[لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا]
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[22 - 02 - 2005, 11:29 م]ـ
قال تعالى: “قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون” (الاعراف: 188).
وقال: (قل لا أملك لنفسي ضرا ولا نفعا إلا ماشاء الله لكل أمة أجل إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون” (يونس 49).
من الملحوظ في الموضعين تلقين الرسول (صلى الله عليه وسلم) الجواب عن اسئلة المشركين وطلباتهم، وهذا له دلالة على التأكيد على بشريته (صلى الله عليه وسلم) حيث إنه يؤمر فيطيع، ويطلب منه البلاغ فينفذ، وهذا ما أكده بيان الآيتين بالتفصيل كما سنرى إن شاء الله تعالى، فالتنكير مثلا في قوله “نفعا” و”ضرا” بدلالته على التقليل والتحقير فيه تأكيد آخر على بشرية محمد (صلى الله عليه وسلم)، وقرار صريح منه (صلى الله عليه وسلم) بحدود بشريته، وبطبيعة النبوة التي لا تنفك عنها البشرية، فهو (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه جلب نفع لو كان قليلا تافها، ولا دفع ضر مهما كان مقداره كذلك .. وفي ذكر لفظ “نفس” مضافا الى ياء المتكلم “تأكيد ثالث لتبرئته (صلى الله عليه وسلم) مما يخالف حدود بشريته، فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه شيئا مما ذكر، فهو أولى بألا يملك شيئا من ذلك لغيره، وذكر النفع والضر منكرين معا، لتأكيد عجزه (صلى الله عليه وسلم) عن امتلاك شئ من ذلك، حيث دل هذا على استقصاء جوانب عجزه (صلى الله عليه وسلم)، وتوسيع دائرتها عن تجاوز حدود بشريته وتعديها لإجابة مقترحات المشركين وأسئلتهم، فآية الأعراف سبقها سؤال المشركين الرسول (صلى الله عليه وسلم) عن الساعة، ووقتها، وهذا من الغيب الذي لم يطلع الله تعالى عليه أحدا من خلقه، قال تعالى: “يسألونك عن الساعة أيان مرساها” فجاء الرد “قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله” ارتقاء في التبرؤ من معرفة الغيب، وزيادة من التعليم للأمة بشيء من حقيقة الرسالة والنبوة، لذا كان تقديم النفع على الضر في هذه الآية أنسب للغرض، لأنه مشير الى ما توهمه المشركون من ان عند الرسول (صلى الله عليه وسلم) العلم بوقت الساعة. ولأن في العلم بالشيء نفعا لصاحبه، لذا من المناسب أن يعرفهم أولا بأنه لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا كذلك. كما ان السر في تقديم النفع على الضر في آية الاعراف أن فيها تناسبا مع ما تقدمها مما يشير الى النفع كما في قوله في السورة نفسها: “من يهدي الله فهو المهتدي ومن يضلل ... ”، وقوله: “لا ستكثرت من الخير وما مسني السوء”، فقدمت الهداية على الضلال، وقدم الخير على الشر، ولاشك ان في الأول منهما نفعا، وفي الثاني ضرا، لذا قدم النفع على الضر في الآية تناسقا مع ما قبلها، والذي كان بمثابة الاعداد أو التمهيد والتوطئة لتقديم الضر على النفع. اما آية يونس فتقدمها سؤال استهزاء واستخفاف من المشركين عن وقت حلول العذاب بهم كما حكى عنهم “ويقولون متى هذا الوعد ان كنتم صادقين”، ولأن في العذاب ضرا كان من المناسب تقديم الضر على النفع في الآية، تجاوبا مع السياق بدلالته على النقمة”، وما يستتبعها من ضر، كما كان تقديم الضر، لطلب المشركين إياه. وفي تقديمه كذلك إظهار للعجز عنه، (لأن استطاعة الضر أهون من استطاعة النفع فيكون ذكر النفع بعده ارتقاء) وفيه مزيد لتبرئته (صلى الله عليه وسلم) مما لا قدرة له عليه
بقلم عادل أحمد الرويني
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[23 - 02 - 2005, 03:55 م]ـ
هل قول كاتبكم على الإطلاق؟؟
أعني هل قوله ((فإذا كان (صلى الله عليه وسلم) لا يملك لنفسه شيئا مما ذكر، فهو أولى بألا يملك شيئا من ذلك لغيره،))
شامل لكافة المنافع ولكافة الأوقات؟؟
ـ[أنوار الأمل]ــــــــ[20 - 04 - 2005, 11:20 م]ـ
أستاذنا الفاضل
لمذاا استعملت هذا اللفظ حفظك الله (كاتبكم)؟
تفضل وأدل برأيك وأخبرنا بما قرأته في هذا الأمر زادك الله علما
ـ[جمال حسني الشرباتي]ــــــــ[21 - 04 - 2005, 07:32 ص]ـ
الأخت المشرفة الكريمة أنوار
---ليس في لفظ كاتبكم أي هدف أو حساسية--إذ كان قصدي أن أشير إلى الكاتب ليس إلا
وقد كان اعتراضي (هل قول كاتبكم على الإطلاق؟؟
¥