تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 07:03 م]ـ

قوله تعالى (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ)) المائدة 67

تعني عدم تمكن أعداء الرسول:= من آيذائه وبالطبع عدم تمكنهم من قتله

قال الجواهري في مادة " عصم"

((والعِصْمَةُ: الحِفْظُ))

قال الرازي فيها ((في قوله {وَ?للَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ ?لنَّاسِ} سؤال، وهو أنه كيف يجمع بين ذلك وبين ما روي أنه عليه الصلاة والسلام شج وجهه يوم أحد وكسرت رباعيته؟

والجواب من وجيهن: أحدهما: أن المراد يعصمه من القتل، وفيه التنبيه على أنه يجب عليه أن يحتمل كل ما دون النفس من أنواع البلاء، فما أشد تكليف الأنبياء عليهم الصلاة والسلام! وثانيها: أنها نزلت بعد يوم أحد))

ثم لننتقل إلى الآية التالية ((أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ)) 144 ال عمران

وهي آية تستنكر على بعض المسلمين تقهقرهم يوم أشيع عن قتل الرسول:= في غزوةأحد

وتعني الآية في جملة ما تعنيه إمكانية قتل الرسول:= مع أن آية المائدة تنفي هذه الإمكانية"يعصمك"

فكيف يمكن الجمع والتوفيق بين معنيي الآيتين؟؟

ـ[المهندس]ــــــــ[14 - 05 - 2005, 10:13 م]ـ

فتح الباري، شرح صحيح البخاري

للإمام ابن حجر العسقلاني

المجلد الثالث عشر.

كِتَاب التَّمَنِّي.

باب قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْتَ كَذَا وَكَذَا.

الحديث: حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَخْلَدٍ حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ أَرِقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقَالَ لَيْتَ رَجُلًا صَالِحًا مِنْ أَصْحَابِي يَحْرُسُنِي اللَّيْلَةَ إِذْ سَمِعْنَا صَوْتَ السِّلَاحِ قَالَ مَنْ هَذَا قَالَ سَعْدٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ جِئْتُ أَحْرُسُكَ فَنَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى سَمِعْنَا غَطِيطَهُ قَالَ أَبُو عَبْد اللَّهِ وَقَالَتْ عَائِشَةُ قَالَ بِلَالٌ أَلَا لَيْتَ شِعْرِي هَلْ أَبِيتَنَّ لَيْلَةً بِوَادٍ وَحَوْلِي إِذْخِرٌ وَجَلِيلُ فَأَخْبَرْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

الشرح: قوله (أرق) بفتح أوله وكسر الراء أي " سهر " وزنه ومعناه وقد تقدم بيانه في باب الحراسة في الغزو مع شرحه، وقوله "من هذا؟ قيل سعد " في رواية الكشميهني " قال سعد " وهو أولى فقد تقدم في الجهاد بلفظ " فقال أنا سعد بن أبي وقاص " ويستفاد منه تعيينه.

تنبيه: ذكرت في " باب الحراسة " من " كتاب الجهاد " ما أخرجه الترمذي من طريق عبد الله بن شقيق " عن عائشة قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت: والله يعصمك من الناس " وهو يقتضي أنه لم يحرس بعد ذلك بناء على سبق نزول الآية لكن ورد في عدة أخبار أنه حرس في بدر وفي أحد وفي الخندق وفي رجوعه من خيبر وفي وادي القرى وفي عمرة القضية وفي حنين، فكأن الآية نزلت متراخية عن وقعة حنين، ويؤيده ما أخرجه الطبراني في الصغير من حديث أبي سعيد " كان العباس فيمن يحرس النبي صلى الله عليه وسلم فلما نزلت هذه الآية ترك " والعباس إنما لازمه بعد فتح مكة، فيحمل على أنها نزلت بعد حنين، وحديث حراسته ليلة حنين أخرجه أبو داود والنسائي والحاكم من حديث سهل بن الحنظلية أن أنس بن أبي مرثد حرس النبي صلى الله عليه وسلم تلك الليلة وتتبع بعضهم أسماء من حرس النبي صلى الله عليه وسلم فجمع منهم سعد بن معاذ ومحمد ابن مسلمة والزبير وأبو أيوب وذكوان بن عبد القيس والأدرع السلمي وابن الأدرع واسمه محجن ويقال سلمة وعباد ابن بشر والعباس وأبو ريحانة وليس كل واحد من هؤلاء في الوقائع التي تقدم ذكرها حرس النبي صلى الله عليه وسلم وحده، بل ذكر في مطلق الحرس فأمكن أن يكون خاصا به كأبي أيوب حين بنائه بصفية بعد الرجوع من خيبر وأمكن أن يكون حرس أهل تلك الغزوة كأنس بن أبي مرثد، والعلم عند الله تعالى.

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 06:42 ص]ـ

أخي المهندس

إضافة متميزة منك أن ذكرت الحديث حول حراسة المقاتلين للرسول:=

وكنت أود أن أقرأ لك تعقيبا يوفّق بين معنيي الآيتين بالإضافة لما ذكرت---

ولا مانع أن تنظمه شعرا:)

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[15 - 05 - 2005, 09:02 م]ـ

طيب

أما الرازي فقد إجاب على الإستشكال بما يلي

((فليس لقائل أن يقول: لما علم أنه لا يقتل فلم قال {أو قتل}؟ فان الجواب عنه من وجوه:

الأول: أن صدق القضية الشرطية لا يقتضي صدق جزأيها، فانك تقول: ان كانت الخمسة زوجا كانت منقسمة بمتساويين، فالشرطية صادقة وجزآها كاذبان، وقال تعالى:

{لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ ?للَّهُ لَفَسَدَتَا}

[الأنبياء: 22] فهذا حق مع أنه ليس فيهما آلهة، وليس فيهما فساد، فكذا ههنا.

والثاني: ان هذا ورد على سبيل الالزام، فإن موسى عليه السلام مات ولم ترجع أمته عن ذلك، والنصارى زعموا أن عيسى عليه السلام قتل وهم لا يرجعون عن دينه، فكذا ههنا،

والثالث: ان الموت لا يوجب رجوع الأمة عن دينه، فكذا القتل وجب أن لا يوجب الرجوع عن دينه، لانه فارق بين الأمرين، فلما رجع الى هذا المعنى كان المقصود منه الرد على أولئك الذين شكوا في صحة الدين وهموا بالارتداد.))

وكنت قد أجبت في منتدى آخر مؤيدا تقدير محذوف هو" قيل"

أي كأن سياق الآية "أَفَإِن"قيل" مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ

فهل تجدون في كلامي جمعا مناسبا للمعنيين في الآيتين السابقتين؟؟

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير