تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[إعلام الموهوم بفساد الفرقان المزعوم]

ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[11 - 11 - 2004, 12:21 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله .. و الصلاة و السلام على رسول الله صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و من والاه.

أما بعد، فها هي أول مشاركة بخصوص نقد كتاب الفرقان المزعوم الذي كُتب بغرض معارضة القرآن و سيكون موضوعها هو نقد أول فصل فيه المسمى (البسملة)

الرجاء مطلعة هذا الرابط: هل سمع أحدكم بالفرقان المزعوم؟؟ ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?s=&threadid=4490)

http://www.islam-exposed.org/furqan/pages/7.jpg

http://www.islam-exposed.org/furqan/pages/8.jpg

التعليق

(1)

العنوان

من الواضح جدًا أن المؤلف لا يعرف معنى كلمة البسملة التي عنون بها أول فصول كتابه و هذا لسببين رئيسيين:

أولا:

أنه ترجم العنوان إلى Blessing و هي تعني البركة أو النعمة و ليس لها أي علاقة من قريب أو بعيد بمعنى كلمة البسملة في اللغة العربية.

ثانيًا:

أنه افتتح كلامه بقوله ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد)) و هذه ليست حتى البسملة المعروفة في اللغة؛ ففي المعجم الوجيز ص51:

(بَسمَلَ): قال: بسم الله الرحمن الرحيم، أو كَتَبَها.

فأين (بسم الله الرحمن الرحيم) أو حتى (بسم الله) في الفصل المعنون بالبسملة؟

و هذه – لعمري – فضيحة ما بعدها فضيحة و لا تدل إلا على ضحالة علم هذا الألكن – الذي يسعى لمعارضة كتاب الله العزيز – بلغة التنزيل.

(2)

بسم من؟

الفقرة الأولى في هذا الفصل هذا هو نصها ((قل: بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد))، و أنا قد أثبت هنا كلمة "قل" لأنها مثبته في الترجمة الإنجليزية رغم أنه لم يجعلها في متن الفصل في الأصل العربي!!

على أية حال، أريد أن يعاونني الأحبة في المنتدى في هذه الجزئية لأن ما يبدو أمامي إعرابيًا أن الكلمة هي بدل و كذلك الروح و الإله، و كون الاسم بدلاً يعني أنه يحل محل الاسم الذي يسبقه، فهل هذا ينطبق على هذه العبارة ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد)

بالطبع، لا!

ففي العقيدة النصرانية الله عبارة عن ثالوت من الآب و الابن (الكلمة) و الروح القدس، و كل فرد من أفراد الثالوث مغاير للفردين الآخرين؛ فلا يجوز القول أن الآب هو الكلمة هو الروح القدس لأنهم شخصيات متغايرة في الخارج.

فهل هذا التعبير ((بسم الآب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد)) هو التعبير البليغ الذي يعبر عن العقيدة النصرانية بأفضل بيان؟

أرجو النصيحة و التوجيه من الأخوة بخصوص هذه النقطة.

(3)

الأوحد أم الأحد

يصف المؤلف النصراني إلهه بأنه الإله الواحد الأوحد و هذا في مقابل الله الأحد المذكور في القرآن الكريم، و أنا هنا أعرض مقارنة قصيرة في المعنى بين (أوحد) و (أحد):

قال أَبو إِسحق النحوي: الأَحَد أَن الأَحد شيء بني لنفي ما يذكر معه من العدد، والواحد اسم لمفتتح العدد، وأَحد يصلح في الكلام في موضع الجحود وواحد في موضع الإِثبات.

(لسان العرب، مادة "وحد")

فأنت عندما تقول أن الله واحد أحد، فبقولك "واحد" تثبت له الوحدانية من ناحية العدد و بقولك "أحد" تنفي عنه و تجحد أن يكون له ثان أو ثالث.

أخرج أحمد في مسنده، و البخاري في التاريخ، و الترمذي في سننه، و ابن جرير في التفسير، و ابن خزيمة، و ابن أبي عاصم في السنة، و البغوي في معجمه، و ابن المنذر في التفسير، و أبو الشيخ في العظمة، و الحاكم في مستدركه و صححه و وافقه الذهبي، و البيهقي في الأسماء و الصفات عن أبي بن كعب؛ أن المشركين قالوا للنبي صلى الله عليه و سلم: يا محمد، انسب لنا ربك. فأنزل الله {قل هو الله أحد ... } إلى آخر الحديث.

فقوله "أحد" يناسب غرض السورة و هو جحود الجنس و نفيه عن الله؛ فليس منه اثنان بنفس الخصائص و ليس له شريك من نفس الجنس .. و هذا يناسب أيضًا قوله {لم يلد و لو يولد} لأنه يدور أيضًا في إطار نفي الجنس عن الله تعالى.

قال الأَزهري: وأَما اسم الله عز وجل أَحد فإِنه لا يوصف شيء بالأَحدية غيره؛ لا يقال: رجل أَحَد ولا درهم أَحَد كما يقال رجل وحَدٌ أَي فرد لأَن أَحداً صفة من صفات الله عز وجل التي استخلصها لنفسه ولا يشركه فيها شيء.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير