تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[هل تفنى النار]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[29 - 01 - 2005, 09:25 م]ـ

:::

[هل تفنى النار]

أحد العلماء قال ذلك

والشبهة قد تكون هذه الآية ((قال تعالى (فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ))

ربما فهم منها أن الكفار استثنتهم المشيئة من الخلود فسيخرجون منها بعد زوالها وفنائها

---

ولنتركه ونترك فهمه فهو متعارض مع قواطع العقيدة ببقاء النار وخلود أهلها فيها

ولنناقش تفسيرها:

"الذين شقوا" تشمل نوعين هما--الكفار والعصاة---فكانت عقوبتهم جميعا الخلود في النار إلا العصاة من الموحدين فقد استثنتهم المشيئة من الخلود في النار---إذن سيخلد الإشقياء في النار إلا ما شاء ربك من العصاة أصحاب الكبائر فسيخرجون من النار بعد تلقيهم ما يستحقون من عذاب

قال إبن عطية في المحرر الوجيز

((إنما استثنى ما يلطف الله تعالى به للعصاة من المؤمنين في إخراجهم بعد مدة من النار، فيجيء قوله: {إلا ما شاء ربك} أي لقوم ما، وهذا قول قتادة والضحاك وأبي سنان وغيرهم، وعلى هذا فيكون قوله: {فأما الذين شقوا} عاماً في الكفرة والعصاة -


الله أكبر

ـ[فيصل القلاف]ــــــــ[31 - 01 - 2005, 01:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.

قال العلامة المحقق محمد بن إسماعيل الصنعاني رحمه الله في (رفع الأستار لإبطال أدلة القائلين بفناء النار):

1. قال ابن القيم في الباب السابع والستين [يعني من حادي الأرواح]:
واختلف السلف في هذا الاستثناء.
فقال معمر عن الضحاك: هو في الذين يخرجون من النار فيدخلون الجنة، فقوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} إلا مدة مكثهم النار.

قلت [الصنعاني]: يضعف هذا أن الاستثناء من الخلود يقتضي أن يكون بعد الدخول لا قبله، سيما بعد قوله: {[فأما الذين شقوا] ففي النار}. وقد أشار إلى تضعيف هذا الوجه بما قلناه ابن تيمية في غضون أبحاثه في هذه المسألة.

2. قال ابن القيم: وقالت فرقة: هو استثناه الله تعالى ولا يفعله، كما تقول: والله لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك، وأنت لا تراه بل تجزم بضربه.

قلت [الصنعاني]: هذا الوجه أحد وجهين ذكرهما جار الله في الكشاف في آية الأنعام، فقال:
أو يكون يريد الاستثناء من قولة الموتور - الذي ظفر بواتره، ولم يزل يحرق عليه أنيابه - وقد طلب منه أن ينفس عن خناقه: أهلكني الله إن نفست عنك إلا إذا شئتُ، وقد علم أنه لا يشاء إلا التشفي منه بأقصى ما يقدر عليه من التعنيف والتشديد، فيكون قوله: (إلا إذا شئت) من أشد الوعيد، مع تهكم بالتوعد في خروجه في صورة الاستثناء الذي فيه إطماع. انتهى.
واختار هذا الوجه صاحب الإتحاف والصفوي. وهو مروي عن ابن عباس، أخرجه البيهقي في (البعث والنشور)، فقال: قد شاء ربك أن يجعل هؤلاء في النار وهؤلاء في الجنة.
قلتُ [الصنعاني]: إلا أنه يختلف صاحب الكشاف وصاحب الإتحاف في عصاة الموحدين، فصاحب الكشاف يجعلهم داخلين في الذين شقوا لأن أصله أنهم لا يخرجون من النار، وصاحب الإتحاف والصفوي يجعلانهم داخلين في الذين سعدوا لقيام الأدلة عندهم بخروجهم من النار.

هذا وقد تعقب ابن الخطيب الرازي في (مفتاح الغيب) هذا الوجه فقال:
وهذا ضعيف، لأن قوله: (لأضربنك إلا أن أرى غير ذلك) معناه: لأضربنك إلا إن رأيت أن أترك الضرب. وهذا لا يدل على أن هذه الرؤية حصلت أم لا، بخلاف قوله تعالى: {خالدين فيها ما دامت السموات والأرض} فإن معناه الحكم بخلودهم فيها المدة التي يشاء ربك فيها، فهذا يدل على أن المشيئة قد حصلت جزماً. فكيف يحسن قياس هذا الكلام على ذلك؟! انتهى.
¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير