تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[الاستفهام في القرآن الكريم]

ـ[أحلام]ــــــــ[10 - 11 - 2004, 12:48 ص]ـ

الاستفهام في القرآن الكريم؟؟

ورد الاستفهام في القرآن الكريم على اصل معناه وهو طلب الفهم ومعرفة المجهول، كما في قوله تعالى {يسألونك عن الساعة أيان مرساها} وقوله {قال فرعون وما ربٌّ العالمين}

وقوله {إذ قال الحواريون يا عيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء}

وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها}

وقوله {قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ماهي}

وذلك الاستعمال كثير في القرآن واكثر منه أن يخرج الاستفهام عن اصل وضعه لمعان أخرى تفهم من سياق الكلام فمن ذلك:

· الإنكار: ومعنى الاستفهام حينئذ معنى النفي وما بعده منفى، ولذلك نصحبه إلا، ويعطف عليه المنفى، ويكون معناه في الماضي معنى لم يكن، وفي المستقبل معنى لا يكون، ومن ذلك قوله تعالى {انؤمن لك واتبعك الأرذلون} و {انؤمن لبشرين مثلنا} و {فهل يهلك الا القول الفاسقون} و {ألكم الذكر وله الأنثى} و {أنلزمكموها وأنتم لها كارهون} و {أفاصفاكم ربكم بالبنين وأتخذ من الملائكة إناثا} و {فمن يهدى من أضل الله وما لهم من ناصرين} ....

· ولعل السر في جمال أسلوب الاستفهام هنا والعدول إليه عن أسلوب النفي هو أن الاستفهام في اصل وضعه يتطلب جوابا يحتاج إلى تفكير، يقع به هذا الجواب في موضعه، ولما كان المسئول يجيب بعد تفكير وروية عن هذه الأسئلة بالنفى كان توجيه السؤال إليه حملا له على الإقرار بهذا النفى وهو افضل من النفى ابتداء .....

· ومنها التوبيخ على فعل وقع وكان الأولى ألا يقع أو على ترك فعل ما كان ينبغي ألا يقع ومن ذلك قوله تعالى {أتدعون بعلا وتذرون احسن الخالقين} وقوله تعالى {ألم تكن ارض الله واسعة فتهاجروا فيها}

· والاستفهام هنا كذلك يثير في النفس التفكير ويدفعها إلى تدبر الأمور حتى تقتنع بتفكيرها الخاص، بأنه ما كان ينبغي أن يقع ما وقع، أو كان الصواب أن يقع مالم يقع ......

· ومنها التقرير وهو حملك المخاطب على أمر قد استقر عنده والاستفهام في التقرير للنفي فإذا دخل على النفي صار الكلام موجبا ولذا يعطف عليه الموجب الصريح ويعطف هو على الموجب الصريح،

· ومنه قوله تعالى {ألم يجعل كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا ابابيل} والعدول عن الأخبار إلى الاستفهام حمل للمخاطب على الاعتراف بعد التدبر والأناة، وتأمل قوله سبحانه {ألست بربكم قالوا بلى} ....

· ومنها التعجب كما في قوله تعالى {أتأمرون الناس بالبر وتنسون انفسكم}، وقوله سبحانه {كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ..

· والعتاب كقوله تعالى {عفا الله عنك ِلمَ أذنت لهم}

· والاستبطاء كما في قوله سبحانه {أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يأتكم مثل الذين خلوا من قبلكم مستم البأساء والضراء وزلزلوا حتى يقول الرسول والذين آمنوا معه متى نصر الله ألا إن نصر الله قريب}

· وتنبيه المخاطب على الضلال حين تدفعه بالاستفهام إلى التفكير وتدبر العواقب كما ترى ذلك في قوله سبحانه {إذا الشمس كورت وإذا النجوم انكدرت} و {فأين تذهبون} ..

· وتحس بالهول والخوف يثيره الاستفهام في قوله تعالى {الحآقة ماالحآقة} وقوله تعالى {القارعة ما لقارعة}

· وفهم التهويل من الاستفهام لأنك به توحي إلى المخاطب بان ما ذكر لا يليق أن يمر به المرء مر الكرام، بل من الواجب التريث والتمثل، وفهم حقيقته ومدلوله،

· وبالتهديد والوعيد في قوله {ألم نهلك الأولين} ..

· وبالتشويق والترغيب كما في قوله سبحانه {هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم} ..

· وبالتحضيض في قوله {ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم} ...

· وبالأمركما في قوله {إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل انتم منتهون} ..

· وإيراد الأمر في صورة الاستفهام فضلا عما فيه من تعبير مؤدب لأنك تترك مخاطبك بالخيار بين أن يفعل وألا يفعل فيه اغراء بالعمل وحث عليه

· وتستفيد التمني من الاستفهام في قوله تعالى {هل ينظرون إلا تأويله يوم يأتي تأويله، يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل قد خسروا أنفسهم وضل عنهم ما كانوا يفترون}

· ولعل السر في إيرادهم التمني في أسلوب الاستفهام هو تصوير هذا الأمل الذي يجول بنفوسهم مجسما فيها تجسما قويا حتى ليتلمسونه بين ظهرانيهم ...

· وتحس بالاستهزاء في الاستفهام الوارد في قوله سبحانه {قالوا يا شعيب أصلاتٌك تأمرك أن نترك ما يعبد آباؤنا أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء}

· وبالاستعباد في قوله تعالى {أنى لهم الذكرى وقد جاءهم رسول مبين

· وقد يكون الاستفهام مثارا لتنبيه المخاطب على أمر يغفل عنه ولا يوليه من عنايته ما هو به جدير كما في قوله تعالى {ألم ترى إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا}

· وفي إيراد هذه المعاني بإسلوب الاستفهام تشويق وإثارة للتفكير للاهتداء إلى معرفة وجه الصواب

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير