر هذا حُذّاق المفسرين، ونقاد العلماء، وقالوا: هذه نقيصة وعيب، ولا يليق بالأنبياء، عليهم السلام. وإنما معناه أنه معصوم من الذنوب، أي لا يأتيها، كأنه حصور عنها. وقيل: مانعًا نفسه من الشهوات، وقيل: ليست له شهوة في النساء ... ا. هـ

والمعنى - والله أعلم - أنه حصر نفسه عن الشهوات، ومنها شهوة النساء، مع القدرة عليها.

ومن معاني الحصر في اللغة الحبس والمنع، كما ذكر ابن فارس في المقاييس

قال:" ومن الباب: الحصور الذي لا يأتي النساء، فقال قوم: هو فعول بمعنى مفعول، كأنه حصر أي حُبِس. وقال آخرون: هو الذي يأبى النساء، كأنه أحجم هو عنهن ".

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[01 - 04 - 2005, 09:30 ص]ـ

وقد أكمل الأستاذ خالد عني---فقال ما أردت قوله وزيادة---إلا إني نقلت قول الرازي وهو قد نقل قول إبن كثير

وإليكم ما كان عندي

((والإجابة التي لا تتناقض مع كون المقام مقام مدح هي أن حصورا هنا والتي جاءت إسم مفعول والتي تعني وقوع الحصر على يحيى---أي أن أمرا خارجيا سبب امتناع يحيى عن الملذات.

ولقد رأيت أن المعنى الأسلم أن يكون المقصود حاصرا--أي اسم فاعل---أي أن يحيى هو الذي قام بحصر نفسه---أي هو الذي يمتنع بنفسه عن ملذات الحياة الدنيا تعففا كإتيان النساء

قال الرازي ((والقول الثاني: وهو اختيار المحققين أنه الذي لا يأتي النساء لا للعجز بل للعفة والزهد، وذلك لأن الحصور هو الذي يكثر منه حصر النفس ومنعها كالأكول الذي يكثر منه الأكل وكذا الشروب، والظلوم، والغشوم، والمنع إنما يحصل أن لو كان المقتضي قائماً، فلولا أن القدرة والداعية كانتا موجودتين، وإلا لما كان حاصراً لنفسه فضلاً عن أن يكون حصوراً، لأن الحاجة إلى تكثير الحصر والدفع إنما تحصل عند قوة الرغبة والداعية والقدرة، وعلى هذا الحصور بمعنى الحاصر فعول بمعنى فاعل.))

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير