تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

[وان كادوا ليفتنونك]

ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[03 - 06 - 2005, 08:33 م]ـ

:::

قوله تعالى ((وان كادوا ليفتنونك عن الذي اوحينا اليك لتفتري علينا غيره واذا لاتخذوك خليلا (73) الإسراء

فيه كلام كثير---ويلزمنا أن نحاول فهمه مع الكثير من الحرص في كلامنا عن سيد ولد آدم:=

فلا يمكن لأي من كان أن يصرفه عما أوحي إليه

فما الموضوع إذن؟؟

لننظر أولا إلى مادة" فتن " في لسان العرب

((الأَزهري وغيره: جِماعُ معنى الفِتْنة الابتلاء والامْتِحانُ والاختبار، وأَصلها مأْخوذ من قولك فتَنْتُ الفضة والذهب إذا أَذبتهما بالنار لتميز الرديء من الجيِّدِ))

ولننظر لقول المفسر إبن عاشور في نفس الآية

((ومرجع ذلك إلى أن المشركين راودوا النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسويهم مع من يعُدّونهم منحطين عنهم من المؤمنين المستضعفين عندهم مثل: بلال، وعمار بن ياسر، وخباب، وصهيب، وأنهم وعدوا النبي إن هو فعل ذلك؛ بأن يجلسوا إليه ويستمعوا القرآن حين لا يكون فيه تنقيص آلهتهم، وأن رسول الله هم بأن يُظهر لهم بعض اللين رغبة في إقبالهم على سماع القرآن لعلهم يهتدون، فيكون المراد من {الذي أوحينا إليك} بعض الذي أوحينا إليك، وهو ما فيه فضل المؤمنين مثل قوله:

{ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي}

الآية [الأنعام: 52]، أو ما فيه تنقيص الأصنام.))

وبعدما أبدى هذا المفسر تبرمه مما روي من مناسبات حول هذه الآية وكأنه ينزع إلى رفضها والتخلص منها قال

((إن رغبة النبي صلى الله عليه وسلم في اقترابهم من الإسلام وفي تأمين المسلمين، أجالت في خاطره أن يجيبهم إلى بعض ما دعوه إليه مما يرجع إلى تخفيف الإغلاظ عليهم أو إنظارهم؛ أو أرضاء بعض أصحابه بالتخلي عن مجلسه حين يحضره صناديد المشركين وهو يعلم أنهم ينتدبون إلى ذلك لمصلحة الدين أو نحو ذلك مما فيه مصلحة لنشر الدين، وليس فيه فوات شيء على المسلمين، أي كادوا يصرفونك عن بعض ما أوحيناه إليك مما هو مخالف لما سألوه.)) ثم قال ((وقوله: {لتفترى علينا غيره} متعلق بـ {يفتنونك}، واللام للعلة، أي يفعلون ذلك إضماراً منهم وطمعاً في أن يفتري علينا غيره، أي غير ما أوحي إليك. وهذا طمع من المشركين أن يستدرجوا النبي من سؤال إلى آخر، فهو راجع إلى نياتهم. وليس في الكلام ما يقتضي أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ همّ بذلك كما فهمه بعض الفسرين، إذ لام التعليل لا تقتضي أكثر من غرض فاعل الفعل المعلل ولا تقتضي غرض المفعول ولا علمه.))

وهو قول نفيس لم أجده عند غيره من المفسرين---حتى أنه ضرب صفحا عن كل الروايات التي روتها كتب التفسير عن سبب نزول هذه الآية والتي منها قصة طلب أهل ثقيف أن يتركهم وصنهم اللات عاما

أقول ---من لديه تعقيب على كلامه فليتفضل---أما أنا فقد ملأ قلبي طمأنينة--وكل ما في الأمر خاطر خطر في باله:= أن يتجنب تلاوة الآيات التي تنال من المشركين بسوء أمامهم--فعوتب على هذا الخاطر

ـ[لؤي الطيبي]ــــــــ[04 - 06 - 2005, 01:19 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

الاخ جمال حفظه الله ووفقه لكل خير ..

بارك الله فيك اخي الكريم على لفتاتك المميّزة ..

وإن ما ذكره الشيخ ابن عاشور رحمه الله قول سديد - والله اعلم ..

والدليل على ذلك الصيغة التي ابتدئت بها الآية التالية، وهي قوله تعالى: " وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً ".

فإن (لولا) في الآية قد أفادت ان الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الله تعالى، فهو - عليه الصلاة والسلام - لم يركن إليهم لا قليلاً ولا كثيراً ولا قارب ذلك. لأن (لولا) تدخل على جملة اسمية فجملة فعلية لربط امتناع الثانية بوجود الأولى، فامتناع قرب الركون مرتبط بوجود التثبيت، وذلك لأن (لولا) لانتفاء الثاني لأجل انتفاء الأول، وهي هنا داخلة على لا النافية، فتكون لانتفاء قرب الركون لأجل انتفاء التثبيت، وانتفاء النفي وجود، فإذن التثبيت موجود، وقرب الركون منتف.

والله تعالى اعلم

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير